“حزب الله” يُعيد إنتشاره تحسباً لضربة إسرائيلية

تتقاطع المعطيات والمعلومات عند “حزب الله” تحديدا تلك المتعلقة بوجود نوابا إسرائيلية لاستهداف مواقع تابعة له مُصنّفة تحت خانة تصنيع صواريخ بإشراف “الحرس الثوري الإيراني”، مع عملية محاصرته إقتصادياً من بوابة العقوبات المفروضة عليه وتشديد الخناق حوله أوروبياً وعربياً. أمام هذه النظرة، حيث وجد “الحزب” نفسه مضطرا، بحسب مصادر مقربة منه لـ “إي نيوز”، إلى إجراء بعض الخطوات الاستباقية أبرزها إجراء تغييرات عسكرية وامنية سواء في سوريا أو في لبنان، تجنباً لأي عمل مُفاجئ قد تقوم به إسرائيل.

منذ ظهور ملف “الأنفاق” الحدودية وما تلاها من محاولات إسرائيلية لاستخراج إدانة صريحة من مجلس الأمن بحق “حزب الله” والتلويحات الإسرائيلية المتكررة بإمكانية دخول الأراضي اللبنانية، راحت التوقعات تصبّ باحتمال فتح اسيرائيل جبهة حرب عند حدودها الشمالية مع لبنان. وتزايد هذا الاحتمال بعد فوز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإنتخابات بلاده العامة وذلك بدفع ودعم من اليمين المتطرف المتحالفغ معه والذي مكّنه من الحصول على نحو 67 مقعداً في الكنيست من أصل 120 مقعد. من هنا يرى “الحزب” أن أبواب الإحتمالات التي يضعها في الحسبان، تزايدت اليوم وباتت تستوجب منه التحرك على وجه السرعة.

في سياق التدابير التي اتخذها على خلفية النوايا العدوانية الإسرائيلية، احدث “حزب الله” مجموعة تبديلات هامّة وصفتها مصادر خاصة ل”اي نيوز” بـ”الاحترازية التي تسبق أي اعتداء يُمكن ان تُقدم عليه إسرائيل. من هذه الاحتياطات، نقل “الحزب” “فرقة الرضوان” بأكملها إلى خطوط المواجهة الأمامية بين لبنان وإسرائيل، بعد ان استقدم ما كان تبقّى من أفرادها في الداخل السوري، ومعروف لدى العام أن الفرقة هذه يتم تحريكها وفقاً للظروف الصعبة وحيث يُتوقع حصول مواجهات صعبة”.

وكشفت المصادر إلى أن “حزب الله أصدر عشيّة  الخميس الماضي، أوامره لجميع قادته السياسيين بضرورة التقليل من التنقلات والحد من التصريحات السياسية العلنية والتواجد في الأماكن العامة وخصوصاً على أرض الجنوب. وبالتزامن، نقل “الحزب” فرقة “المقداد إلى خطوط الدفاع ويتراوح عديدها بين 400 و500 عنصر، وهؤلاء تلقوا تدريبات حول الاقتحامات والتدخل السريع، وفنون في المواجهة والقتال بالسلاح الأبيض”.

أبرز ما كشفت عنه المصادر أيضاً، أن “الحزب” انهى منذ فترة وجيزة إحدى اهم واكبر المناورات “الصامتة” في مناطق جنوبية وبقاعية عدة، وقد حاكت المناورة التي دامت لفترة اسبوع تقريباً، كيفية التعامل مع تقدم الدبابات بالإضافة إلى تقسيم مناطق المواجهة، مع كيفية تجنيب سلاح الجو الإسرائيلي في التعاطي مع الأجواء الميدانية”. وحول التهديدات التي يكررها الحزب في ما يتعلق بنقل الحرب الى الداخل الإسرائيلي، تشير المصادر إلى أن الأمر بيس مزحة ومن بين الخيارات التي اتخذها الإسرائيلي لمواجهة هذه الاحتمالات، اعتماد سياسية الأرض المحروقة بمعنى وجود فرضية أن تعمد إسرائيل إلى حرق مساحات واسعة وتدميرها بالكامل، منعاً لتقدم عناصر “الحزب” باتجاه النقاط الحدودية”.

وأوضحت المصادر ان “حزب الله لن يكون وحده في أي معركة يُمكن ان تفتحها اسرائيل. بكل تأكيد هناك مفاجآت ستحصل على هذا الصعيد وسيدرك الإسرائيلي جسامة الخطأ الذي ارتكبه”.

أما في التقارير الإسرائيلية المتعلقة ب”حزب الله والتي تصدر تباعاً عن مؤسسات ابحاث استراتيجية رسمية، ثمة اجماع على أن “الحزب” لم يعد مجرد تنظيم مسلح، بل تحوّل إلى جيش يمتلك قدرات توازي تلك التي تتمتع بها الجيوش في المنطقة، حتى البعض من هذه المؤسسات تؤكد انه يملك اكثر من مئتي الف صاروخ تشكل تهديداً لاسرائيل، من بينها صواريخ تحمل رؤوساً حربية تزن نصف طن من المواد المتفجرة، اضافة الى صواريخ اخرى يصل وزنها الى 900 كيلوغرام”.

المصدر: اي نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى