الرواية الكاملة لسيطرة حزب الله على طائرتي التجسس

 

 

منذ أكثر من أسبوع، تعرّبد طائرات استطلاع اسرائيلية فوق مناطق تقع جنوب العاصمة بيروت.
رُصدت تلك الطائرات في احدى المرات تصول وتجول بالقرب من مطار رفيق الحريري الدولي ربما بحثاً عن صواريخ مزعومة تخفيها المقاومة على تخوم ملعب العهد!
في المرة الثانية، رُصدت تلك الطائرات تقوم بطلعات التفافية فوق مناطق جبل لبنان المتاخمة للضاحية، نتحدث هنا عن الشويفات ودير قوبل وعرمون وبشامون.
لم يدم الامر طويلاً، ففي المرة الثالثة جرى اسقاط طائرتين مسيّرتين فوق منطقة معوض في عمق الضاحية الجنوبية لبيروت.
التوقيت ملفت، تزامن والعدوان الاسرائيلي على سوريا وتجرؤ العدو على استهداف مواقع تابعة لحزب الله، زاعماً ان هجوماً كان يُحضّر، من دون تقديم اي دليل، لذا تبقى الرواية الاسرائيلية محصورة ضمن منطق تقديم الذرائع!
المهم، قرر حزب الله الردّ بشكل أولي على ما جرى من خلال توجيه رسالة “ثقيلة” الى الاسرائيلي، تقول بأنه يستطيع التحكم بمسار طائرات الاستطلاع التي تحوم فوق لبنان، هذا بالدرجة الاولى.
في الدرجة الثانية، تأتي طريقة اعطاب الطائرتين، فالمعلومات الدقيقة تؤكد ان الطائرتين أُسقطتا من خلال عملية نظيفة خارجة عن منطق التسليح، اي عبر الاستفادة من قدرات وامكانيات تقنية تتمتع بها المقاومة استُغلت لإحداث خلل الكتروني بالطائرتين عبر السيطرة عليهما اثناء تحليقهما في الجو، وهذا يعيد الى الاذهان يوم اذاع السيد حسن نصرالله مفردات عن قدرات المقاومة التي نجحت باختراق طائرات من هذا النوع عام ١٩٩٧، ما أسهم في إحباط “إنزال الانصارية” في ذلك العام.
المعلومات المتوافرة تؤكد نجاح الحزب بالسيطرة على الطائرتين المزودتين عادة بنظام تفجير تلقائي في حالة الخروج عن السيطرة، وهو ما حدث فعلا، اذ نجح المشغل الاسرائيلي من تفجير الطائرة الاولى بعدما تأكد له خروجها عن العمل، والثانية تمكّن “المخترقون” من افشال عملية تفجيرها، ما ساهم في سقوطها على الارض من دون أضرار بالغة في هيكلها او أجهزتها، ما قادها الى أن تصبح طائرة أسيرة في عهدة المقاومة وستخضع لمنطق الاستجواب والتحليل قريباً.
اللافت فيما جرى، والذي لا بدَّ من البناء عليه في قادم الأيام، أن الخطوة تمثّل نجاحاً استراتيجياً لحزب الله الذي أوصل رسالة واضحة الى الاسرائيلي تقول اننا نعلم ما تصوّرون وتسجّلون من الاجواء، وأن القرار بإسقاط تلك “الخردة” المخترِقة للسيادة ليس بالأمر الصعب.
بالعودة الى تفاصيل منطقة سقوط الطائرتين، يمكن من خلال دراسة هوية المساحة الجغرافية فهم ما كان يرمي اليه الاسرائيلي من التحليق فوق هذه البقعة.
وليس سراً انها تضم مراكز إعلامية أساسية تابعة للحزب، مثل العلاقات الاعلامية التي يتناوب على زيارتها فرقة كبيرة من الاعلاميين، بالإضافة الى رجال سياسية وصحافة، يتولى مسؤوليتها الحاج محمد عفيف، المعلوم مدى قربه من السيد نصرالله، كذلك تضم ايضاً موقع “العهد الاخباري” التابع لحزب الله بالإضافة الى مركز الاعلام الالكتروني

“ليبانون ديبايت”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى