الروبوت Kibotto: اختراع لبناني لزراعة ملايين الأشجار بطريقة سريعة!

 

بعدما سجلت نسبة المساحة الخضراء من الأشجار في #لبنان تراجعاً خطراً من 30% سنة 1965 إلى 13.42% في العام 2015، وفقًا لمؤشرات التنمية للبنك الدولي، أصبح من الضروري اليوم العمل على تسريع الخطوات لزراعة مئات الآلاف من الشجيرات.

وكجزء من التطور التكنولوجي في المشاريع الحرجية، والأمل بأن يعود لبنان أخضر كما عهدناه في السنوات السابقة، يبرز مشروع الرّوبوت Kibotto، المشروع الجامعي الذي انطلق على يد كلّ من أدهم الرّفاعي وحسين جباعي ومحمّد إبرهيم وسمير أبو فخر في جامعة رفيق الحريري، تحت إشراف أستاذهم الدّكتور بسّام مسلّم.

“يهدف مشروع “Kibotto” إلى تصميم آلة متطورة لزراعة شتول الأشجار”، يقول أدهم الرفاعي لـ”النهار”، مضيفاً: “الهدف الرئيسي من هذا الروبوت هو إدخال التقنيات الحديثة إلى زراعة الشجيرات في لبنان، لا سيما في الحقول الزراعية (كالبقاع وعكار)، والأراضي الجرداء التي تتعرض للانجراف (كالهرمل)، والعديد من المناطق الجبلية ذات التربة الخصبة وقليلة الصخور، وذلك لمواجهة التغير المناخي والتصحّر”.

ويشير أدهم: “صحيح أن هناك العديد من الجمعيّات التي تساهم في التحريج كجمعيّة التحريج في لبنان (LRI) المدعومة من الولايات المتحّدة حيث مؤخّراً زرعت الشّجرة المليون في القصر الجمهوري، ولكنّ ذلك غير كافٍ لأن زراعة المليون شجرة يتطلّب أكثر من ثماني سنوات وتعود الأسباب الرّئيسيّة في ذلك إلى الفترة الموسميّة القصيرة لزراعة الاشجار، محدوديّة الدّعم المادّي، والعدد المحدود من المتطوّعين، بالإضافة إلى صعوبة العمل اليدوّي المتطلّب حمل الاشجار ونقلها والحفر في التربة وريّها بالمياه”.

كيفية عمل الروبوت Kibotto

يتألف الرّوبوت Kibotto من أربع تقنيّات رئيسيّة: الأولى هي آلة للحفر في التّربة والّتي يمكن الحفر فيها حتّى عمق 40 سم، ثم التّقنية الثّانية المسؤولة عن حفظ الأشجار بداخلها وتحريكها إلى الآلة الثّالثة، والتي تعتبر أهمّ جزء في الرّوبوت Kibotto، حيث تعمل على إنزال الاشجار إلى داخل الحفرة بالإضافة إلى طمر التراب والضغط عليها، وصولاً إلى الآليّة الرّابعة المتمثّلة بالرّي.

وبحسب أدهم، فكلّ هذه الآليّات تمّ تصنيعها وفقاً للدّراسات التّي عمل عليها هو وفريق العمل منذ أكثر من ستّة أشهر، مشيراً إلى أن هذه الآليّات “ليست موجودة في أي روبوت زراعي في العالم، ونحن أول من نستخدم الآليّة الثالثة في الزراعة. إن هذا الاختراع هو اختراع لبناني محض”.

Kibotto سيساهم في زراعة الملايين من الشجيرات سنوياً!

ووفقاً لأدهم، فإن إدخال Kibotto “طبعاً أكثر من روبوت واحد” في لبنان سيساهم في زراعة الملايين من الشجيرات سنوياً بطريقة أرخص وأسرع وأكثر دقة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للحكومة والبلديات والمنظمات البيئية تغطية العديد من المشاريع خلال فترة زراعة الأشجار التي تبدأ خلال فصلَي الخريف والربيع، لذلك هم يعتبرون الزّبائن المستهدفين.

ويتابع أدهم: “واحدة من أكثر المشاريع الزراعية التي نستهدفها هي مصدات الرياح. إنها عملية لزراعة الأشجار على أطراف الحقول الزراعية خاصة في السهول المفتوحة، وذلك لحماية المحاصيل والأراضي الزراعية والمحافظة على الرطوبة في الأراضي، إلى جانب الفوائد البيئية والصحية والسّياحية، وقد أشاد بهذه الزّراعة الدكتور ميشال أفرام المدير العام لمصلحة الأبحاث العلميّة الزّراعيّة والذي حضّنا على استكمال المشروع بنجاح”.

وعلى الرّغم من أنّه لم يتمّ دعم المشروع من أي مؤسسة بعد، إلا أن Kibotto ما يزال قيد التطوير، وقد استكمل أدهم وفريقه العمل الميكانيكي، لكنهم ما زالوا بحاجة إلى الدّعم المادّي لاستكمال العمل الكهربائيّ والبرمجيّ.

ويأمل أدهم بأن يتمّ دعم مشروعهم حيث إنّ العديد من الوحدات الكهربائيّة كالبطّارية والألواح الشّمسيّة وبعض الموتورات والكاميرات والحسّاسات (sensors) ما زالت غير متاحة نتيجة لضعف الإمكانيات. “مشروع Kibotto مفتوح لكلّ من يريد أن يدعمنا من خلال التواصل عبر صفحة Kibotto على الفايسبوك، على أمل أن نحقق المشروع قريباً لنرّجّع لبناننا أخضر لنا وللأجيال المقبلة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!