العريضي في ذكرى تأسيس التقدمي الاشتراكي: لسنا مكسر عصا ولن نسمح بفتنة في الجبل والموازنة لا تعالج بالوعيد وبالفرض بل في مجلس الوزراء

أقامت وكالة داخلية بيروت في الحزب فرع كركول الدروز لمناسبة ذكرى تأسيس الحزب التقدمي الإشتراكي في الأول من ايار حفلا خطابيا تحدث فيه الوزير السابق غازي العريضي وشارك فيه رئيس اتحاد النقل البري عبد الأمير نجدي، في المدرسة المعنية في كركول الدروز، في حضور الشيخ سامي عبد الخالق ممثلا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن، النواب: رولا الطبش جارود، فيصل الصايغ، النائب نزيه نجم، محمد خواجة، أمين السر العام في الحزب التقدمي الإشتراكي ظافر ناصر، منسق عام بيروت في القوات اللبنانية دانيال سبيرو، المسؤول العمالي لقيادة اقليم بيروت في حركة “أمل” علي سيف الدين، رئيس الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان كاسترو عبدالله، النقابي اكرم العربي ممثل الاتحاد العمالي العام، ممثل تيار المستقبل احمد النخال، المسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في بيروت عمر المصري، ممثل رئيس حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الناصري هيثم الصياد، رئيس المجلس البلدي لمدينة بيروت المهندس جمال عيتاني ممثلا برامي الغاوي، اعضاء المجلس البلدي لمدينة بيروت عدنان عميرات، عبدالله درويش، ويسرى صيدانين، أعضاء مجلس القيادة والمفوضين ووكلاء الداخلية وممثلي الجمعيات، أعضاء المجلس المذهبي، الشاعر مازن غنام والشيخ زياد الصاحب.

بداية، النشيد الوطني اللبناني فنشيد الحزب التقدمي الإشتراكي فقصيدة للشاعر مازن غنام.

ابو زكي
ثم كانت كلمة لوكيل داخلية بيروت في الحزب رمزي ابو زكي اعتبر فيها ان “الإجتماع في بيروت في كركول الدروز في الذكرى السبعين لتأسيس الحزب التقدمي الإشنراكي انما يجمع الماضي المجيد بمرتجى الحاضر نحو مستقبل افضل”.
ورأى انه “بالرغم من المحطات والتغييرات التي عرفها الوطن بقي الحزب الإستراكي ثابتا وراسخا ومحورا اساسيا والرقم الأصعب في مسيرة الوطن”.
وقال: “نحن في فرع كركول الدروز نؤكد بأننا سنبقى الصوت العالي في بيروت دفاعا عن عروبتها والقرار الوطني المستقل”.

نجدي
وألقى نجدي كلمة تحدث فيها عن انجازات الشهيد كمال جنبلاط، واعتبر ان “هذه الذكرى التي أرست انطلاقة الحزب التقدمي الإشتراكي، أرست ايضا انطلاقة هوية الحزب التقدمية الوطنية واختيار مؤسسه كمال جنبلاط الأول من ايار عيد العمال الوطني رمزا لنضال العمال والفلاحين واثبت قوله بأفعال دفاعا عن حقوق العمال ليصل الى احقاق الحق والعدالة والمساواة من اجل تحقيق الدولة العلمانية الوطنية. ولم يكتف بذلك بل عمل على بناء الإنسان عبر التركيز على مبادىء القيم الإنسانية والأخلاقية التي عبر عنها في كتابه آداب الحياة ورسخ مبدأ “اذا خيروك بين ضميرك وحزبك اختر ضميرك”. كل ذلك من اجل تأسيس وطن حر وشعب سعيد. وعمل على تحقيق الشراكة الحقيقية الخالية من المصالح بين الحزب التقدمي الإشتراكي والحزب الشيوعي. وأسس جبهة التحرير العمالي سنة 1963، ومن بعدها عمل على تأسيس جبهة الأحزاب والقوى الوطنية والتقدمية حيث اعطى الأحزاب التقدمية والقومية ترخيصا حين كان وزيرا للداخلية، كما شكل جبهة النضال النيابية، وكانت القضية الفلسطينية هي القضية المركزية له للقوى والأحزاب الوطنية والتقدمية. وعمل على تأسيس الحركة الوطنية اللبنانية تأسيسا لدولة علمانية وطنية وللخروج من نفق الطائفية والمذهبية، وشكل اغتياله في 16 آذار 1977 اغتيالا للقرار الوطني المستقل الديموقراطي هذا المشروع المميز الذي ما زال بارقة امل لأجل لبنان”.

