العنوسة في سوريا.. قرى كاملة في الساحل تعيش بدون رجال
(ارتفاع نسبة العنوسة في مناطق النظام إلى 70%)، عنوانٌ امتلأت به مواقع وصفحات إعلامية موالية للنظام، في محاولةٍ منها لفت النظر عن الواقع المـ.زري الذي آلت إليه ظروف الشباب والشابات في سوريا، وإلقـ.اء اللـ.وم على الثورة.
وفي هذا الصدد، كانت قد نقلت بعض الصحف الموالية للنظام تصريحات القاضي الشرعي الأول في محافظة دمشق “محمود المعراوي”، والذي يشير فيها إلى ارتفاع نسبة العنوسة، والتي يرى أن من أهم أسبابها هو “الحـ.رب”.
إضافةً إلى جملة من الأسباب الأخرى كان قد أكد “المعراوي” أيضاً أن وصول نسبة العنوسة في سوريا إلى 70% هو بسبب الحـ.رب المستمرة منذ 8 سنوات، في إشارة ضمنية إلى الثورة السورية ضد “بشار الأسد”.
وفي نفس سياق الموضوع، تتحدث وسائل الإعلام الموالية وتركز على قضايا ارتفاع أعداد الشباب العاطـ.لين عن العمل، إضافةً إلى فقدان الشباب قدرتهم على الزواج، وصولاً إلى ملف العنوسة.
حيث تقول إحدى الصفحات الموالية، “وفقاً لإحصاءات تم إجراؤها خلال الحـ.رب في سوريا، يوجد نحو 3 ملايين شاب سوري غير قادرين على تحقيق طموحهم في الزواج.
ويضاف إليهم مئات آلاف الشباب الذين هاجروا إلى الخارج، وكل تلك العوامل ساهمت في ارتفاع نسبة العنوسة”، وفق تعبيرها.
وبحسب محللين اجتماعيين للأوضاع في سوريا، فإن الحـ.روب بشكل عام كانت تؤدي إلى كـ.وارث إنسانية، واقتصادية، واجتماعية، ولكن هناك الكثير من الأسئلة التي تبرأ ساحة الثورة اجتماعياً من هذه الحالة.
ومن هذه الأسئلة: “من تسبب بالبطالة قبل الأزمة؟، ومن تجـ.اهل العقول الشابة والخبرات وأجبـ.رها على الهجرة قبل الأز.مة؟، ومن خطط للاقتصاد السوري وأثبت فشـ.له أثناء الأز.مة؟، ومن سمح للفسـ.اد باﻻستشـ.راء ومكن المفسـ.دين قبل الأز.مة؟”.
يشار إلى أن هنالك عوامل إضافية كانت قد ساهمت أيضاً في ارتفاع نسبة العنوسة، ومنها الأعباء المالية وتكاليف الزواج والمهور المرتفعة، وغلاء المعيشة، ودعوات الاحتياط من قبل جيش النظام للشباب السوري.
والجدير بالذكر أن القرى الساحلية والتي تعتبر الحاضنة الشعبية لنظام الأسد، أصبحت تعيش بدون رجال نتيجة الحـ.رب التي شـ.نها نظام الأسد ضد الشعب السوري.
حيث قتـ.ل أغلب شباب وأبناء هذه القرى، عدا عن التحاق الباقين منهم بصفوف الميلـ.يشيات، وبالمقابل كان قد اختفى مئات الآلاف من الشباب الآخرين في سجـ.ون ومعتـ.قلات الأسد، عدا عن لجوء الملايين من الشباب خارج البلاد.
مدونة هادي العبدلله