“الغجر” العالقة بين لبنان وسوريا وإسرائيل.. هذا جديدها
تعود بلدة الغجر الحدودية إلى الواجهة مجدداً وهذه المرة من بوابة مطالبة لبنان إسرائيل بالانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم المحتل من بلدة الغجر جنوب لبنان. وقد جاءت المطالبة هذه، عقب الاجتماع الثلاثي الأخير الذي عقد في منطقة رأس الناقورة بحضور قائد قوات “اليونيفل” اللواء ديل كول، وضباط من الجيشين اللبناني والإسرائيلي.
تُعتبر بلدة الغجر من القضايا الأكثر تعقيداً بالنسبة إلى لبنان، تفوق في تعقيداتها تلك المتعلقة بمزارع شبعا وتلال كفر شوربا. فحتّى العام 1967 كانت البلدة تخضع للإدارة السورية. وعندما تم رسم الخط الازرق، تبيّن أن الجزء الشمالي من البلدة يخضع للسيادة اللبنانيّة، فيما سكانه سوريون لكنهم يحملون الهوية الإسرائيليّة. ومنذ ذاك التاريخ ولبنان يُطالب إسرائيل بالانسحاب من الجزء المحتل، وقد أيدت الأمم المتحدة المطلب اللبناني. لكن أهالي البلدة رفضوا الأمر، معتبرين أنه سيؤدي إلى عزل سكان الحي الشمالي حيث يسكنه أهاليهم وأقاربهم. وحتّى عندما عرضت السلطات اللبنانية، تأمين ممر لسكان الغجر إلى لبنان، رفض الأهالي وسط إصرار منهم على ربط مصير بلدتهم بتحرير الجولان.
مصادر عسكرية معنية بعملية ترسيم الحدود البرية، توضح عبر “اي نيوز” انه عندما احتلت اسرائيل المنطقة الحدودية من لبنان عام 1978، عمدت الى منح سكان بلدة الغجر الجنسية الإسرائيلية عام 1981، بعدما قررت من خلال “قانون الجولان” ضّم الجولان الى اليها. وبعدما انسحبت من الجنوب في العام 2000، شمل الخط الأزرق الجزء الشمالي من الغجر، فاضطرت اسرائيل الى إخلائه من دون ان يدخله الجيش اللبناني الذي لم يكن قد انتشر بعد في الجنوب”، موضحة أن ثمة خلافات اليوم حول ما اذا كانت الغجر تحضع للقرار 1701 أو القرار 425″.
وتلفت إلى أن “لبنان رفض في العام 2009 اقتراحاً يقضي بوضع الشق اللبناني المحتل من القرية في عهدة “اليونيفيل” بعد انسحاب اسرائيل منها، وقد أصرّعلى وضعها تحت السيادة اللبنانية من خلال انتشار الجيش اللبناني فيها، وقد دعّم لبنان موقفه بوثائق ترسيم الخط الأزرق ما بين لبنان واسرائيل والتي تشير الى ان قسماً من قرية الغجر لبناني وينبغي استرداده”.
وفي السياق يوضح الباحث الاستراتيجي المؤرخ الدكتور عصام خليفة عبر “اي نيوز” أن بلدة الغجر تنقسم إلى قسمين: الأول لبنان والثاني سوري، ويوم احتلتها اسرائيل لم تكن تضم هذا الكمّ من السكان، ولكن لاحقاً بدأت الأراض بالتوسع وراح سكانها يتمددون بالسكن والعمار وصولا الى الداخل السوري”.
ويلفت خليفة إلى أن “في العام 1978 اجتاحت إسرائيل جنوب لبنان (عملية الليطاني) وقد صدر عن الأمم المتحدة القرار 425 والقرار 426 بتأكيد الانسحاب الى الحدود المعترف بها دولياً. وكذلك قامت إسرائيل باجتياح آخر عام 1982. وفي 24 أيار 2000 أجبرت إسرائيل على الانسحاب من جنوب لبنان وزعمت انها تنفذ القرار 425. وقد وافقت الحكومة اللبنانية على الخط الأزرق كخط انسحاب مع بعض التحفظات”.
أضاف: “بالمقارنة بين الخط الأزرق وخط بوله – نيوكومب نلاحظ وجود تباين في 13 نقطة. ومجموع مساحة الأراضي المتحفظ عليها بين لبنان وإسرائيل 485487 م2. وهي: رأس الناقورة 3314 م2، علما الشعب 33273 م2، علما الشعب 1415 م2، علما الشعب 7358 م2، البستان 3824 م2، مروحين 491، رميش 105168 م2، يارون ومارون الراس 12560، بليدا 6950، ميس الجبل 793 م2، العديسة 144866 م2، العديسة- كفركلا 12734 م2، المطلة – الوزاني 152659 م2″.
ويتابع: بالإضافة الى هذه النقاط، هناك مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية النخيلة وقرية الغجر وهي بموازاة الحدود اللبنانية مع الأراضي السورية المحتلة من قبل إسرائيل. وقد برهنّا بالوثائق ان هناك ترسيم حدود في منطقة المزارع بين لبنان وسوريا منذ العام 1946، وان خط وادي العسل هو خط الحدود بين سوريا ولبنان”. ويختم: “كل هذا الحديث يأخذنا لنؤكد أن ما يُعرف بالقرية القديمة في الغجر، هي لبنانية، أما المساحة المتبقية فهي سورية”.
المصدر: اي نيوز