صرخة أمهات ضحايا حوادث السير… “وعوا قتلتونا معكم”

 

 

صرخة أمهات ضحايا حوادث السير… “وعوا قتلتونا معكم”

“ليبانون ديبايت” – كريستل خليل:

لن يمرّ يوم 21 آذار 2018 كالعام الذي سبقه على أمّهات فقدن اولادهن في حوادث سير مأساوية على طرقات لبنان.

مآس يومية تدرج ضمن تقرير يصدر عن غرفة التحكم المروري المعني بمعرفة وقوع قتلى وجرحى نتيجة حوادث السير، هذه الظاهرة التي تزداد وعدد ضحاياها هائل، أبرزهم من الفئات العمرية الشابة.

يسير “عدّاد الموت” على طرقات لبنان صعوداً، وتقضّ حوادث السير القاتلة مضاجع اللبنانيين، وتختلف أسبابها بين التهور في القيادة والسرعة الزائدة والقضاء والقدر الذي يرافقه بعض الاهمال من المعنيين تأهيل الطرقات.

حادثة وفاة ابنة الـ23 عاما الشابة ساندريلا بو عساف، إثر تدهور سيارة كان يقودها صديقها عند جسر كازينو لبنان في أدما، شكّلت صدمة لمحبي وعائلة ساندي، لأنها لم تكن شابة عادية بل مفعمة بالحياة، بحسب ما وصفتها والدتها منا بوعساف في حديث لـ”ليبانون ديبايت”.

وأضافت “في مثل هذا اليوم كانت تضل معجوقة مش عارفة شو بدا تعمل كرمالي”.

بصوت يغص بالدموع، وجّهت الأم رسالة الى جميع الشبان والشابات، قائلة “سوقوا على مهلكن، لأن حرقة قلب الإم مش هينة, بكفّي نخسر شباب وصبايا”.

كما ناشدت الدولة والسياسيين لتأهيل الطرقات، التي تشبه كل شيء الّا طرقات اذ تضاء في النهار والعكس، علما ان الحادث الذي قضت فيه ساندي لم يكن ناتج لا عن سرعة ولا عن تهوّر بالقيادة، وحيث توفيت ساندي قضى ضحايا عدة بحوادث مماثلة.

أما السيدة بولا مسعد لم تجف دموعها إثر فقدانها لفلذة كبدها شربل، الشاب الذي شاء القدر ان يخطفه من احضانها قبل أسبوع من عيد الأمهات.

“حادث صدم كان كفيلا بإنهاء حياة شربل، ابني قُتل، ولا أحد مهتم لخسارتنا، الجمرة لا تحرق الا مكانها، على أمل أن يأخذ القضاء مجراه.

أرجوكم يا شباب وصبايا انتبهوا، ليس فقط حرصا على حياتكم بل حفاظا على حياة الآخرين”.

 

بهذه الكلمات اختصرت الوالدة المفجوعة مأساتها، ولم تستطع اضافة أي عبارة أخرى.

وقضى شربل إثر حادث صدم على طريق جسر الباشا، بينما كان يجتاز الطريق، بعدما توقفت سيارة لتمريره، الّا ان سائقاً متهوراً حاول تجاوز السيارة من جهة اليمين، انتهى به الأمر بصدم الشاب، ثم تسليم نفسه الى الجهات المختصة.

قبل ان تنهي عبارة “كل عيد أمهات وانت بخير” تقاطعك جوسلين أبي نخول والدة الشاب شربل ابن الـ16 عاما الذي وقع ضحية تصادم بين سيارتين في محلة فيطرون، لتقول “أي عيد، لم يعد لهذا العيد معنى ولا لون، غياب شربل كسرلي ضهري، عم بختنق”.

ووصفت حياتها بأنها تتنفس لكنها لا تشعر انها على قيد الحياة، موجّهة رسالة من قلب محروق لكل شاب يقود سيارة “وعوا, فكروا بأمكن, لأن بس تموتوا بتقتلوا امكن معكن”.

وأضافت جوسلين “أرجوكم اذا كنتم غير مكترثين لخسارة حياتكم، فكروا بأمهاتكم حين يصل اليهن اتصال يبلغهن بأن ولدها تعرض لحادث سير، تماما كالاتصال الذي وردني.

ومنذ ذاك الوقت اسودّت الدنيا وانتهت في نظري”.

أما رسالة مارلين رزق، والدة الشاب اندرو الذي قضى على طريق جبيل إثر تدهور السيارة التي كان يقودها صديقه القاصر، مختلفة، اذ توجهت الى الأهالي بالقول “يمر عيد الأمهات واندرو بعيدا عن حضني، أرجوكم لا تعطوا سياراتكم لمن ليس مؤهلا للقيادة، لا تتركوا أولادكم يخرجون في الليالي.

والأهم لا تدعوهم يورطّون أبناء الناس غير المذنبين معهم”.

وأضافت “حرقة قلبي كبيرة، عتبي على الأهالي أولا، وعلى الدولة ثانيا التي تركت طريق طويل عريض بلا انارة”.

من الصعب ان يمر هذا العيد على أمهات بات اولادهن ملائكة في السماء.

والرسالة التي وحدّت جميع الأمهات، اللواتي فقدن أو لم يفقدن أولادهن في حوادث سير ضرورية لإحداث خطوة حقيقية في ما يتعلّق بالسلامة المروريّة بدء من تشديد الرقابة على تطبيق قوانين السير، وتأهيل الطرقات، وصولا الى القيادة بحذر، لأن وصيتها في الذاكرة دائماً عند إقفال باب المنزل: “ماما ما تسرع”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!