إحذروا أمراض العين في الصيف !
كتبت ماريانا نعضاد في “الجمهورية”: تكثر أمراض حساسية العين والأمراض المعدية والميكروبات والفيروسات على مختلف أنواعها خلال فصل الصيف. وغالباً ما تنتج حساسية العين عن التعرّض لأشعّة الشمس المتوهّجة وعن التلوّث، فتُصاب العين بالجفاف أثناء التواجد في المصايف وعلى شواطئ البحر وأحواض السباحة المملوءة بالكلور.
تتعدّد أمراض العين أثناء الصيف، والنشاف في دمعة العين هو الأكثر شيوعاً. ولا تشكّل معظم هذه الأمراض خطراً حقيقياً على المريض، كما غالباً ما يكون علاجها سهلاً وسريعاً، ولكن ثمة استثناءات.
في هذا الاطار، نصح الدكتور ابراهيم دنيا، الأستاذ المحاضر في الجامعة اللبنانيّة الأميركيّة والاختصاصي في جراحة العين وأمراضها في حديث لـ “الجمهورية” باللجوء إلى الطبيب عند استمرار احمرار العين “لفحصها والكشف عن السبب، إن كان نشافاً في دمعة العين أو حساسية أو غيرها”. موضحاً: “من أبرز العوارض: كثرة الرَمش، والاحمرار، والحكة، والعجز عن فتح العين عند الاستيقاظ، وظهور العمش الأبيض صباحاً. في هذه الحالة، علينا التفرقة بين النشاف في دمعة العين والعدوى الجرثومية”. وأضاف: “التلوث البيئي وارتفاع الحرارة واستعمال العدسات اللاصقة كلها ترفع من احتمال إصابة العين”.
الرمد الربيعي
هو نوع من الحساسية التي تحصل في الربيع كما في الصيف، عندما يزهر الورد والشجر. في هذا السياق، قال دنيا إنّ “غبار الطلع فيها مواد تسبّب لنا الحساسية، إن كان في جسمنا أو عينينا. وعند فحص العين، يدير الطبيب جفن المريض لمعرفة إذا كان مصاباً بهذه الحساسية. وتشمل العلاجات قطرات مختلفة عن علاجات النشاف.
ويضطرّ طبيب العين أحياناً إلى وصف قطرة تحتوي على الكورتيزون أو دواء الحساسية. وإذا كان المريض يعاني حساسية العين لمدة عامين أو ثلاثة في نفس الفترة من السنة، يمكن لطبيب العين وصف قطرة قبل موسم الحساسية، لا للوقاية، بل لتخفيف مسبباتها. فما من وقاية في هذه الحالة إلا إذا علمنا السبب الأساسي. وأنا لا أنصح المرضى بمعرفة المواد المسببة للحساسية، فليس هذا بأمر مهم، وهي لن تؤدي إلى فقدان البصر أو إلى مشاكل خطيرة. إذاً، ما من خطر حقيقي إلا إذا سببت العدسات اللاصقة تقرّحاً بالقرنية، وهي حالة نادرة وسهلة الكشف لدى طبيب العين”.
المخاطر
لا تؤدي كل مشاكل العين إلى حالات خطيرة، بل يشفى معظمها سريعاً ومن دون علاج. ولكن علينا دائماً أخذ الحيطة. لذلك، يوضح الدكتور دنيا: “إن كنّا نعاني فقط نشافاً في دمعة العين من دون وجود حساسية أو التهاب، فما من خطورة طالما أنّ المريض يستعمل مرطبات العين المناسبة. ولكن إذا سبَّبَ النشاف والحساسية حكّة ورَمشاً بوتيرة عالية، يصبح الوضع خطيراً إذ قد يؤدي حك العين إلى تقوّس بقرنيتها مع مرور السنين. والعلاج الأفضل هو من عوايد جدودنا: لطخات بالمياه الباردة والخبازة. ولا يجب استعمال القطرة عشوائياً لعلاج احمرار العين إلّا بعد فحصها. كما على المريض الانتباه في حال استعمال القطرة من دون استشارة طبيب، الى أن تكون خالية من الكورتيزون. فتعالج القطرة 99 بالمئة من الأمراض، ولكن في 1 بالمئة من الحالات، قد يكون المريض مصاباً بفيروس الهربس. فتؤدي القطرة في هذه الحالة إلى مشاكل في قرنية العين، قد تصل إلى الزرع”.ت
الوقاية
على الجميع استعمال النظارات الشمسية، من صغيرنا إلى كبيرنا. لأنّ ثقب الأوزون رفعَ من نسبة الإصابة بمرض المياه الزرقاء، وبأمراض النشاف في شبكة العين. ويحذّر الدكتور دنيا: “إنّ استعمال النظارات الشمسية السوقية غير الطبية وغير الأصلية أسوأ من عدم استعمال أي نظارات على الإطلاق. المشكلة في لبنان أننا لا نعلم أية نظارات تحمي فعليّاً من الأشعة ما فوق البنفسجية، فلا يمكننا تقييم مستوى الحماية إلا في المختبرات المتخصصة الغائبة تقريباً عن لبنان. ولكن إجمالاً، إن كانت النظارات من علامة تجارية رفيعة المستوى ومدوَّن عليها “حماية من الأشعة ما فوق البنفسجية” أو “ultra violet protection”، فهي بالتأكيد تحمي العين”.