عين الصين على البقاع بنفق وميناء جاف ومعرض دولي

 

تؤكد المعلومات أن “التنين الأصفر” عازم على فتح نافذة له في الشرقين الأدنى والأوسط، من خلال مشروع “الحزام والطريق” المعروف بـ”طريق الحرير”: الحزام البرّي (سكة حديد) والطريق (البحري)، الذي يربط الشرقين ببعضهما وآسيا وأوروبا. وتغطي هذه المبادرة أكثر من (68 دولة)، بما في ذلك 65% من سكان العالم. وتشير الدراسات إلى أنّها ستُدرج ضمن أكبر مشاريع البنية التحتيّة والاستثمار في التاريخ.
وفي ظل ما كشف عن “صفقة القرن” وسياسة إفلاس لبنان لاخضاعه للموافقة على توطين الفلسطينيين، هل يكون خروج لبنان من دائرة الإبتزاز السياسي والإقتصادي بفتح آفاق إقتصادية جديدة مع الصين من خلال مشروعها؟

ولأن مشروع إعادة إعمار سوريا وضعته الصين على نار حامية، تعمل على تعزيز حضورها في لبنان لتأمين شركاتها المشاركة في الإعمار على أن تكون نقطة انطلاقها من لبنان لموقعه الجغرافي القريب من سوريا. وتقول مصادر مطّلعة ان أكثر المعرقلين لدخول الصين باستثماراتها هو فريق “التيار الوطني الحر”، وبحسب مصدر صيني رفيع فإن “أحد وزراء هذا التيار يرضخ لأجندة خارجية تضغط لتوطين الفلسطينيين ضمن صفقة إرضائية، حاولنا التواصل معه، لكنه أدار الطرشاء”، فيما الأفرقاء الآخرون يبدون تجاوباً بمن فيهم “القوات اللبنانية”،”الحزب التقدمي الاشتراكي”، “حركة أمل” ومستقلون، بينما “حزب الله” يعارض المشروع الصيني من منطلق أن “رسالة الصين لا تقوم بوجود سلاح غير شرعي”، أما “تيار المستقبل” فأبدت أوساطه إيجابية ولم تقفل الباب أمام أي حوار.

“دراغون مارت” في البقاع

وكان حضر مستثمرون الى منطقة البقاع في فترة سابقة، وعاينوا الـ”كسكادا مول” واتفقوا مع صاحبه على أن يتم استئجاره لـ 15عاماً بهدف تحويله إلى “دراغون مارت” على غرار “دراغون دبي”، كما تم الاتفاق مع عضو تكتل الجمهورية القوية النائب سيزار المعلوف على استئجار 200 شاليه في مجمعه السياحي، وبعدما علمت السلطات الصينية بخطوة المستثمرين من القطاع الخاص الصيني، طلبت منهم توقيف أي اتفاق ما لم يكن الاتفاق الأول بين الدولتين اللبنانية والصينية. هكذا، سُحب من التداول موضوع “دراغون مول” بانتظار ما ستؤول اليه المساعي الصينية اللبنانية الرسمية، ولفت مصدر صيني رسمي إلى “أن الصين لا تريد إجتزاء المشاريع، ولا أن تكون الخطوات من دون ترابط بين السلطتين، لأن مشروع اعادة إعمار سوريا ليس مهماً بحجم أهمية توطيد العلاقات الرسمية، فهناك جملة مشاريع كبيرة تنقل لبنان من حالة الانهيار الاقتصادي وتضعه على الخريطة الاقتصادية الدولية، لذا نأمل من القيادة اللبنانية أن تدرك أهمية هذه الاستثمارات”.

إضافة الى مشروع اعادة اعمار سوريا وأهمية لبنان فيه، تعتبر الصين لبنان من ضمن الدول الرابطة في الشرق الأوسط لموقعه الاستراتيجي وعلاقته مع كل الدول العربية والأوروبية والاتفاقات التجارية معها. وتهتم الصين في أن يكون ميناء طرابلس وبيروت هما النقطة للانطلاق إلى الدول العربية من خلال إنشاء ميناء جاف في منطقة البقاع الأوسط ونفق، وبحسب الدراسة التي يقدمها مركز الشرق الأوسط للدراسات والتنمية فإن النفق يبدأ من قناطر زبيدة في بيروت، وفيه سكة حديد ويمر بميناء بيروت ومن ثم الى البقاع الأوسط في منطقة مكسه وتعنايل البقاع الأوسط، فضلاً عن إنشاء ميناء جاف ومعرض تجاري ضخم، وتحويل ميناء طرابلس الى نقطة استراتيجية اقتصادية، وتأهيل معرض رشيد كرامي لأن يكون معرضاً دولياً، وإنشاء سوق حرة، إضافة إلى إمكانية الاستثمارات الصينية في المجال الصناعي معتمدة على اليد العاملة اللبنانية.

ومن ضمن برنامج الصين الانفتاحي على دول الشرق الأوسط، والسعي إلى ايجاد أطر التعاون الاقتصادي والتجاري بينها وبين لبنان، زار وفد صيني رسمي من السفارة الصينية منطقة البقاع برفقة رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والتنمية وائل ياسين. وجال الوفد على اتحاد بلديات البقاعين الاوسط والغربي وراشيا، وبلدية زحلة وغرفة التجارة والصناعة في البقاع وعلى تجمع الصناعيين في البقاع، واطلعوا على المناطق الصناعية، وجالوا في المنطقة التي يمكن أن تكون مخرج النفق في خراج بلدة مكسه.

وأكد رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات وائل ياسين لـ “نداء الوطن” أن “مشروع الصين هو مشروع تنمية إقتصادية وتجارية لكل الدولة متعاونة، ويخرج لبنان من دائرة الإبتزاز السياسي، حيناً بالتوطين وأحياناً بتحويله إلى ساحة لبث الرسائل”. وعن لقاءاته القيادات السياسية والاقتصادية قال: “الصيني عازم على المشروع والاستثمارات، إنما لبنان ليس فريقاً واحداً يقرر، بل كل فريق له مشاربه السياسية، ولمست تجاوب العديد من الشخصيات السياسية والحزبية وأبدوا استعدادهم للمشروع”.

أما الملحقة الإقتصادية في السفارة الصينية، جينغ، فلفتت إلى أن “الحكومة الصينية في سياسة الانفتاح التي تطلقها، وعدم إشتراكها سابقاً وحالياً ومستقبلاً في كل النزاعات والحروب في المنطقة، تؤكد أن الخروج من النزاعات والحروب هو في النمو الاقتصادي، لذا نسعى لأن تكون الصين مصدراً لسياسة الاعتماد على الذات”، وعن زيارة البقاع قالت: “البقاع له حصة كبيرة من المشاريع الصينية، وجئنا لنبني العلاقة بين الشركات الصينية واللبنانية، والهدف من الزيارة نقل صورة عن رؤية البقاعيين، صناعيين ومجتمعاً أهلياً الى القيادة والمستثمرين الصينيين للمساعدة في ايجاد آلية للاستثمار”، وقالت: “يجب العمل عبر وزارة الصناعة لرسم مشاريع ورفعها الى الدولة الصينية عبر وزارة الخارجية التي نتمنى أن تكون متعاونة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى