مسؤولون لبنانيون نقلوا “الرسالة” لنصرالله: قواعد صواريخ “الحزب” باتت مكشوفة!
إلا أنّ المصدر الرسمي نفسه قال لـ”الحياة” إنّ نصرالله ذهب إلى هذا القدر من التصعيد في شأن الصواريخ لأنّ رسالة نقلت إليه من قبل مسؤولين لبنانيين عن أنّ قواعد الصواريخ الدقيقة التي نقلت من سوريا إلى لبنان لمصلحة الحزب باتت معروفة ومكشوفة لدى الإسرائيليين، وأنّ الجانب الأميركي نقل إلى كبار المسؤولين اللبنانيين معلومات في هذا الصدد.
وبحسب “الحياة”، فإنّ مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد هو الذي نقل هذه المعطيات إلى المسؤولين اللبنانيين في آخر زيارة له الأسبوع الفائت إلى بيروت قادماً من إسرائيل، في إطار مهمة الوساطة التي وافقت واشنطنعلى القيام بها من أجل التوصل إلى توافق حول ترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان وإسرائيل، وبرعاية الأمم المتحدة.
وذكرت المصادر لـ”الحياة” أنّ ساترفيلد مع مسؤول أميركي آخر عرضا على كلّ من رؤساء الجمهورية العماد ميشال عون، والبرلمان نبيه برّي، والحكومة سعد الحريري، إضافة إلى قائد الجيش العماد جوزيف عون، (اجتمع أيضاً مع وزير الخارجية جبران باسيل) صوراً وخرائط لما قالا إنّها موقع هذه الصواريخ.
وأفادت “الحياة بأنّ المصدر لم يذكر ما إذا كانت هذه الصور والخرائط تتناول وجود معامل على الأراضي اللبنانية لتطوير الصواريخ التي بحوزة “حزب الله“، كما سبق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن أعلن قبل أشهر، أم للمواقع التي نصبت فيها هذه الصواريخ، لكنّه أوضح أن الموفد الأميركي لم يربط بين مسألة الصواريخ وبين موضوع ترسيم الحدود البرية والبحرية.
وبينما رجّحت مصادر أخرى لـ”الحياة” أن تكون المعلومات الإسرائيلية والأميركية حول وجود معامل تطوير الصواريخ على الحدود اللبنانية السورية، فإنّ المصدر الرسمي أشار إلى أن ساترفيلد أبلغ المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم الرسالة والوقائع الإسرائيلية وأقرنها بالإشارة إلى أنّ واشنطن لا تستطيع إلا أن تأخذ الوقائع المصورة والمحددة على خرائط في الاعتبار، وأنّها لا يمكنها التغاضي عن معلومات من هذا النوع، وقد لا تتمكن من لجم الجانب الإسرائيلي عن القيام بعمل ما حيال هذه الصواريخ. كما أنّ الموفد الأميركي دعا المسؤولين اللبنانيين إلى تحرك عملي من أجل معالجة هذه المسألة لأن الإدارة الأميركية قد تراجع موقفها من لبنان الذي يشكل الحفاظ على استقراره وإبعاده عن حروب وصراعات المنطقة أحد مرتكزات سياستها في المنطقة، والذي يتفرع منه دعمها للجيش اللبناني ولجهود معالجة مشاكل لبنان الاقتصادية.
وأضاف المصدر لـ”الحياة” أنّ تهديد نصرالله بإقامة مصنع للصواريخ، وبأنّ الصواريخ التي بحوزة حزبه “عددها كاف وتطال كلّ الأهداف المطلوبة في الكيان الصهيوني… والعدو لا يقصف الصواريخ لأنّه يعرف أنّنا سنرد الصاع صاعاً”، يهدف إلى قطع الطريق على أي ضغط من قبل السلطات اللبنانية على مطالبة الحزب بإبعاد هذه الصواريخ عن لبنان لتجنيبه أي عمل عسكري إسرائيلي.
وقال المصدر لـ”الحياة” إنّ نصرالله رفع النبرة لأنّه تبلغ بالرسالة الأميركية، لكنّه لم يكشف أيّ من المسؤولين اللبنانيين أو الرؤساء الثلاثة نقلها إليه، واكتفى المصدر بالقول: “لقد تبلغ الرسالة وقام بالردّ عليها لإفهام أي من المسؤولين سواء كان حليفاً أو خصماً بأنّه لن يخضع لأي ضغط في شأنها”، معتبراً أنّ “ردّ نصرالله يضع لبنان في موقع خطير، خصوصاً أنه على رغم حديثه عن قوة إيرانفي مواجهة العقوبات والضغوط الأميركية، واستبعاده الحرب، فإنّ عليها أن تثبت قدرتها على الصمود في وجه الضغوط الأميركية، و”حزب الله” جزء من هذا الصمود، لا سيما أن نصرالله سبق أن قال إنّ “واجبنا” التضامن مع إيران والوقوف إلى جانبها”.