وختم نجدي: “كم نحن بحاجة الى استعادة هذا المشروع الوطني لمواجهة معاناة الشعب اللبناني من الجوع والبطالة والفقر والعوز ومواجهة الفاسدين والمتآمرين”.

العريضي
أما العريضي فتحدث عن إحياء الذكرى 70 لتأسيس الحزب في بيروت في “هذه العاصمة العربية الوطنية العريقة”.
وقال: “له اكثر من معنى ودلالة في تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا لأننا انطلقنا منها بقيادة رجل كبير من هذا الشرق اطلق دعوته وحملها مبشرا الى كل المناطق اللبنانية دون استثناء فهدفه كان الإنسان ولبنان العدالة الإجتماعية وتكافؤ الفرص والدولة التي تحترم الإنسان. وكانت بيروت الموقع الأرحب والساحة الأوسع لإستيعاب حركة النصال الوطني والتحركات التي كان يقودها كمال جنبلاط”.

وبعد ان تطرق لمسيرة تاريخية عدد فيها نضالات الحزب، قال: “نحن كنا ولا نزال مع كمال جنبلاط وبعده على هدي رسالته وتعاليمه اوفياء امناء لفلسطين القضية التي يحاولون بيعها في صفقة قرن مذلة لا يمكن ان تمر او ان تلغي حق الشعب الفلسطيني وان تسقط راية النضال من يد ابناء هذا الشعب، ففلسطين قضية سياسية تاريخية قضية حق، انها مسؤولية انسانية دولية كما هي قضية عربية اسلامية. لهذا لا يمكن التفريط بهذه القضية ولا يمكن التسليم بأن صفقة من هذا النوع مع كل الجبروت الأميركي والإستقواء الإسرائيلي والواقع العربي فلسطين ثابت في تارخنا ونهجنا وحق لا يموت”.

أضاف: بيروت قالت كلمتها أثناء الحصار والإجتياح الذي حصل بعد اغتيالهم المعلم الشهيد كمال جنبلاط، قتلوه بحقد وقالوا كلاما في السياسة ان هذا الرجل قد انتهى ونفذوا كلامهم، وليس في ذلك شجاعة. يمكن لقوى كثيرة ولمستبدين ولديكتاتوريين ورموز انظمة قمع ان يلجأوا الى السلاح، وان يقتلوا رمزا وقائدا كبيرا لكن هؤلاء ضد التاريخ والعقل، قتلوا قائدنا اخذوا منا اغلى الناس ولكن لم يأخذوا منا ارادته ووصيته. وخرج وليد جنبلاط من المختارة وحمل الراية والأمانة. ونقول اليوم لكل من يستهدف هذا الرمز الوطني الكبير حاولوا ان تتعلموا من التاريخ”.

وإذ حيا العريضي شهداء الحزب في ذكرى تأسيسه وكل الجرحى والمناضلين، قال: “وقفنا عند محطات التاريخ في كل مرة نقول فقط للتاريخ لنتعلم منه وليس لننكأ الجراح. بعد المعلم استمر الحزب في اصعب مرحلة كان يعيشها لبنان وكنا في طليعة التصدي لكثير من المشاريع وفي طليعة القوى التي حفظت وحدة لبنان وانتماءه. نحن على مدى سنوات كان لنا قرار من قيادة الحزب الا نحيي اي ذكرى يمكن من خلالها ان يشعر الشريك في الوطن اننا نقول كلاما يمكن ان يفتح الذاكرة، ولكن مثلما نحترم حق الآخرين في احياء كل مناسباتهم والتذكير بكل محطات تاريخهم، وامام هذه الإستباحة من قبل البعض لمحطات التاريخ القديم والبعيد والحديث نقول بكل فخر واعتزاز: نحن كنا حزبا سياسيا يحمل رؤية وافكارا وبرامج سياسية وقضايا وعناوين، قاتلنا في الحرب بشرف واعتزاز وقدمنا التضحيات من باب الواجب. كانت طليعة الرجال في جيش التحرير الشعبي قوات الشهيد كمال جنبلاط وقدمنا دماء ذكية دفاعا عن لبنان وعروبته في هذا الجيش مع قوى وطنية عربية. فنحن اسقطنا اتفاق 17 ايار وفتحنا طريق الشام وفتحنا طريق المقاومة الى الجنوب. تاريخ هذا الحزب ومناضليه ومقاتليه لا يسقطه احد، لا بكلمة ولا بموقف ولا باستقواء من هنا او هناك، ومع ذلك لسنا هواة حروب مفتوحة. ذهبنا بقلب وعقل مفتوح واياد خيرة ممدودة الى الصلح عقدنا المصالحة بين رمزين كبيرين، الزعيم الوطني وليد جنبلاط وغبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير”.

