حادث سير يخطف حياة مربية الأجيال…رحيل المعلمة رندى مكارم أثناء توجهها لأداء رسالتها..
كانت متوجهة إلى عملها حين انحرفت سيارتها واصطدمت بشجرة، نقلت إلى المستشفى، قاومت لساعات إلا أن الموت غلبها في النهاية …
هي معلمة اللغة الفرنسية في ثانوية مار انطونيوس حمانا، رندى مكارم التي رحلت في غفلة قبل أن تتمكن من إكمال السنة الدراسية مع طلابها.
ضربة مميتة
صباح الثلثاء الماضي استيقظت ابنة رأس المتن، جهزت نفسها وانطلقت من بلدتها إلى حمانا كعادتها، لكن هذه المرة لم تتمكن من الوصول، فقد كان الموت بانتظارها على طريق دير الحرف على شكل حادث سير مروّع، وبحسب ما شرحته قريبتها وحماتها سابقاً عفاف مكارم لـ”النهار”: “لا نعرف ما حصل معها وسبب انحراف مركبتها، لكن ما هو أكيد أن الضربة كانت مميتة، نقلت إلى مستشفى الجبل وهي بكامل وعيها، حاول الأطباء كل ما في وسعهم لانقاذ حياتها، إلا أن نزيفاً داخلياً تسبب بلفظها آخر أنفاسها”. وأكملت: “بعد ساعات من تلقيها العلاج على سرير المستشفى أعلن الأطباء وفاتها ليلاً، لتوارى الثرى أمس وسط حالة من الصدمة بدت على وجه أقاربها وطلابها وكل من عرفها”.
ذكرى جميلة
بلدة رأس المتن اتّشحت بالسواد على رحيل ندى (52 سنة)، الوالدة لابنة والجدّة لحفيدين، وقال عفاف: “لا نصدق إلى الآن أن من كانت بين أهلها وأحبابها رحلت فجأة من دون أية مقدمات، فقد كانت سيدة فاضلة، معروفة بدثامة أخلاقها وطيب معشرها، أمضت عمرها وهي تعلّم الطلاب اللغة الفرنسية.
وقد أقفلت الثانوية أمس أبوابها حداداً على مربية الأجيال المحبوبة من جميع تلاميذها”، وأضافت: “العدد الكبير من الناس الذين قدّموا واجب العزاء عبروا عن حزنهم الشديد عليها وحديثهم عن محاسنها وأخلاقها الحميدة والتي تعدّ دليلاً على البذور الجيّدة التي غرستها في قلوب كل من عرفها حيث ستكبر مع الأيام لتبقى ذكرى جميلة يفوح عطرها مع مرور السنوات”.
كتب على مكارم أن تسجل اسمها بالدم على لائحة الموت على طرق لبنان. طلابها، زملاؤها وأقاربها نعوها في صفحاتهم على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” حيث عبّروا عن حزنهم الشديد على خسارتها الكبيرة، فقد كانت من خيرة الأساتذة، التعليم كان بالنسبة إليها رسالة مقدّسة، وقد فقدت حياتها أثناء توجهها لإكمال رسالتها.