عائلات يتقاذفها الخلاف بين نازك وسعد الحريري!

بعد إقفال صحيفة وتلفزيون “المستقبل” الذي صدر بشأنه، بيان من الرئيس سعد الحريري يعلق العمل فيه ويعلن تصفية حقوق العاملين، لأسبابٍ ماديةٍ لم تعد خفية على أحد، نفّذت مجموعة من مصروفي مديرية الصحّة في مؤسسة رفيق الحريري إعتصامًا أوّل أمس في مستوصف الطريق الجديدة – أرض جلول، تطالب عائلة الحريري بالحصول على مستحقات المصروفين من هذه المؤسسات كافة، والمعلقة لما يزيد عن سنتين بسبب تجهيل الجهة المسؤولة عن هذا الملف.

مستوصفات الحريري، كانت قبل الأزمة المالية التي يمرّ بها رئيس الحكومة، تشكل سندًا صحيًّا كبيرًا لفقراء العاصمة وسائر المناطق اللبنانية، من خلال الخدمات الصحية المتنوعة التي تقدمها، بدءًا ببرامج الطبابة الاكلينيكية ومرورًا بالتصوير الإشعاعي على أنواعه فاللقاحات والأدوية من دون أي تفريق بين أتباع مذهبٍ وطائفةٍ أو حزبٍ.

الأزمة بدأت بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري وعشية توزيع الإرث، لكنها حافظت على هدوئها ولم تخترق أخبار الخلافات جُدُر قصر قريطم وبيت الوسط في حينه. بعد ذلك، طفت هذه الخلافات جديًّا بين أفراد العائلة حينما بدأ الدعم المالي السعودي بالضمور، خصوصًا بُعيد انطلاق شرارة الثورة السورية عام 2011 وذلك لأسبابٍ لا مجال للخوض بتفاصيلها هاهنا (ربما بمقال آخر يومًا ما).

يومها كانت المسؤوليات المالية الخاصة بالعائلة كلّها (رواتب الحراس والمرافقين والفنيين والعاملين في الخدمة المنزلية) ملقاة على عاتق حامل اللواء السياسي الرئيس سعد الحريري، وبعدما وقع الفراق بين الأشقاء كلٌ سلك طريقه والتزم مصاريفه والخدمات الخاصة به، رافضين في الوقت نفسه الخوض بأكلاف مشروع سعد الحريري السياسي الذي ورثه من أبيه بتزكية من أفراد العائلة أنفسهم وبمباركة المملكة.

فهد الحريري الأخ الأصغر، باعَ مبنى “صحيفة المستقبل” في منطقة الرملة البيضاء لمدير عام بنك لبنان والخليج من آل العيتاني من دون علم مالك الصحيفة (وليس المبنى) أخيه سعد الحريري ولا إدارتها! يومها حضر شخص من قبل العيتاني الى المبنى وأبلغ الإدارة بشخصِ الصحفي جورج بكاسيني بضرورة إخلائه بمهلة 6 أشهر بسبب بيعه، وتبيّن لاحقًا أنّ الشاري الأصلي هو المقاول وسام عاشور، ولم يكن الشاري الاول إلّا واجهة لأن الخلافات السياسية مع فريق الثامن من آذار في حينه كانت حامية الوطيس.

انتقلت الصحيفة بمعداتها وجسمها الصحفي والإداري الى “المبنى الأبيض” العائد للتلفزيون في منطقة سبيرز والذي ذهبت ملكيته مؤخرًا أيضًا الى بنك البحر المتوسط (دفتريا) لكن المعلومات تؤكد، أنّ المالك الفعلي هو صاحب الحصة الأكبر من أسهم المصرف رجل الأعمال الأردني الأصل، المجنس مؤخرًا، علاء الخواجة. ويقال أنّه خَلْف عملية الإنقاذ المرسومة للتلفزيون “خلال الأشهر القليلة” بحسب بيان الحريري.

أما مديرية الصحة العائدة لمؤسسات رفيق الحريري، فكانت من حصّة السيدة نازك الحريري إضافة الى قصر قريطم وبعض العقارات في لبنان والخارج.

مصدر في المديرية كشف لموقع “ليبانون ديبايت”، أنّ موظفي المستوصفات يختلفون بوضعهم القانوني عن سائر المصروفين بمؤسسات الحريري لأنهم “يملكون سندات بالتعويضات كاملة، حصلوا عليها في العام 2017، في حينه، تعهدت الإدارة بشخص السيدة سلوى السنيورة (شقيقة الرئيس السنيورة) بالدفع ضمن مهلة أقصاها سنتين”. يؤكد المصدر، أنّ هذه السندات إستحقت نهاية الشهر الماضي برغم توقيع الإدارة لتعهد بالدفع قبل المهلة المذكورة”.

واحد من المصروفين يقول لـ”ليبانون ديبايت”، أنّ “أكثر من لقاءٍ عقدناه مع جهات عدّة في الإدارة وخارجها، السيدة سلوى السنيورة كانت في كل مرة تؤكد، أنّ لا علاقة لها بالتأخير وتقول عليكم بمراجعة الرئيس سعد الحريري، لكننا نعلم جيدًا أنّ المستوصفات من حصة نازك الحريري منذ استشهاد الشيخ رفيق، إذ يبدو أنّ الست نازك لا نية لها بالدفع”.

ويضيف، “المجموعة التي كانت تعمل بالمستوصفات من كل المحافظات وعددها نحو 250 شخصًا كل واحد منهم مسؤول عن عائلة كاملة. تعويضاتنا لا تزيد على مليوني دولار، في آخر لقاء قالت لنا سلوى السنيورة اذهبوا الى القضاء وتقدَّموا بدعوى ضدي، في إشارة منها لعدم الإكتراث”.

المصدر نفسه، كشف، أنهم نفذوا تحركهم الثاني أمس في مركز أرض جلول، وذلك بعد الأول الذي توجهوا خلاله الى منطقة الحمرا – السادات تاور، حيث “اتصلت السيدة سلوى السنيورة بشرطة مكافحة الشغب لتثنينا عن التحرّك، كنا نحو 10 أشخاص فأوقفونا وطلبوا لنا النشرة القضائية وكأننا إرتكبنا جرم العمالة أو جريمة قتل”.

ويتابع:”اليوم أيضًا اتصلوا لنا بمخابرات الجيش ليمنعونا من الدخول لكن عناصر الدورية كانوا مهذبين ولم يجدوا أي مخالفة تُسجَّل بحق تحركنا الهادىء والسلمي. المسؤولون في المركز يهربون منا الى الطوابق العلوية خوفًا من المواجهة. هكذا في كلّ مرة لا نجد من يخبرنا عن مصير تعبنا وتعويضاتنا، فيما تكرِّر سلوى السنيورة، أنّ المعني الأول بالموضوع هو سعد الحريري… ملفكم بيده!”.

حاول موقع “ليبانون ديبايت”، التأكُّد من صحَّة ما يُقال من خلال مصدرٍ محايدٍ، لكنه على بيِّنة من تفاصيل الملف، فأكَّد بمحصلة الرواية، أنّ “ما تنطق به السنيورة ليس عن الهوى وانما يعكس وجهة السيدة نازك الحريري!”.

ويختم المصدر حديثه بنبرة حزن:”وينو يلّي عمّر؟”.

“ليبانون ديبايت” – عماد الشدياق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!