عز الدين في تخريج طلاب جامعة AUCE: لتعزيز مناخات التماسك الداخلي والابتعاد عن الخلافات الضيقة

 

أقيم في فندق هيلتون حبتور – سن الفيل حفل التخرج السابع عشر لطلاب الجامعة الاميركية للثقافة والتعليم AUCE، برعاية النائبة عناية عز الدين وحضور رئيس الجامعة عبد السلام النابلسي، وعمداء الكليات والفروع وفاعليات سياسية وتربوية.

عزالدين
بعد النشيد الوطني، والوقوف دقيقة صمت تخليدا لذكرى مؤسس الجامعة امجد النابلسي تحدثت عز الدين وقالت:”اود في البداية ان اعرب عن سعادتي الخالصة لكوني اليوم بينكم، في هذا الحفل العلمي، والذي نحتفي فيه بكوكبة من الطالبات والطلاب المتخرجين من مختلف الاختصاصات الجامعية والمنتمين الى جامعة ناهضة عنيت بها ال AUCE”.

أضافت:”والحق يقال ان مثل هذه المناسبات، تزودني بمنسوب عال من الثقة، والامل بمستقبل وطننا، فمع تلك الوجوه الشابة للمتخرجين من مختلف المناطق ندرك ان ارادة الحياة لا تزال قوية وحاضرة رغم كل التحديات”.

ورأت ان “هذه الطاقات الانسانية وما تختزنه من معارف وقدرات ومهارات وامكانيات ستكون ثروة وطنية مضافة للغد الاتي، نعول عليها في انتاج التجديد والتغيير المنشود بما يؤمن تقدم البلاد ومواكبتها لروح الحداثة”.

وقالت:”لقد شكل التعليم العالي منذ انطلاقته في وطننا الصغير علامة فارقة للبنان في محيطه العربي حيث لعب لبنان دور المشرق العربي وكانت جامعاته مقصدا للطلبة العرب من مختلف البلدان، رغم الحرب الاهلية البغيضة، استطاع قطاع التعليم الصمود وظلت الجامعات في لبنان قادرة على مواكبة التطورات العلمية. وهذا مؤشر على طبيع اللبنانيين التواقة للعلم ومواكبة التطورات في مجال العلوم على انواعها”.

وتابعت:”لكن السؤال المركزي الذي يشكل تحديا على مستوى التعليم هو كيفية التحول من نقل وتقديم المعرفة الى انتاجها، وهو المؤشر الرئيسي على جودة التعليم. فالجامعات المتقدمة هي تلك الفاعلة في المجال البخثي والنشر العلمي والاختراعات المختلفة. ان النظرة الحديثة للجامعة تقتضي ان تكون مركزا لانتاج المعارف حيث يظهر الطلبة المبدعون افكارهم وابداعهم الاستشرافي على شكل ابحاث واختراعات تكون نواة للتطور في مختلف المجالات”.

وشددت عز الدين على ان “فعالية التعليم العالي تكمن في كونه مساهما في التنمية المستدامة وهو الامر الذي يتطلب سياسات واستراتيجيات حكومية واضحة، تقوم على دعم التعليم العالي باعتباره جزءا لا يتجزأ من مسار البناء والارتقاء في الدولة والوطن”.

وقالت:” لذلك، المطلوب اليوم تحول جدي في السياسات الحكومية تواكبه تشريعات قانونية تعزز التعليم العالي في لبنان، لذلك، لا بد من ذكر بعض الاتجاهات المطلوبة في هذا المجال:

اولا: وضع تشريعات لضمان جودة التعليم من خلال وضع معايير علمية مواكبة للتطورات في العالم.
ثانيا: تعزيز الابحاث العلمية وانجاز برتوكولات تعاون لصالح المؤسسات الرسمية للاستفادة من الجامعات في مشاريعها التطويرية.
ثالثا: احتضان المبدعين واعتبارهم ثروة وطنية وتقديم ما يلزم لهم للبتكار والابداع.
رابعا: تفعيل دور وزارة التربية في كونها ناظما للتعليم العالي، وعرابا للتعاون بين الجامعات اللبنانية والاجنبية.
خامسا: خلق علاقة فاعلة بين الجامعات اللبنانية وسوق العمل يؤمن تغذية راجعة للاختصاصات المطلوبة للسوق.
سادسا: توجيه الجامعات في لبنان لافتتاح اختصاصات تتعلق بالبترول، البيئة ومعالجة النفايات، واختصاصات ذات علاقة بالذكاء الصناعي”.

واكدت ان “لبنان الذي كان يتمرد على الدوام على محنه، وواجه اخطار وجودية مثل الاحتلال الاسرائيلي والارهاب، فهو قادر على فعل ذلك من جديد والعبور الى بر التنمية والاستقرار، وهذا ما يستحقه ابناؤه، وعلى الساسة جميعا ان يتحملوا مسؤولياتهم ويكرسوا جهودهم لتعزيز مناخات التماسك الداخلي ويبتعدوا عن الخلافات الضيقة لان الدولة التي نسعى اليها هي الدولة الراعية والدولة القوية. لذلك فعلى الرغم من اهمية انجاز الموازنة وما تضمنته من بنود بعضها فيه عناصر من الايجابية الا ان المطلوب اليوم البحث الجدي في رسم رؤية كاملة لمستقبل البلد نتحول فيها من الاقتصاد الريعي الى الاقتصاد المنتج ونعتمد على انفسنا ومقدرتنا للنهوض والاستمرار”.

وختمت:” لا طريق لنا سوى بناء الدولة، وبناء الدولة لا يكون الا بالطاقات الانسانية المبدعة، وهذا ما نأمله من الاجيال المتخرجة”.

النابلسي
شكر نابلسي الحضور من راعية الحفل النائبة عز الدين الى الاهل والاساتذة وممثلي الاحزاب وهيئات المجتمع المدني ، وعبر عن سعادته بتخريج الفوج السابع عشر من الخريجين ، الذين” سيدخلون الى معترك الحياة العملية ويتكلون من الآن وصاعدا على انفسهم في مجتمع يطغى عليه طابع التنافس”.

النابلسي
اما فقال:”كل نهاية تأتي بعدها بداية، واليوم بداية جديدة لكم، فكل متخرج سعيد اليوم بنيل الشهادة سيبدأ في البحث عن عمل، ونحن في جامعتنا قمنا بتسليحكم بما تتطلبه المنافسة في سوق العمل، خصوصا ونحن في عصر عابر للمعلومات والتكنولوجيا بحيث اصبح بالامكان العمل من دون ان نتنقل شخصيا، ونشارك في الاختراعات عن بعد”.
وتابع:”نحن لا نوازي الدول المتقدمة من ناحية الموارد البشرية ولكننا نخرج مبدعين، من خلال مشاركة جامعة الAUCE في مسابقة عالمية في الذكاء الاصطناعي وفوزنا بالمركزين الاول والرابع، وشاركنا في عدد من برامج التبادل مع الجامعات الاجنبية”، لافتا الى “ان العديد من طلابنا يذهبون لمتابعة شهادات الماجيستير والدكتوراه في الجامعات العالمية، ونحن فخورون بطلابنا الذين يتبوأون مناصب عالية في شركات عالمية وهذا ما اتمناه للمتخرجين الجدد”.

وختم:”انه يوم عظيم، فلا تخافوا المستقبل وواجهوا الصعاب بالتغلب عليها بالعلم والمعرفة والمهارة”.

ثم قدم النابلسي الى عز الدين درعا تكريمية، ووزعت الشهادات على المتخرجين في مختلف الاختصاصات (الفنون،العلوم،الاداب والعلوم الادارية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى