انفجار أزمة النفايات في قضاء النبطية قاب قوسين أو أدنى
كتبت نعمت حيصون
عود على بدءٍ، وكما في كل لبنان، يعاني قضاء النبطية من مشكلة تكدس النفايات في المكبات العشوائية في جميع أرجائه ناهيك عن بعض البلدات التي بدأت تعوم على النفايات داخل احيائها لصعوبة تصريفها بعد اقفال العديد من المكبات.
معمل الفرز في الكفور والذي بدأ بعمله التجريبي بعد فوز شركة معمار بتشغيله ما زال يقتصر عمله على عدد قليل من سيارات جمع النفايات لا تتجاوز عدد اصابع الكف الواحد علماً ان هناك اخبار عن تلزيمات بالباطن لادارته.
الجمعيات والأندية بدأت باطلاق الصرخة وكان آخرها الرسالة التي وجهها إمام بلدة النبطية الشيخ عبد الحسين صادق الى المعنيين في هذا الملف بعد ان اصبح كل مفترق طريق في مدينة النبطية مكب صغير من النفايات.
الهم الأكبر اليوم هو إنبعاث الروائح الكريهة نتيجة إرتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف ومحلة كفرجوز التابعة ادارياً لمدينة النبطية تلفظ انفاسها جراء تكدس النفايات في عدد كبير من مستوعباتها، فالمكبات المستحدثة في القضاء، والتي وصل عددها الى اكثر من عشرين مكباً، لا تستوفي الشروط البيئية، وسائل التواصل الاجتماعي اشتعلت في المنطقة وخاصة جراء ما يحدث في بلدة حاروف التي تتبع الى المحافظ محمود المولى بعد تعذر قيام بلدية فيها منذ انتخابات ٢٠١٦ ، وكلام عن دفع فاتورة شهرية لقاء تأمين مكب لنفاياتها على الرغم من حالة تكدس النفايات في ارجائها بعد ان تمّ إقفال العديد من المطامر بقرارات قضائية كشوكين ومفيدون، ما جعل ازمة النفايات في المنطقة قنبلة موقوتة لا يعرف متى تنفجر وسط إرتفاع معدلات الأمراض.
قرار اقفال معمل الكفور للفرز كان بسبب عدم توفر مطمر للعوادم واقفال مكب الكفور الشهير امامه، اما اليوم فالانظار تتجه الى مطمر اخر وهو عبارة عن كسارة او مقلع حجري قدمه احد الاشخاص لقاء مبلغ مالي ولم يعرف حتى الساعة رأي رئيس بلدية الكفور وهو الذي اعلن سابقاً ان لا عودة الى المكبات داخل حدود بلدته العقارية، فهل ينجح حزب الله وحركة امل اليوم في اقناعه لحل الازمة ام سنبقى وفق مقولة مكانك راوح.
هذه المشاكل بأكملها يزيدها فشل الشركة الملتزمة رفع وترحيل النفايات من اتحاد بلديات الشقيف والتي ينتهي عقدها في ٣١ اب ٢٠١٩، والمرجح تجديد عقدها لشهرين ريثما تبدأ الشركة الجديدة التي ربحت المناقصة التي اجريت في الثامن من هذا الشهر وبمبلغ مرتفع جدً قياساً على مبلغ مناقصة العام الماضي وهذا طرح اسئلة عدة لدى العديد من المتابعين في المنطقة.
اذا لا حلول واقعية لمشكلة النفايات في النبطية وجوارها ، مع تعذر وجود مطمر صحي وبيئي تماماً كما هي حال كل المناطق اللبنانية، والمشكلة قد تتزايد ونحن على بعد ايام من ذكرى عاشوراء التي يتزايد فيها انتاج النفايات بفعل المجالس والموائد والمضافات التي تقام في هذه المناسبة. فهل تنجح مدينة الحسين بالانتصار على هذا الواقع المؤلم. الايام المقبلة كفيلة بالإجابه علماً ان اكثر المتفائلين يؤكد ان انفجار ازمة النفايات في النبطية بات قاب قوسين او ادنى.
بيروت نيوز عربية