هل جوزيف عون مرشّح للرئاسة؟

الاستحقاق الرئاسي بعيد زمنيّاً، ولكنّه دائم القرب سياسيّاً. منذ الأشهر الأولى، بعد انتخاب العماد ميشال عون رئيساً، باتت تقارَب الكثير من المواقف من زاوية الانتخابات الرئاسيّة المقبلة.

جعل انتخاب ميشال عون، بمساهمة كبرى من حزب الله، جبران باسيل وسليمان فرنجيّة الأقرب لخلافته، انطلاقاً من أنّهما الأقرب مسيحيّاً لـ “الحزب”. يصرّ حزب القوات اللبنانيّة، من جهته، أنّ سمير جعجع متقدّم في السباق، لا بل أنّ حظوظه أكبر من حظوظ باسيل “الذي لا يترك صاحباً”.

أسماء ثلاثة إذاً هي المرشّحة، منطقيّاً، لخلافة عون إذا بقينا على قاعدة “الرئيس القوي”. إلا أنّ الكثير من أصحاب خيوط التواصل مع جهاتٍ خارجيّة، وخصوصاً أميركيّة، يعتبرون أنّ الرئاسة المقبلة ستكون محصورة بإسمين فقط، هما قائد الجيش جوزيف عون وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة.

ويتحدّث هؤلاء عن عائقٍ أساسي يقف في وجه سلامة هو علاقته غير السليمة بحزب الله، ما يجعل من عون متقدّماً في السباق، إذ قد يشكّل نقطة تلاقٍ داخليّة وخارجيّة بين أكثر من فريقٍ ومحور.

لم يعبّر “القائد” يوماً عن رغبته بتولّي الرئاسة. وهو لم يتصرّف يوماً على هذا الأساس. سجلّه في القيادة نظيف لجهة إبعاد الحسابات السياسيّة عن المؤسسة العسكريّة. هو قد يرضي الأميركيّين ويحظى بثقة حزب الله، وهاتان صفتان قد لا تتوفّران معاً في أيّ مرشّح آخر.

أما العائق الأكبر الذي يقف في وجه العماد عون فيُدعى جبران باسيل، الذي لن يوفّر سلاحاً إلا ويستخدمه في المعركة الرئاسيّة متى حان أوانها الرسمي. يُقال، على ذمّة مقرّبين من الرجلين، إنّ باسيل سأل عون مرّة عن طموحه الرئاسي، فأجاب قائد الجيش بالنفي.

وإذا كان من المبكر الدخول في الحسابات واحتمال الفوز لأيّ مرشّح، فإنّ الثابت أنّ اسم جوزيف عون، حتى من دون إرادته، سيكون حاضراً في غربال الرئاسة متى آن أوانها. والله أعلم اليوم أيّ اسمٍ سيسقط من الغربال حينها وأيّ اسمٍ سيصمد…

الرأي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى