جبر – قصة قصيرة
جبر – قصة قصيرة
“كان يَبول في ثيابه وتلحقه لميا. طويلٌ كأنّه نخلة. أبيض. ما حدا كان يعرف مين بيحلق لجبر لحيته كلّ يوم، وهو يهرب من لميا، بنت أبو صبحي… كانت أحلى بنت بالمخيّم بس تجوّزها”: هكذا تحكي أمّ فراس لأمّي وهما تجلسان عصرًا، تستعيدان صورًا وحكايا تشبه جلدَ أيديهما العتيق. تضحك أمّي وهي تثني على كلام جارتها التي جاءت من الأردن. لم تلتقيا منذ أكثر من ثلاثين سنةً. تشرّدتْ بكلٍّ منهما الأرض: أمّي تزوّجتْ وسافرتْ مع أبي إلى ليبيا، ثمّ طافا بلدانًا كثيرة، إلى أن عادت بهما رياحُ الغربة إلى لبنان؛ وأمّ فراس تزوّجتْ ممرِّضًا أردنيًّا من أصلٍ فلسطينيّ، التقته حين كانت تعمل في مستشفى الحياة في السعوديّة، واستقرّت في الأردن.
ـــ ولك عزا يا سهام، كيف جبر تزوّج لميا؟
تسأل أمّ فراس، وبطنُها يهتزّ كطابةٍ ملأى بالماء.
ـــ أبوها هيك بدّه.
ـــ عزا كيف؟ أبو صبحي مات قبل ما جبر يوخِذ لميا.
ـــ كنّك خرّفتي يا انتصار؟ كيف مات قبل؟ مش رقص بالعرس؟
ـــ ولك عملوا عرس؟ والله ناسية…
تنقلب أمُّ فراس على ظهرها من الضحك. تغطّي أمّي وجهَها براحتيها المغضّنتيْن. تُرجع رأسها إلى الخلف، وتمسح دموعَ عينيها السائلتين. تطوي المحرمةَ في يدها وتقول كأنّها ترى المشهدَ حيًّا أمامها:
“لبستْ فستان مزنّر بوردة حمرا عالخصر، مين ما شافه انجنّ. كانت زيّ اللعبة. رسمتْ لها حوريّة بنت العلي عينيها العسليّتين، وحطّت الحُمرة الحمرا؛ كانت دوبها دارجة، ما كانت بنت تسترجي تحطّ منها بالمخيّم إلّا إمّ نظمي البيّاعة. كانت لميا متل آية من المصحف. ولمّا أجا العريس، مسكلها إيدها ورقّصها، وباسها من جبينها، وباس إيد إمّ صبحي. بكيت لميا وهي تودّع أهلها، وشفته بيبوس خدّها وعينيها.”
ـــ ولك عزا عزا! بعمره أبو فراس ما باسني.
تعودان إلى ضحكهما. ثمّ تأخذان نفسًا عميقًا ترتاحان فيه من وجع الضحِك. لكنّي ألمح نظرةً أعرفها في عين أمّي.
رحلت الخالة انتصار بعد يومين. ومن دون مقدِّمات سألتْ أمّي ونحن عائدتان من المطار:”كيف جنّ جبر؟”
ــــ أبصر كان عادي، طبيعي، متلنا. بيوم، بليلة، ما لاقيناه إلّا انجنّ.
ـــ حكمتوا عليه بالجنون بلا سبب؟
ـــ صار ياخد ولاد ويكبّهن بالبير! كلّ يوم، بعد المغرب، ما يضلّ ولد بالشارع. الكلّ خايف من جبر.
ـــ وليش جبر صار يكبّ الولاد بالبير؟
ـــ قالوا إنّو لميا ما كانت تجيب ولاد.
ـــ وهاد سبب كافي ليقتل ولاد التانيين؟
ـــ مش عارفة. إسّا إنتِ ليش بتسألي عن جبر؟ شو بدّك فيه؟ وشو جابه عبالك؟
ـــ ولا إشي. حشريّة.
لم تكن قد ذكرت البئرَ في أيّ من حكاياتها عن المخيّم. لِمَ أخفَتْها؟ لم يهدأ بالي. وفي ليلةٍ شتويّة عبقتْ بالأمطار والرعود والصقيع، حضّرتُ فنجان كاكاو، وجلستُ قرب المدفأة مع أمّي. كنت عازمةً على معرفة الحكاية. وفيما كانت تُقلّب محطّاتِ التلفزة، ظهرتْ صورةُ طفلٍ غريقٍ على شاطئ البحر. ثارت كأنّ الطفلَ من عائلتنا، وراحت تضرب كفّيها بعضَهما ببعض، وتفركهما بعويلٍ شبه مكتوم. دخلت المطبخَ وتركتْ فنجانَها يرْشح بخارُه على مهل، ثمّ عادت وجلست مطأطئةً رأسَها بغضب. وببحّةٍ قالت: “كلّ عمرهن حكّام العرب هيك. كلّ عمرها النّاس تبكي وهنّي يتفرّجوا علينا. شو الله كاتب علينا الموت وبس؟ ما اكتفوا؟ خيرة الشباب راحت…”
ــــ جبر كان واحدْ منهم؟ سألتُها.
ــــ جبر كان أحلى الشّباب.
ــــ طيّب إحكي لي قصّته.
أطفأتُ شاشةَ التلفزيون السوداء، فلاح وجهُ أمّي فوقها كأنّه آتٍ من بعيد. وبدأتْ تسرد الحكاية.
***
كان المخيّم على تلّة. وقرب التلّة بئرٌ سحيقةٌ سوداء، قيل إنّها سجنٌ للجانّ، وإنّهم يَخرجون منها مرّةً كلَّ شهر، حين يتعامد ضوءُ الشمس مع فتحتها. وكثيرون قالوا إنّ عمقها يصل حتّى جهنّم، وإنّ الأدخنة الرّماديّة التي تتصاعد منها في الليلة الرابعة عشرة من كلّ شهر هي أرواحُ الجانّ، لكنْ لم يجرؤ أحدٌ على الاقتراب منها. في سنين الحرب الطويلة نسي الناسُ البئرَ، لكنْ يبدو أنّ جبرًا ولميا لم ينسياها.
قبل الحرب بسنتين جاءت إلى المخيّم امرأةٌ عُرفتْ بالسّتّ زينات. وهي ساحرة مغربيّة كما قيل أوّلَ الأمر، سكنتْ عند طرف المخيّم، في بيتٍ منفردٍ قريبٍ من التلّة، التي صارت جزءًا من المخيّم على مرّ السنوات. كانت زينات تقصد البئر، وترمي فيها الحُجُبَ والتمائم. تلك البئر كانت ليلًا محفورًا عميقًا في أرض المخيّم، كأنّها طاقةٌ على الآخرة. وكانت زينات عرّافةً، ذاتَ نابٍ أزرق. تطلب ما شاء لها أن تطلبَه من فقراء المخيّم، وكانوا يلبّون طلباتِها بطواعيةٍ وتفانٍ مقدّسيْن.
لم تنجِبْ لميا. أكل الناسُ وجهَها، هي وجبر. سبع سنواتٍ، وجبر، معلّمُ البلاط، يسمع وصفاتِ الإنجابِ السحريّة. طبّقها كلّها. وطبّقتْها لميا كلّها. ثمّ يئس جبر، وماتت رغبةُ الإنجاب فيه. لكنّ لميا بقيتْ تحلم بالأمومة. تبيت الليلَ ودموعُها على خدّيها. تحمّلتْ لومَ حميها وتقريعَه. وإذا ما أنجبت امرأةٌ في المخيّم، كانت لميا أوّلَ الواصلين للتهنئة وحملِ الرّضيع. وهذا ما حصل في نهار الجمعة المشؤوم ذاك، إذ قصدتْ بيتَ الفيّومي. وهناك، همستْ لها إحداهنّ بأن تقصد زينات الساحرة.
كانت زينات تتخفّى عن عيون أهل المخيّم، وتخفي وجهَها عن زوّارها بوشاحٍ أسودَ سميك. لم يرها أحدٌ تتبضّع، أو تنشر غسيلَها، أو تخرج من بيتها لأيّ حاجة.
دقّ جبر ولميا بابَها، وانتظرا إذنَها بالدخول. فتحت البابَ، وقادتهما إلى غرفةٍ داخليّةٍ وحيدة. شّمت لميا رائحةَ رطوبةٍ تنبعث من فتحة “ريجار” في قعر الدّار. شعرتْ بأُنْسٍ عاجل. هناك نخلةٌ صغيرة، وديكٌ أحمر ظلّ ساكنًا طوال الساعتين اللتين قضياها في بيتها.
بعد تلك الزيارة خفّف جبر من ورش العمل التي يلتزمها، وخفّفتْ لميا زياراتِها إلى بيوت المخيّم. كان عليه أن يخرجَ يوميًّا من المخيّم، ويعود في وقتٍ متأخّرٍ من الليل، وفي يده صرّة. قيل إنّ كثيرين رأوْه يتوجّه إلى بئر الجنّ، كما سمّاها أهلُ المخيّم، فيُلقي بالصرّة من يده ويرجع متلثّمًا. وكان على لميا، أثناء النهار، أن ترسمَ على رقعة قماشٍ طلسمًا، وتحيطَه بإشاراتٍ ورسومٍ وأسماءٍ وآياتٍ قرآنيّة، وتنفث فيه ثلاثًا، ثمّ تدسّه في تراب حاكورتها الصغيرة. وحين يعود جبر يحمل الطلسمَ مع تربته، ويتوجّه إلى البئر، فيرميه فيها.
واظب الزوجان على فعل ذلك واحدًا وعشرين يومًا. وكان ثمّة مَن يراقب جبرًا في رحلته إلى البئر كلَّ ليلة.
في الليلة الحادية والعشرين، ليلةِ اكتمال القمر، وتعامُدِ الشمسِ مع فتحة البئر، كان على جبر، بموجب وصيّة العرّافة، أن يرمي الصرّةَ الأخيرة. التفّ بشاله الصوفيّ جيّدًا، وتلفّح بآخرِ ما تبقّى له من أملٍ، وخرج. مشى في ذلك الليل، تتبعه دعواتُ لميا. سماءُ المخيّم، السابحةُ في بحرٍ من الغيم الأسود الداكن، أنذرتْه بمطرٍ قريب. لم يكن الوقتُ متأخّرًا، لكنّ ليلَ كانون أحلكُ من قلب البئر؛ لذلك أسرع خطوَه كي يجد ضالّتَه ويعودَ قبل أن تمطر.
كانت المدينة المجاورة للمخيّم تُنهي آخرَ رشفاتها من الضجيج. واضعًا يديْه في جيبيْه، وخافضًا رأسَه في شاله، مشى أكثرَ من ساعتين. وحين تعب أخرج سيجارةً وأشعلها. نفث دخانَها ورفع رأسَه، فلمح ما يبحث عنه. عبّ نفَسًا عميقًا من سيجارته، ثمّ رماها بعيدًا وهرول، محنيًا جسدَه كلصّ.
على بعد مترين من مُراده وقف. دار نصفَ دائرة حوله، كلبوةٍ تترقّب فريستَها. حبس أنفاسَه. وفيما هو يقترب منه، شعر أنّ الشارع يكتم أنفاسَه. تطلّع من فوق الكومة الصغيرة. أغمض عينيه، ورفعه عن الأرض. لفّه بقماشةٍ بنّيّة ومضى.
بدا الكونُ فارغًا. وحين همّ بأن يرمي اللفّة في الظلام، صرخ صوتٌ شقّ الفراغَ. ارتعد جبر، وتراجع عن حافّة بئر الجنّ. شعر بدوارٍ خفيفٍ، لكنّه تماسك وحاول أن يتبيّن الصوت.
إنّه أسعد!
ما الذي جاء به؟ وماذا يريد؟ ولِمَ يتبعُني؟ هل سيقترب من اللفّة؟
أسئلةٌ كرّت في رأس جبر كمسبحةٍ تنفرط. سأله، وهو يحارب ارتعادَ أوصاله من البرد والخوف: “إيش بتعمل يا أسعد بهالوقت؟” لم يجب أسعد. ظلّ يقترب من جبر بخطواتٍ ماكرة ومتّئدة، حتّى بلغ مسافةً أمكنتْ جبرًا من رؤية التماع عينه الزرقاء الوحيدة.
وقف الرَّجُلان كثوريْن في حلبة. بدا أنّ أسعد يُضمر شرًّا، بيده التي بُتر إصبعُها الأوسط. خلع شالًا كان يلفّه حول عنقه، ورمى به أرضًا، وتقدّم نحو جبر. أسعد لم يغفرْ لجبر زواجَه من ابنةِ عمّه؛ فأعرافُ المخيّم تقضي بأنّه أحقُّ بها منه. لكنّها فضّلتْه لأنّها تريد أطفالًا من دون تشوُّهات. ظلّ الرّجُل يتقدّم، وظلّ جبرفي مكانه، يشدّ اللفّةَ إلى صدره كأنّه يحتمي بها من هجوم أسعد.
اقترب أسعد من جبر، الذي كان ظهرُه نحو حافّة البئر. تصاعد بخارُ الماء من فمه وهو يقول: “إيش بتحمل؟ إيش سرقت من البير؟ كانت جدّاتنا تقول إنّو كنوز سليمان مدفونة بهالبير، وهالمال لأهل المخيّم. أعطيني ياه!” مدّ يدَه يريد أن يستولي على اللفّة، فتراجع جبر إلى الوراء، وتعثّرتْ قدمُه بحصوةٍ، فوقع، ووقعت اللفّة، وانكشفتْ عن وجه طفل.
جمد أسعد في مكانه، وكادت عينُه تسقط وهي تجحظ لتتأكّدَ من صحّةِ ما تراه. اقترب من جبر وشدّه بعنفٍ نحوه: “مين ها الطفل؟ وليش ناوي ترميه في البير؟ ليش قتلته؟” أفلت جبر من بين يديْ أسعد ونهض مترنّحًا وقال: “مش شغلك. مش إبن حدا. امشِ، وإلّا رميتك مكانه.”
هجم أسعد على جبر بمسدّسٍ وضعه في صدغه، وظلّ يشدّ خناقَه حتّى كاد يُزهِق روحَه. تهاوى جسدُ جبر، إلى جانب جُثّة الطّفل. نظر أسعد إلى الجثّة وتفحّصها، فلم يتعرّفْ إليها. عاود سؤالَ جبر الذي كان يلتقط أنفاسَه ويداه ممدودتان على الأرض كأنّه صليبٌ من لحم: “مين هالولد؟ قل وإلّا قتلتك ورميتك في البير للحيّات.”
جلس جبر وكشف عن وجه الطفل. لم يكن قد تجاوز الشهريْن. يبدو أنّ أحدَهم رماه، وتركه يموت وحده في البرد على ناصية الطريق، وكان على جبر ــــ بحسب كلام العرّافة زينات ــــ أن يجد جثّةَ رضيعٍ ويرمي بها في البئر واحدًا وعشرين يومًا كي تَحْملَ زوجتُه. وعلى الرغم من أنّه ظنّ ذلك مستحيلًا (وهمس في أذن لميا وهما عائدان إلى البيت: “عم تاكل بعقلنا حلاوة! من وين بدنا نلاقي صبي ميّت كلّ يوم؟”)، إلّا أنّه كان يجد الجثثَ كلَّ يوم فعلًا.
لم يصدّقْ أسعد كلامَ جبر، وعاود الهجومَ عليه كي يُجبرَه على الاعتراف. إلّا أنّ جبرًا تفلّت من قبضته وحمل الرضيعَ ورمى به إلى العتمة. بُغت أسعد وظلّ يضرب جبرًا على رأسه، إلى أن غاب عن الوعي مضرَّجًا بدمائه.
لكنّ جبرًا لم يمت؛ فقد وجده بعضُ العمّال في طريقهم إلى بساتين البرتقال على أطراف المخيّم، فحملوه إلى المستشفى. ومنذ ذلك الحين وجبر يحمل ندبةً عميقةً فوق صدغه الأيمن. ومنذ ذلك الحين أيضًا شاع في المخيّم أنّه يقتل الأطفال.
فقد جبرعقلَه، وصار يغنّي بصوتٍ عالٍ في أزقّة المخيّم، ويخرج عاريًا يريد أن يستحمّ في الشارع ويقف على حافّة البئر وينادي أولادَه.
وحين جاءت الحرب، غادرتْ زينات المخيّم. لم يرها أحدٌ تغادر، ولم يجرؤ أحدٌ على دخول بيتها. وذاتَ يوم كان جبر كعادته يمشي بلا هدفٍ في أزقّة المخيّم، يعضّ الأولادَ، ويضربهم ويشتمهم. وإذ به فجأةً يصيح بأعلى صوته: “لميا تعالي خديني عالبيت.”
لم يعد أحدٌ يرى جبرًا. لميا أيضًا اختفت. ثمّ اختفت الحرب بعد أن اختفى أهلُ المخيّم جميعًا.
في تقرير سريّ قالت العميلة الإسرائيليّة إلينا نورمان ضمن مذكّراتها، بئر الشّيطان، التي نُشرتْ بعد وفاتها:
“بعد أن اكتشفتُ المكانَ جيّدًا وعاينتُه بدقّة، اتّخذتُ الشعوذةَ ذريعةُ للمكوث في المخيّم. كان أهلُ المخيّم يريدون أن يعرفوا كلَّ شيء بعضهم عن بعض. أذكر بينهم امرأةً جميلة، استغللتُها لأعرف إنْ كانت تلك البئر مكانًا صالحًا لاختفاء جنودنا ليلةَ الإنزال. ذهبتُ معها، وزوجَها، إلى المكان ليلًا. وحين سطع ضوءُ القمر فوق البئر عاموديًّا، تدلّت المرأةُ، بعد أن ربطها زوجُها بإحكام. وحين خرجتْ قالت إنّ تلك البئر مجرّدُ فراغٍ سحيق. عندها أدركتُ أنّ تلك البئر ستكون ملاذَنا ومقصدنا. وهذا ما حصل فعلًا. ففي الليلة الموعودة، خرج جنودُنا البواسل من البئر، وحقّقوا انتصارًا مدوّيًا على فصائل المقاومة. بعد سنواتٍ على انتهاء الحرب، كشف أحدُ التقارير أنّ حصيلة القتلى الذين انتشلوا من البئر بلغ ألفًا ومئتين وخمسين.”
ما زالت البئر موجودةً إلى اليوم. والمدينة والمخيّم كذلك. لكنّ أحدًا لا يستطيع أن يؤكّد سببَ تلك الأبخرة الرماديّة التي تتصاعد ليلة اكتمال القمر: أهي أرواحُ الأطفال، أمِ القتلى، أمِ الشياطين الحبيسة؟