رسالة النائب الخليل الى فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون
فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المحترم .
بعد التحية
أقرأ في الدستور المادة ٤٩ التي تقول”رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن. يسهر على احترام الدستور والمحافظة على استقلال لبنان ووحدته وسلامة أراضيه وفقاً لأحكام الدستور.” وهو الوحيد الذي يحلف يمين الإخلاص للأمة والدستور كما ورد في المادة ٥٠ .
فخامة الرئيس ماورد سابقاً يعني بكل وضوح بأنه مفترض بكم بأن تكونوا الحكم بين ، والأب الراعي لجميع اللبنانيين على حدٍّ سواء .
ولكن بانحيازك الفاضح لتصبح طرفاً في توجيه الشك الى فريقٍ سياسيٍّ من اللبنانيين لقيامهم بتحظير مكمن لأقرب المقربين اليك، صهركم العزيز الوزير جبران باسيل، يبدو لي وكأن فخامتكم أراد عمداً أن يتنازل عن دوره الدستوري كحكمٍ عادل بين اللبنانيين، وأبٍ راعٍ لهم، وبذلك متخلّياً عن المحافظة على وحدتهم.
فخامة الرئيس :
إن رؤساء الجمهورية اللبنانية الإثني عشر الذين سبقوك كان يشار إليهم كالصامت الأكبر . طبعاً هذه الصفة لا تنطبق على فخامتكم.
أملي كبير بأن تكون هذه الصورة هي قابلة للتغيير عندكم وتعودون الى ممارسة دوركم المأمول في فترة خطيرة وحرجة جداً من تاريخ لبنان، وتتمكن أن ترعى المصالحة المطلوبة بين الأفرقاء المتخاصمين نتيجةً للحادثة المؤلمة على كل الصُّعد والتي ذهب ضحيتها مواطنين أبرياء ومازالت تتفاقم مفاعيلها يوماً بعد يوم.
المصالحة، فخامة الرئيس، ضرورية ليعود مجلس الوزراء ليمارس عمله الدستوري، خصوصاً وأننا على أبواب تقريرٍ جديد لمؤسسات التصنيف خلال الأسابيع القليلة القادمة. ورغم مؤشرات عديدة تبدو واضحة في تحسن أوضاعنا الإقتصادية( خصوصاً السياحة والصادرات ) والمالية في هذه الفترة، إلا أن القسم الأكبر من التصنيف يرتكز على الوضع السياسي بما يشكل حوالي ٤٠% من عناصر دراسة التصنيف .
غياب الحكومة عن ممارستها دورها الدستوري في تنفيذ أعمالها الموكولة إليها في الدستور سيشكل عنصراً سلبياً جداً على نتائج تقارير التصنيف .
وقد يعني ذلك تخفيضاً مريعاً لمركز لبنان، قد يوصلنا الي درجات البلدان المارقة. وقد يفرض علينا حلولاً قاسيةً لايتمكن الشعب من تحملها كما حدث في قبرص أو اليونان.
ألمي وصرختي هذه يافخامة الرئيس أوجهها بنفس المقدار الى دولة رئيس مجلس الوزراء الذي أعلم أنه يريد كثيراً أن يدعو مجلس الوزراء لاجتماع عاجل ولكنه متريّث بسبب هذا الشّرخ السياسي العامودي والأفقي الواقع بين القوى السياسية.
فهل تقع هذه الصرخة على آذان صاغية وننقذ الوطن ،ولو في الساعات القليلة الاخيرة ، بدل أن يكون شغلنا الشاغل اليوم إنقاذ مصالحنا الذاتية؟؟؟؟