أضاف: “أكرر القول في السياسة تغييرات وتقلبات احداث ومواقف تتبدل ولكن عندما نسترجع تلك المرحلة يجب الا يتجاوز احد خصوصا عندما يتحدث عن هذه المنطقة والجماعة بأن الدم والجهاد كان واحدا والطريق كان واحدا والشهداء كانوا من الجميع. نختلف بالسياسة ولكن حذار المس بالمحرمات وحرام على كل من يقول بأنه حريص على جماعة او منطقة او تاريخ ان يسيء الى الدم والأمانة او التاريخ او التضحية”.

وتابع: “في هذا المجال اوجه كلمتين الأولى: نحن احترمنا ونحترم شهداء كل القوى السياسية وعندما عقدنا المصالحة، قلنا لكل منا الحق في التعبير عن رأيه. هذا الفريق او ذاك يرى انه قدم شهداء من اجل لبنان، وكل منا على طريقته قدم شهداءه من اجل لبنان. لذلك، اقول اتركوا الشهداء، كل الشهداء، ينامون بارتياح حيث هم. والثانية هي عن الأحياء: اتركوا الأحياء ينامون حيث هم بهدوء بلا تحريض وتعبئة وحقد وخطابات الكراهية ونبش القبور والعظام. والعودة الى عقود من الزمن هذا لا يخدم المصالحة ولا يترك الناس تنام بهدوء. وهذا يؤدي الى شحن النفوس واثارة الغرائز وبث الأحقاد والكراهية. ولذلك ابعدوا هذا الموضوع عن زواريب السياسة الضيقة، انكم بذلك تسيئون الى خطاباتكم ومواقفكم المعلنة وسياساتكم وادعاءاتكم بالحفظ على لبنان والأمن والإستقرار. ومع ذلك نقول: مهما صرخوا وحاولوا وقالوا نحن، بكل هدوء، لا مع هؤلاء ولا مع اولئك، لا لهؤلاء ولا لأولئك سنسمح بفتنة في الجبل. سيبقى الجبل آمنا مستقرا وسنبقى على ثوابتنا نعمل من اجل ترسيخ المصالحة والذهاب الى خدمة الناس كل الناس”.

وقال العريضي: “نحن قلقون من واقع وطبيعة العلاقات السياسية في لبنان، كيف تتأثر بأمور يجب الا تمس الثوابت. قلنا اكثر من مرة لا يستطيع احد ان يلغي احدا ولا يستطيع احد ان يتحكم بآخر او ان يفرض موقفا او توجها او سياسة. ولذلك من الطبيعي ان تكون خلافات سياسية بين بعضنا البعض ولكن من غير الطبيعي ان نذهب الى التخوين او التشكيك، وأن نخرج من دائرة التحكم بما يبث على مواقع التواصل الإجتماعي وهو امر لا يخدم احد منا، ثم يذهب البعض الى التحريم او التكفير وينقطع التواصل. فعندما نقول كل يوم بلبنان التنوع لبنان الحرية ولبنان الديموقراطي فلا نريد ان نحتكر رأيا او موقفا. نحن نتقبل اي رأي ونرد عليه بالموقف وبرأي آخر. والشريك في هذا الوطن لا يمكن تجاوزه، ونأمل من الجميع ان يعتمد هذا الأسلوب في مقارباته السياسية. ومن يعتبر ان تحالف اقليات يمكن ان يحفظ لبنان فهو مخطىء، وان تحالف اكثريات يمكن ان يحمي لبنان فهو مخطىء. المطلوب حماية التنوع في لبنان”.

وأردف: “خرج البعض منذ ايام ليتوجه لرئيسنا بكلام ينبغي ان نقف عنده لنقول كلمة واضحة: نحن نعرف ان السياسة هزلت ولكن لا يمكن ان نقبل ان تكون هزلت الى حد الإستباحة او استسهال الأمور او التحريض او التعبئة بخطابات التحريض وإلغاء، ودعوة وليد جنبلاط الى الخروج من الحياة السياسية او التنحي. لا لن يستطيع احد في لبنان مهما علا شأنه ومهما امتلك من عناصر القوة في هذا الموقع او ذاك ان يتوجه الينا بهذا الخطاب. وليد جنبلاط موجود في الحياة السياسية اللبنانية بإرادة الناس وبإرادة الحزب، ونقول للجميع لسنا مكسر عصا ولسنا من النوع الذي يكسر بتهديد او بكلام او بخطاب. نحن هنا وفي مكاننا نحن صامدون صابرون نتحمل كل التحديات ونعرف كيف نتحملها بالصبر والحكمة وقوة المنطق لنواجه منطق القوة. وليد جنبلاط عز وكرامة وسمعة وعروبة وديموقراطية لبنان. وفي هذه المناسبة اتوجه بتحية الى الأخ والصديق الكبير دولة الرئيس نبيه بري والذي مهما تباينت الآراء يبقى رمزا وطنيا صادقا حريصا على التنوع والتوازن والإستقرار في لبنان”.

وتطرق الى الموازنة “في ظل عدم التوازن وانعدام الوزن فيها”، وقال: “نحن في الحزب قدمنا منذ مدة ورقة اقتصادية وذهبنا في نقاش مع كل القوى السياسية وهي ورقة للحوار. لا ندعي اننا نملك كل الأجوبة وكل الحلول. الورقة قدمت للنقاش حول الأفكار والبرامج والأفكار والرؤى والتوجهات، الوضع في لبنان خطير ودقيق والفساد آفة الآفات ولا بد من مكافحته والكل يتحدث عن الهدر والفساد والرشوة فمن المسؤول؟ أليس ثمة مسؤول عن ذلك؟ ألا يمكن ان نصل يوما الى حق وحقيقة؟”.

ورأى ان “خطورة ما يجري في البلد يكمن في اننا لا نعيش نقاشا علميا منطقيا حول الموازنة، والأخطر ان مؤسسات الدولة تحولت الى مقاطعات وإقطاعيات كأنها محسوبة على هذه الطائفة او تلك”. وقال: “يجب ان تكون المؤسسات في خدمة كل اللبنانيين والموازنة التي تناقش ستدفع كلفتها من جيب المكلف اللبناني اي من جيب كل اللبنانيين”.

أضاف: “من اطلق العناوين الكبرى التي كانت تستهدف الناس والفقراء في كل القطاعات، هل اتت من الخارج؟ المسؤولون انفسهم تحدثوا مرة عن الفساد ثم ابدوا انزعاجهم لأن حديثا جرى عن الفساد. وخرج آخر يتحدث عن الإفلاس او الإنهيار”.
وتابع: “انتم الذين تفتعلون الأزمات وغطيتم الإعتداءات على الأملاك العامة البحرية النهرية. انتم استبحتم مؤسسات الدولة ووظفتم خلافا لقانون سلسلة الرتب والرواتب بالآلاف من اجل مصالح سياسية انتخابية”.

وختم: “إن الموازنة لا تعالج لا بالتهديد ولا بالوعيد ولا بالفرض من اي شخص كان او موقع كان بالدولة. ثمة مؤسسات موجودة اسمها مجلس الوزراء ولاحقا المجلس النيابي فليتحمل كل منا المسؤوليات هناك، فكل العنتريات والتهديدات لحسابات صغيرة داخلية في بيئة معينة او رئاسية بعد حين وقد فتحت المعركة مبكرا، كل ذلك لا قيمة له. اي نقاش من هذا النوع يستمر على هذا المستوى هو اساءة للبنانيين ولمصالحهم ولعقولهم ولمستقبلهم ايضا”.

وطنية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!