الأساتذة الجامعيون : الموازنة لا تقوم على جيوبنا، ومحاربة الفساد لا تقوم على اذلال رقابنا
العلم نورٌ… والثقافة مفتاح الحضارة… والوطن يجمع الكل… ولكن تبقى ركيزة تقدم الأوطان ومدماكه الرئيسي هو العلم… وويلٌ لأمةٍ لا تعرف قيمة العلم ولا تلحظ له رقياً وتطوراً بل تراه مجرد ثقلٍ على كاهلها… ويلٌ لأمةٍ تتناسى الهدر والفساد والتهرب الضريبي وصرف الأموال الطائلة على صفقات مشبوهة… الويل لأمةٍ تريد ضرب العلماء بالضرائب والإقتطاع من الرواتب وتحجيم تقديماتهم لكي تسد عجز… الفساد… الويلات كثيرة، في دولة ترى في علمائها الوطنيين الذين يخدمون في جامعتها الوطنية اللبنانية عبئاً على موازنتها بدل ان ترى فيهم الحاجة الأساسية والقصوى لبناء الجيل الأفضل… وبناء الوطن.
وجعٌ صارخٌ وحرقة قلب مما يحصل عبر تسفيه عمل الدكاترة الجامعيين الذين يمضون، غير نصابهم الكامل، السنة برمتها في التحضير…
ينتهي الدوام كل يوم ليبدأ دوام آخر في المنزل تحضيراً للغد ناهيك عن التوجيه اليومي والإرشاد العلمي والتفرغ للطلاب ٢٤ / ٢٤… فالدكتور لا يملك نفسه بل هو ملك العلم والطلاب…
إن الإضراب الذي اعلنوه الأساتذة الجامعيين إنما لا يهدف الى اغلاق باب الجامعة اللبنانية بوجه الطلاب… الصرح العظيم الذي يلم شمل ٨٠٠٠٠ طالباً لا يغلق… لكن الغبن الذي شعرنا به اجبرنا على الإشارة بقوة الى ان الموازنة لا تقوم على جيوبنا، ومحاربة الفساد لا تقوم على اذلال رقابنا… فنحن قد رفعنا بيرق الجامعة اللبنانية لتصبح رائدةً في كل المجالات العلمية وصقلنا من تلامذتنا بناة اوطان صنديدون لا يعرفون الكلل او الملل… لكن لا يمكن للدكتور والأستاذ الجامعي الذي يمضي كل وقته بالتدريس والتحضير وتأهيل البرامج التربوية ان يدفع ثمن فساد السلطة وافراغ الخزينة…
وللطلاب الكرام نقول اننا كنا مثلكم طلاباً وقبلنا اساتذتنا وما زالت منذ تلك الأيام تتعرض الجامعة اللبنانية للخضات بسبب ضعف الرؤية عند الدولة وقلة التخطيط الى ان وصل الحد لإركاعنا ومصادرة كرامتنا وهذا ما لا يمكننا ان نسكت عنه لأن الدرس الأول والأخير الذي يمكن ان نعطيكم اياه هو قول الحق بشجاعة… نحن نعدكم بتحمل مسؤولياتنا لكن الظرف الآن يحتم علينا الوقوف بعزة وكرامة وكيف لا ونحن دكاترة الجامعة اللبنانية الوطنية.
البروفسورة جيهان جبور طوق
الجامعة اللبنانية، كلية العلوم، الفرع الثاني