دمشق أوقفت عرض فيلم سينمائي إثر احتجاجات من الطائفة الدرزية

 اضطرت “المؤسسة العامة للسينما” في سوريا لإيقاف عرض فيلم سينمائي إثر موجة انتقادات أعقبت عرضه الأول الذي حضره الرئيس السوري بشار الأسد، وكان يفترض أن يشكّل فاتحة العروض الجماهيرية للفيلم.

وبحسب مخرجه نجدت أنزور (نائب رئيس مجلس الشعب/ البرلمان) فقد تعمّد أن يكون افتتاح فيلم “دم النخيل” في الحادي عشر من أيلول (سبتمبر)، المصادف لميلاد الأسد (54 عاماً).

الاحتجاجات تمحورت حول تصوير الفيلم لشخصية جندي في جيش النظام يتحدّر (بحسب لهجته) من مدينة السويداء (جنوب)، وإظهاره كجندي جبان متخاذل في مواجهة مسلحي “داعش” في معارك مدينة تدمر. الأمر الذي فُهم على أنه موقف رسمي رداً على رفض أبناء المدينة، ذات الأغلبية الدرزية، أداء الخدمة الإلزامية العسكرية أثناء السنوات الأخيرة، خصوصاً أن بشار الأسد سبق أن عبّر عن الاستياء من رفض كثير من الشبان الدروز الالتحاق بجيشه.

“المؤسسة العامة للسينما” أصدرت بياناً قالت فيه: “ارتأينا تأجيل العروض الجماهيرية للفيلم حتى يتسنى لنا دمج الآراء التي جمعناها ليخرج الفيلم بصيغته الجاهزة للعروض الجماهيرية”.

وأضافت “نعتذر ممن ينتظرون مشاهدة الفيلم بلهفة، وممن شاهدوه وكان لديهم ملاحظة أو نقد بناء فإن واجبنا الفني والوطني يحتّم علينا الاستماع لآراء كافة أبناء المجتمع السوري والأخذ بها”.

كاتبة سيناريو الفيلم ديانا كمال الدين بدورها أصدرت بياناً أوضحت فيه أن “المكتوب في السيناريو أنّ حوار هذا الجندي هو باللهجة البيضاء (لهجة محايدة) أي أنه من الممكن أن ينتمي إلي أي محافظة وإلى أي منطقة”. وأضافت “يظهر جميع الجنود شجاعة وبأساً وتضحية، لكن لا يُمكن أن نظهر جميع البشر أقوياء وأبطالاً وشجعاناً ومخلصين وشرفاء. الذي حدث هو أن الممثل الذي قام بدور هذا الجندي هو من السويداء وقد تحدث بلهجته بعفوية”.

ريما فليحان، كاتبة سيناريو معارضة، والمتحدّرة من مدينة السويداء، ردّت بالقول إن أنزور “يستغبي المشاهد في اعتذاره السخيف عن مشاهد “دم النخيل” بقوله إن لهجة الممثل كانت بسبب أنه من السويداء صدفة”. وأضافت: “اللهجة هي جزء من رسم الشخصية بالأعمال الفنية”، وأنه “حين تكون اللهجة بيضاء (فإن على) كل الممثلين أن يتحدثوا باللهجة البيضاء”، الأمر الذي لم يحدث في الفيلم.

أما الكاتب ماهر شرف الدين فقال “عندما يفتتح بشار الأسد فيلماً لنجدت أنزور يُصوّر فيه الدروز بأنهم جبناء… والعلويين بأنهم أبطال… فهذا أمر لا يمكن أن يكون عفوياً”.

يذكر أن “دم النخيل”، بحسب الموقع الإلكتروني لـ “المؤسسة العامة للسينما” “يتحدث عن عالم الآثار السوري خالد الأسعد الذي قتل على يد العصابات الإرهابية المسلحة (داعش) و هو يدافع عن كنوز مدينة تدمر رافضاً المغادرة و تركها للسلب و النهب، فدفع روحه ثمناً لذلك”. و”يستحضر الفيلم شخصية الملكة زنوبيا مع الطفل خالد الأسعد من خلال التلاقي ما بين الماضي و الحاضر”.

والفيلم من تمثيل لجين إسماعيل وجهاد الزغبي ومحمد فلفلة ومجد نعيم وعامر علي ومحمود خليلي، وآخرين. أما التأليف والتوزيع الموسيقي فهو للعراقي المقيم في سوريا رعد خلف، وبمشاركة الفنان اللبناني بيير داغر.

القدس العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى