إجتماع غير مسبوق.. ما حقيقة هندسة روسيا لخروج “حزب الله” من سوريا؟

نشر موقع “المجلس الأطلسي” مقالاً أعدّه البروفيسور المتخصص في العلوم السياسية بجامعة جورج ماسون الأميركية مارك كاتز، علّق فيه على اللقاء الأمني الثلاثي الذي يعقد في إسرائيل من 24 الى 26 حزيران الجاري، والذي يجمع  أمين مجلس الأمن القومي الروسي نيقولاي باتروشيف، مع نظيريه الأميركي جون بولتون والإسرائيلي مئير بن شبات، والذي علّق عليه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو بالقول إنّه سيكون تاريخيًا وغير مسبوق ومهمًا جدًا لضمان الاستقرار في الشرق الأوسط.
 
وبحسب الكاتب فإنّ ملف سوريا والحدّ من الوجود الإيراني في سوريا على رأس جدول أعمال هذا اللقاء، وسط شكوك بأن يلبّي المسؤول الروسي هذه المطالب.
وأوضح الكاتب أنّ القادة الأميركيين والإسرائيليين يتوقعون أن تغيّر موسكوخططها، لا سيما في ما يتعلّق بإيران، وإذا وافقت على مناقشة هذه الفكرة، فبالتأكيد يريد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحصول على شيء في المقابل، ومن المتوقع أن يطالب بقبول الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائهما ببقاء النظام السوري، إضافةً الى الاعتراف بضمّ روسيا لشبه جزيرة القرم وإنهاء العقوبات الأميركية ضد روسيا وغيرها من القضايا، لكن من الصعب أن توافق الإدارة الأميركية على هذه المطالب. وبرأي الكاتب إن لم تقدّم الولايات المتحدة أي تنازلات لموسكو، فكيف سيتوقعون من الكرملين تقديم تنازلات لهم بشأن إيران.
في المقابل، يرى الإسرائيليون والأميركيون أنّ من مصلحة روسيا إبعاد إيران عن سوريا، لا سيما أنّ الخلافات بين موسكو وطهران خرجت إلى العلن مع ورود تقارير عن وقوع اشتباكات بين القوات الإيرانية والروسية، والتي سيكون لها تأثير كبير في دمشق خلال مرحلة إعادة الإعمار.
وأشار الكاتب إلى أنّه على رغم ما ذكره عن الخلافات، إلا أنّ التقرير الذي قدّمه السفير الفرنسي السابق في سوريا، ميشال دوكلوس، فإنّ المسؤولين الروس يدركون جيدًا أن إيران وحلفاءها يتمتعون بحضور كبير في سوريا، وحتى أكثر من الوجود الروسي، لذلك فإنّ انسحاب هذه القوات قد يؤثر سلبًا على النظام السوري، ولا ترغب موسكو بتحمّل عبء دعم الأسد بمفردها. وأضاف الكاتب أنّ ما تعتقده موسكو وتل أبيب عن أنّه بإمكان روسيا هندسة رحيل إيران وحلفائها عن سوريا ومن بينهم “حزب الله“، ليس أمرًا واقعًا وغير صحيح.
ولفت الكاتب إلى أنّ باتروشيف قد يردّ على المطالب الإسرائيلية والأميركية، بالقول إنّ الجهاديين سيعاودون الظهور بحال خرجت إيران من سوريا، وبذلك فإنّ بقاء قواتها يخدم المصالح الأميركية عبر قمع الجهاديين، وما يمكن أن تفعله موسكو أيضًا هو التعهد لإسرائيل بعدم منعها من استهداف أهداف تابعة لإيرانو”حزب الله” في سوريا، بشرط أن تلتزم إسرائيل “بالخط الأحمر” لموسكو بعدم إلحاق الأذى بالقوات الروسية ومنشآتها العسكرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!