مركز حاصبيا – العرقوب للرعاية والتنمية  : شعلة أمل لأطفال ظلمتهم الحياة  .

 

تحقيق صدى وادي التيم

في زمن لا يرحم المحتاج ،  ولا يشعر بوجع الفقير كان لابد من مؤسسة تحتضن من غدر بهم الزمن وحرمهم شمل العائلة وحنانها . من هنا ولدت فكرة إنشاء دار الأيتام الإسلامية التي خصصت نشاطها لرعاية المحتاجين والأيتام والمعوقين .

والتي خصصت لمنطقة حاصبيا والعرقوب مركزاً يشهد له بالخدمات المتعددة التي يقدمها . فكان لابد من زيارة المركز والإطلاع عن كثب عن نشاطاته والخدمات التي يقدمها لأبناء المنطقة والجهد الذي يبذل من قِبل إدارته وموظفيه في منطقة تناساها الوطن ولم ينصفها .

  • نبذة تاريخية عن مؤسسات الرعاية الإجتماعية في لبنان – دار الأيتام الإسلامية :

البداية كانت عام 1917 وفي منطقة زقاق البلاط  خلال الإحتلال العثماني ، أسست مجموعة من النسوة فقدن أزواجهن في الحرب ميتم آنذاك يأوي الأطفال المحتاجين والأيتام ، وتوسع مع السنين ليحمل إسم مؤسسات الرعاية الاجتماعية ” دار الأيتام الاسلامية ” هذه المنظومة الخيرية الإجتماعية التطوعية التي انتشرت على مساحة الوطن بفضل تبرعات نقدية وعينية من أناس خيرين من المجتمع اللبناني، ومساعدات من وزارة الشؤون الإجتماعية عبر عقود شراكة في العديد من المجالات

مركز حاصبيا والعرقوب للرعاية والتنمية  :

بوجه بشوش وببسمة لا تفارق محياها تستقبلك في مكتبها المتواضع إنها السيدة لينا ابو كرنيب مديرة المركز منذ تأسيسه والتي كان معها هذا الحديث شرحت خلاله المراحل الأولى لانشاء المركز وحاجات منطقة حاصبيا والعرقوب

جاءت فكرة إنشاء مركز حاصبيا والعرقوب  بناءً على رصد حاجات المجتمع المحلي ونتيجة لدارسة إحصائية أجريت من قبل فريق متخصص قام بدارسات ميدانية لخصائص المنطقة السكانية وخصائص قوى السوق أظهرت إحتياجات المنطقة تم على أثرها ترتيب أولويات حاجات المجتمع والإنطلاق بالخدمات المطلوبة مع الأخذ بعين الإعتبار المقدارت المتاحة.

  • هل من صعوبات واجهتكم في بدايات العمل :
  • الصعوبات واجهتنا ولا تزال ، الفكر الذي كان سائداً ” المعوق شو بيطلع منو “
  • عدم الايمان والثقة بقدرات فئات التأخر الذهني ما ترتب عليه العمل مع الاهل بشكل موازي للعمل مع الابناء وكذلك بالاشارة الى اهمية التدخل المبكر في تطوير حالات المسعفين .
  • صعوبة المواصلات
  • عدم توفر الموارد البشرية المتخصصة ما ترتب عليه العمل على بناء قدرات العاملين وتطوير اداءهم لمواكبة العصر والخدمة .

 

عن المرحلة الأولى للتأسيس  تقول :

في الرابع من تشرين الأول من عام 2008 كانت الانطلاقة الأولى مع خدمة ذوي الإحتياجات الخاصة  ،

و البدء بإنشاء فريق عمل متخصص قادر على أن يقوم بمهامه على أكمل وجه برغم ضعف الإمكانات في بداية التأسيس وتمت متابعة تدريبه وتطويره وتأهيله وتمكينه لمواكبة تطورات العصر في أساليب التعامل والتعليم .

 

واليوم يقدم المركز خدمات تشمل قضاءي حاصبيا ومرجعيون ويستقبل ٦٠ ستين طالباً  من 22 بلدة منهم  ” حاصبيا، أبو قمحة، عين قنيا، شويا، عين جرفا، الفرديس، الكفير، الخلوات، ميمس، شبعا، كفرشوبا، كفرحمام، رشيا الفخار، الهبارية، كوكبا، إبل السقي، ابو قمحه، مرجعيون، الخيام، القليعة ودبين.

كما يستقبل المركز الفئات من ذوي الإعاقات الذهنية والحركية وفئات صعوبات التواصل والشلل الدماغي

وحرصاً من المؤسسة على التجذر في محيطها وكونها تعتمد على دعم المحيط ، عملت إدارة المركز على شدّ أواصر التعاون مع البلديات والفاعليات والجمعيات في قرى القضاءين ” حاصبيا ومرجعيون ” فكانت لهم اليد البيضاء في المساعدة بالعديد من المجالات والمشاريع،

وبحكم تواجد المركز في منطقة سوق الخان والتي تعتبر ضمن نطاق عمل قوات الطوارىء الدولية ” اليونيفيل ” تم فتح باب التعاون مع الكتائب الفرنسية والماليزية والإسبانية والهندية  تحت عنوان ” تبادل الثقافات ”

فكان إهتمامهم كبير بنمط عمل المركز ومساعدته للأطفال ، فتم نسج أفضل العلاقات معهم وكانت لمساهماتهم العينية للمركز دفع كبير حيت تم تجهيزه بمعدات ضرورية وهامة سهلت عمل الفريق  وكانت المعين الأكبر لأطفال المركز إلى جانب ما تقدِّمه الإدارة الأم،

وقد ساهمت قوات الطوارىء بثلاثة مشاريع مهمة : مشغل الحاسوب الالي ، المصعد و غرفة العلاج النفس حركي .

كما تم توسيع الخدمات لتشمل  ” تدريس اللغات ” الإنكليزية والإسبانية ”  للكبار ولأمهات الأطفال وإقامة دوارت في  الكومبيوتر وكذلك دوارت التزيين والتجميل والخياطة وتنسيق الأزهار والحُلي والتدريب الحرفي في مجالات النول ، الحفر على المرايا وحفر الصابون، والرسم وتلوين وتزيين الفخار، إعادة تدوير النفايات، وسكب الشوكولا وتزيينه ،

وإنطلاقاً من منهج الإسعاد قدَّم المركز  العديد من النشاطات الترفيهية والرياضية  منها ” اليوغا ”   بالإضافة إلى خدمات العلاجات المساندة النفسية منها والفيزيائية والنفس الحركي والنطق

كما يقيم المركز افطاراً رئيسياً في منطقة حاصبيا والعرقوب بهدف تكريم المتبرعين من القضاءين في أجواء من الإلفة في الشهر الفضيل .

  • ان مؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان – دار الايتام الاسلامية هذه المنظمة الخيرية الاجتماعية الطوعية التي أنشات بمساعدة المجتمع وبناء لحاجته وأصبحت منتشرة على مساحة الوطن عير مراكزها ال 57 ، تقوم على التبرعات النقدية والعينية من أصحاب الايادي البيضاء من المجتمع اللبناني والمساهمات التي تقدمها وزارؤة الشؤون الاجتماعية عبر عقود للشراكة معها ، لكن المصاريف التي تتكبدها المؤسسات خصوصاً في مجالات توفير الرعاية الشاملة والتي تتضمن مجالات التأهيل والتعليم وتجويد الخدمات المتاخصصة وتطوير قدرات الجهاز العامل ، إافة الى كلفة الصيانة وإستهلاك المرافق للمنشأة تفوق المساهمات الحكومية المقدمة .
  • ولا يقتصر دور دار الايتام الاسلامية على تقديم الخدمات فالبعد التنموي يشغل حيزاً كبيراً من عملها . إن مركز حاصبيا – العرقوب للرعاية والتنمية منفتح على الاخرين من جمعيات أهلية ومؤسسات رسمية وخاصة ولديه في رصيده مشاركات في المهرجانات التراثية التي أقيمت في المنطقة كما وإن المؤسسات تعمل على بث روح العمل التطوعي في فئات وشرائح مختلفة من ابناء المجتمع من خلال التشبيك مع المدارس والجامعات وهذا العمل يتم من خلال وحدة التطوع التي أسستها مؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان – دار الايتام الاسلامية كما وتقدم مساحة لطلاب الجامعات والمدارس في تلقي التدريب الميداني في رحاب مركز حاصبيا – العرقوب في مجالات الخدمات المتنوعة والمتوفرة في المركز .

واليوم بعد جهد مستمر وإدارة صحيحة نجد المركز كخلية نحل لا تهدأ ،  فريق متخصص ذو خبرة جيدة كلٌّ يعمل ضمن  إختصاصه ، أطفال تعلو البسمة محياهم بعد أن شرَّع المركز وإدارته أبواب الأمل لهم ، في التعلُّم والتدريب والعيش حياة كريمة

وعن المشاريع والأمال المستقبلية تقول أبو كرنيب  ، نحن مرتبطون مركزياً بالمركز الرئيسي في بيروت وطموحاتهم كبيرة ، ولدينا هامش التحرك في محيطنا الخيِّر المعطاء ، على أمل أن يُبقي الخيرين أعينهم على أطفال وحاجات المركز ليبقى شعلة أمل تضيء درب أطفالٍ وهبهم الله الحياة وحرمتهم الحياة من متعتها .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى