رؤساء الحكومات السابقون: انتفاضة أم حركة تصحيحية وإعتراف بالتواطوء على الطائف!

حرصت المملكة العربية السعودية منذ إقرار اتفاق الطائف على أرضها في 22/ 10/1989 على عدم التدخل في آليات التنفيذ، وتركت ذلك لتقدير القوى السياسية التي ساهمت في الاتفاق – التسوية.
لكن هذه القوى مجتمعة وبينها تيار الرئيس الشهيد رفيق الحريري الناشئ بقوة وحماية تقاطع مصالح سعودي – سوري بدا أنه غير مستعجل لقيام جمهورية الطائف لأسباب عديدة أبرزها الرغبة بالإبقاء على حكم الشخص أو الأشخاص الذي تبلور لاحقا بصيغة “الترويكا” أو “الترويكا + 1”!
تواطأ الجميع على الطائف، من كان في السلطة آنذاك ومن كان خارجها، وأمنوا بالتعاضد والتكافل الغطاء السعودي – السوري من خلال عدة صيغ غالبيتها بدواعي الفساد وتمرير المشاريع والمغانم بالتراضي وبعضها بحجة عدم نضوج الظروف!
ما يحتاجه اللبنانيون هو حركة تصحيحية تطيح بكل مرتكب بحق لبنان ودستوره ووثيقة الوفاق الوطني المعروفة بإتفاق “الطائف”. ما يحتاجه هو مراجعة نقدية لكل الأخطاء التي ارتكبت ومحاسبة المرتكبين، قبل الحديث عن العودة الى الطائف واستعادة هذه الطائفة او تلك لحقوقها.
المطلوب أن تتخلى الطوائف عن كونها أدوات سياسية وأن يلتزم الجميع الدستور وتنفيذ البنود الإصلاحية في الطائف قبل إنهيار الهيكل.
وفي الآونة الأخيرة تصاعدت الدعوات-المناشدات من بعض الرموز “السنية” في لبنان طلبا للمساعدة من السعودية لمساعدة رئيس الحكومة اللبنانية لإستعادة دوره، فيما تحدثت دعوات أخرى عن مساعدة “الطائفة السنية” الكريمة بإستعادة دورها!
وجاءت دعوة المملكة للرؤساء السابقين في سياق البحث عن مكامن الخلل والضعف المشكو منها، على خلفية دعم لبنان ومؤسساته الدستورية، وفقا لمصادر مطلعة.
تقول المعلومات بأن الوفد أبلغ المضيف السعودي ضرورة مساعدة لبنان للنهوض مجددا بأوضاعه الاقتصادية، مع إصرار أحد الرؤساء على طرح مسألة ” تقويض مؤسسات الدولة وتراجع النفوذ السني مرتبطان بعامل الإستقواء الذي يمارسه حزب الله بسلاحه غير الشرعي”.
مصادر سياسية متابعة تمنت “أن يكون الرؤساء أو أحدهم على الأقل قد صارح الجانب السعودي بأن سبب تراجع الثقة الشعبية بالزعامات والقيادات تتمثل في سلة أخطاء تسببوا لأنفسهم بها دون سواهم”.
وسألت المصادر: من قرر تسمية نواب كتلة المستقبل النيابية والى أي حد لاقت هذه التسميات رضى الشارع السني في بيروت والمناطق؟
من قرر تجاوز الرتب والأقدميات والأصول في العديد من التعيينات الإدارية والأمنية والقضائية على مستوى الطائفة السنية الكريمة؟
من وعد، مناطق الأطراف ذات الأغلبية السنية قبل الانتخابات النيابية، بمشاريع وخدمات وذهبت كل هذه الوعود هباء منثورا بعد الانتخابات؟
من يسمح بتفلت السلاح غير الشرعي الذي لا وظيفة له غير الإستقواء الداخلي على مكونات لبنانية أخرى؟
واستغربت المصادر أن يصدر عن الاجتماع مع الملك السعودي بيان بنكهة بيانات “لقاء سيدة الجبل”، كالحديث عن إقدار لبنان على بسط سلطته على كامل أراضيه، هذا الكلام لا نفهمه إلا إذا كان المقصود مساعدة المملكة للبنان بغية استعادة ما تبقى من أرضه المحتلة والمعروفة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من قرية الغجر”.
وترى الأوساط “أن لغة المملكة العربية السعودية ومؤسستها الدستورية لا تدخل في مثل هكذا زواريب وكان عليها أن تتنبه لأفخاخ ينصبها أحد رؤساء الحكومات السابقة أينما حلّ”.
البيان الرسمي
صدر عن الرؤساء نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام البيان الآتي: “لقد كانت مناسبة طيبة إذ عبر خادم الحرمين الشريفين عن سعادته باستقبال الوفد المؤلف من رؤساء الحكومة السابقين والاستماع اليهم في ظل ما يهم لبنان وعلاقاته الاخوية مع المملكة العربية السعودية، وهو قد اكد اهمية تعزيز العلاقات الاخوية التاريخية التي تجمع بين المملكة العربية السعودية ولبنان وبين الشعبين الشقيقين، وأكد الجهود الخيرة التي يبذلها اصحاب الدولة رؤساء الحكومة السابقين الى جانب رئيس الحكومة سعد الحريري الذي تكن له المملكة المحبة والتقدير، من تعزيز العلاقات الاخوية الوثيقة بين المملكة ولبنان.
ولقد أكد خادم الحرمين الشريفين حرص المملكة القوي والثابت على لبنان واستقلاله وسيادته والحفاظ اتفاق الطائف وصونه لكونه الاتفاق الذي انهى الحرب الداخلية في لبنان، واكد اهمية صيغة العيش المشترك بين جميع اللبنانيين بشتى طوائفهم وانتماءاتهم، وكل ذلك تحت سقف الدستور واحترام القوانين واحترام الشرعية العربية والدولية. وان المملكة لن تدخر جهدا من اجل حماية وحدة لبنان وسيادته واستقلاله.

وفي هذا المجال اكد خادم الحرمين الشريفين أهمية اعادة الاعتبار والاحترام للدولة اللبنانية واقدارها على بسط سلطتها الكاملة وبقواها الشرعية على جميع مرافقها واراضيها، وكذلك قدرتها على استعادة هيبتها بما يعزز من وحدة اللبنانيين.

كما اكد خادم الحرمين الشريفين رغبته الصادقة بزيارة لبنان الذي يعتبره المنتدى الافضل في الوطن العربي ويكن له كل المحبة والتقدير وله فيه ذكريات طيبة”.

وكان ميقاتي والسنيورة وسلام لبوا دعوة وزير الخارجية السعودية ابراهيم العساف حيث عقد لقاء في مكتبه في الوزارة في جدة، بحضور وزير الدولة احمد بن عبد العزيز قطان والمستشار في الديوان الملكي نزار العلولا والسفير السعودي وليد بخاري ووكيل وزارة الخارجية السعودية عدنان القيم. وجرى بحث في مختلف الاوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة.

 حسن علوش – الحوار نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى