رسائل أبو فاعور الى “العهد”… انها “بيضة القبان” يا عزيزي
وإذ تحدّث أبو فاعور بشكل صريح ومباشر، بدا خطابه من حيث الشكل محاولة لإظهار الحزب “التقدمي الاشتراكي” مرتاحاً بالاستناد على حلفائه، حيث اعتبر بأنّ تداعيات حادثة “قبرشمون” تطال “العهد” اولا ولا سيما رئيس الجمهورية ميشال عون الذي صوّره أبو فاعور على انه المُحرج والمأزوم والمتضرر الاكبر من عملية العناد السياسي.
ومن حيث المضمون، فقد نجح الوزير وائل ابو فاعور بتحويل الصراع من انقسامات في الساحة الدرزية الى صراع بين جنبلاط والتيار “الوطني الحر” ممثلا برئيس الجمهورية والوزير جبران باسيل، الأمر الذي سيمكّن “بيك الجبل” من الخروج من المأزق الشعبي ويعطيه الدفع لإعادة استقطاب اهالي المنطقة وشدّ عصب قاعدته الحزبية.
من جهة اخرى فقد حوّل أبو فاعور النقاش الى قضية وطنية، ونقله من كونه محصوراً في حادثة “قبرشمون” الى اعتباره مسألة جدية تطرح موضوع التدخلات السياسية في القضاء والفساد الاداري في عهد الرئيس ميشال عون.
كلام أبو فاعور وإن دلّ على شيء فهو يدلّ على أنّ رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط استطاع أن يحصّن نفسه بعدد كبير من الحلفاء الدوليين والاقليميبن والمحليين، وقرّر ان يخوض الحرب الاعلامية مع “الوطني الحر” الذي يصوّر الحزب على أنه شريك في الجريمة وذلك من خلال حرب مضادة تصوّب على فساد “العهد” في هذه المرحلة.
وإذ أشارت مصادر مطلعة الى أن المؤتمر الصحفي للوزير وائل أبو فاعور كرّس وضعية “الاشتراكي” في خط الهجوم بدل الدفاع، وهذا ما كان قد بدأه النائب وليد جنبلاط منذ عدة اسابيع حين شنّ حربه على خصومه بأسلحة الهجوم السياسي رافضاً الرضوخ للضربات الاعلامية والسياسية المتتالية.
وتابعت المصادر أنّه ورغم التصويب على القضاء خلال المؤتمر الصحفي، الا أنّ الحزب “التقدمي الاشتراكي” قد اخرج نفسه بشكل كامل من الصراع مع فرع المعلومات وذلك بعد ايام من التسريبات التي كادت ان توحي بإشكالات بين الطرفين، غير ان كلام أبو فاعور اعطى انطباعا بثقة “الاشتراكي” بمهنية الفرع وأهمية دوره، محاولاً ان يحصر المشكلة الاساسية لدى القضاء وليس لدى أي جهاز أمني.
في المحصلة، أوصل الحزب “التقدمي الاشتراكي” ومن خلفه رئيسه وليد جنبلاطعبر المؤتمر الصحفي رسائل متعددة الأوجه، تشير جميعها الى ان جنبلاط الذي كاد ان يكون محاصرا في الاشهر الماضية عاد اليوم الى قواعده كقوة سياسية لا يستهان بها من حيث علاقاته الدولية والداخلية ومن حيث قدرته على المناورة لفرض شروطه رغم كل ما قيل عن “وداع بيضة القبان”!