الشيوعي في حولا يحتفل لمناسبة ذكرى إنطلاق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية
أقام “الحزب الشيوعي اللبناني” لمناسبة ذكرى إنطلاق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، مهرجانا سياسيا فنيا، في ملعب المدرسة الرسمية في بلدة حولا، بحضور فاعليات حزبية وبلدية واختيارية ومهتمين.
وألقى عضو المكتب السياسي غسان ديبا كلمة، شدد فيها على “امتداد تاريخ المقاومة الوطنية من القتال ضد العصابات الصهيونية، إلى قوات الانصار، إلى الحرس الشعبي، إلى جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، إلى القتال ضد الجيش الإسرائيلي في تموز”.
واضاف: “لكن المقاومة كانت أيضا ودائما خيارا سياسيا، وقد امتشق الحزب الشيوعي اللبناني هذا الدور، فأصبح للمقاومة ليس فقط ابعاد فردية والتزامية بل بعد سياسي، وأعطى الحزب المقاومة بعدا مجتمعيا من حيث انفتاحه وعدم فئويته ومساواته بين جميع اللبنانيين في احلك ظرف كان يمر به الوطن. ففي بيان انطلاقة الجبهة “يا رجال ونساء لبنان من كل الطوائف والمناطق والاتجاهات. فلتنتظم صفوف الوطنيين اللبنانيين كافة، وبغض النظر عن انتماءاتهم السابقة وعن الاختلافات الإيديولوجية والطائفية والطبقية، في جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ضد الاحتلال الإسرائيلي”.
وتابع: “اليوم الوحدة الوطنية مهددة، لان الدولة الواحدة مهددة في أن تتحول إلى فيدرالية طائفية، العلمانية هي ليست موقفا أيديولوجيا وحسب بل هي مهمة سياسية من أجل وحدة لبنان، ولذلك يطرحها الحزب”.
وأردف: “نحيي تضحيات الشهداء الذين سقطوا على أرض الجنوب من مختلف المناطق اللبنانية، وبها نحيي شهيدنا الكبير جورج حاوي الذي أطلق الجبهة التي ابتدأت وقاتلت على دروب التحرير من أجل وطن واحد لا عدة اوطان”، مضيفا: “وفي اطار التحرير، كنا رفعنا شعار “الارض لمن يحررها” وهذا لم يعن بالطبع ملكية الارض وبالطبع لم يعن سلطة مباشرة ولم تعن سيطرة فئوية أو سلطة فارغة من اي مضمون بل رفعناه من أجل تغيير الواقع، لان التغيير هو في صلب تفكير وعمل الحزب، يقول أحد المفكرين “أن اليسار يسعى إلى إرساء تطلعاته على التجربة التاريخية والمناحي التطورية له، بينما اليمين هو تعبير عن الاستسلام لأوضاع اللحظة. ولذلك فان اليسار يمتلك ايديولوجية سياسية بينما اليمين ليس لديه إلا التكتيك”.
واشار “ان الحزب كان واضحا في البيان الوزاري البديل وفي برنامجه الانتخابي واخيرا في بيان الاول من أيار عن تطلعاته إلى التغيير الداخلي في المرحلة الحالية، واليوم في إطار الحديث عن مالية الدولة وضع الحزب رؤيته في تغيير النظام الضريبي، التي هدفها اثنان: الحد من تركز الثروة والدخل وفي نفس الوقت حل الازمة المالية للدولة، وتستند مفاصلها ألأساسية على الآتي: رفع معدل الضريبة على شركات الأموال الى 30%، وضع ضريبة تصاعدية على الفوائد المصرفية بدءا من 7% وصولا الى 15%، وضع ضريبة 2% على الثروة الصافية للافراد فوق المليون دولار، تعديل ضريبة الأنتقال بحيث تصبح ذات معدل مسطح واحد يبلغ 45% مع شطر اعفاء يبلغ 1 مليون دولار، بما يعفي عمليا الاكثرية الساحقة من الفئات الاجتماعية المتوسطة وما دون المتوسطة من هذه الضريبة بخلاف ما هو قائم اليوم، والغاء ألإعفاءات الضريبية لشركات الهولدينغ وشركة سوليدير وكذلك “الأعفاءات ألتأجيرية” الممنوحة للكثير من مستخدمي املاك الدولة”.
وشدد على “ان الشيوعيين سيكونون مستعدين للقتال، كما كانوا دوما في الأنصار والحرس الشعبي وجبهة المقاومة، ضد أي اجتياح اسرائيلي على أرض لبنان وسيقاتلون تحت الراية التي تمثل الوحدة الوطنية والتغيير والثورة وتمثل دماء الشيوعيين الذين سقطوا في مسيرة القتال ضد الإمبريالية والفاشية والصهيونية”.
واستطرد: “في الذكرى ال 37 لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية انقل اليكم تحية وتضامن الأمين العام للحزب الرفيق حنا غريب كما من اللجنة المركزية، وكلنا اليوم ننحني في هذه الذكرى امام شهداء الحزب والمقاومة وأمام جرحاه واسراه كما ننحني امام الذين لا يزالون يحملون الجراح العميقة في قلوبهم ونفوسهم، ونؤكد لهم ان الشيوعيين وانصارهم الذين حملوا السلاح دفاعا عن لبنان لم يريدوا فقط تحرير الوطن بل ارادوا أيضا جمهورية جديدة، وهم يرفضون الدولة الطائفية ويرفضون اليوم رفضا قاطعا ان يتسلل العملاء عبر مسامها إلى ربوع الوطن، ونقولها بكل حزم وثقة كما كانت ثقة وحزم المقاومين: لا لعودة العملاء ومن ارتكب الجرائم ضد الإنسانية في معتقل الخيام وغيره من دون محاكمة. كما سنستمر في النضال بنفس الثقة والحزم من أجل استعادة جثامين شهدائنا من فلسطين المحتلة”.
وختم: “ان آمال الشيوعيين الذين ضحوا على دروب المقاومة الصعبة يمكن أن تتحقق فقط عندما يتحول الحزب إلى قوة سياسية فعلية لإنهاء نظام المحاصصة من أجل الديمقراطية الحقيقية والتطور الاقتصادي والعدالة الاجتماعية، فنحن اليوم بأمس الحاجة إلى ذلك ليكون عمل الحزب في هذا المفصل التاريخي هو لإنهاء النظام الذي يترنح في أزمة عميقة، وهنا تكمن المهمة الأساسية وهنا تكمن المقاومة الدائمة.”
وبعد الكلمة، اقيم حفل فني احياه الفنان سامي حواط، منشدا اغاني ثورية من وحي المناسبة.
الين سمعان