المقاومة تتحضر لعملية عسكرية اسرائيلية خاطفة
ايمن عبدالله
تحقق الانتصار الأولي لمحور المقاومة في سوريا العام الماضي، فانتفض رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مهددا لبنان ومتوعدا. يومذاك استعمل رئيس حكومة العدو منبر الأمم المتحدة لتهديد لبنان، وكاد أن يتحول التهديد الى حرب لولا أن الأميركي رفضها يومذاك. اليوم يبدو الواقع مختلفا، فالرئيس الأميركي دونالد ترامب يمارس «جنونه» في كل مكان، وآخر ممارساته كان اعترافه بسيادة «اسرائيل» على الجولان السوري المحتل.
تتصاعد وتيرة التهديدات الاسرائيلية للبنان، بوقت ترتفع «أصوات» الصواريخ في غزة، وكل ذلك يأتي مترافقا مع التصعيد الأميركي بوجه إيران وحزب الله وسوريا، فما الذي يُحضّر للمنطقة؟
تملك مصادر قيادية في فريق 8 آذار رؤيتين لما قد يحصل في المنطقة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، الرؤية الأولى تقول أن التصعيد العسكري في غزة، والكلامي مع لبنان وحزب الله، والمترافق مع ضغط اقتصادي أميركي أكبر على إيران والحزب، لن يتخذ أي منحى جديد حتى موعد الانتخابات الاسرائيلية، مشيرة الى أن ما يجري محاولة من نتانياهو وحليفه ترامب لتعبئة المجتمع الاسرائيلي بالطريقة اللازمة لتحقيق الأهداف الانتخابية.
اما الرؤية الثانية فهي الأهم، وفيها تتحدث المصادر عن أن «تسارع أحداث المنطقة بشكل كبير في الأيام الماضية، بداية من زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو وخطابه عالي اللهجة تجاه حزب الله، ومن ثم إعلان الرئيس الأميركي أن الجولان السوري هو جزء من إسرائيل، وصولاً إلى المناوشات العسكرية التي حصلت بين غزة واسرائيل، وربطها ببعضها تؤكد أن شيئاً ما يُحضّر للمنطقة بشكل عام، وللبنان ومن خلفه حزب الله بشكل خاص، وهذا الشيء سيكون «عسكريا» يسبق إعلان «صفقة القرن».
وتضيف المصادر القيادية في فريق 8 آذار: «المقاومة تضع الرؤية الاولى أمامها ولكنها تتصرف وفق الرؤية الثانية، وبالتالي هي تترقب ضربة اسرائيلية، تُرجح المعلومات المتوافرة أن تكون خاطفة على لبنان، وذات أهداف محددة وستكون مدتها قصيرة، لذلك فقد بدأت بالاستعداد الجدي لمواجهة هكذا ضربة وتجهيز الخطط المناسبة لذلك».
وقالت المصادر: «ان القياديين في المقاومة أعدّوا العدة لأي ضربة اسرائيلية على لبنان، وجهزوا خطة الردع والتشكيلات اللازمة لمواجهتها، مع العلم أن الخطط الخاصة في لبنان تختلف عن تلك التي ستعتمد في سوريا، خصوصا أن المقاومة لم تعد محصورة في مكان، وهي تملك القدرة على توسيع الجبهة بحسب حاجتها لذلك»، مشيرة الى أن المعاناة الاقتصادية لحزب الله لا تعني المقاومة ولا تؤثر فيها، خصوصا أن المقاومين مجهزون وحاضرون منذ اليوم الأول الذي تلا حرب عام 2006.
لا يمكن للبنان بحسب المصادر أن يثق بتقارير دولية تتحدث عن استبعاد الحرب الاسرائيلية، خصوصا ان المرحلة الحالية تشهد احداثا مجنونة غير منطقية يقوم بها الرئيس الأميركي يهدف من خلالها الى التمهيد لطرح «صفقة القرن» في الأسابيع المقبلة، وبالتالي ترى المصادر أن سيناريو تحرك اسرائيلي عسكري ضد حزب الله قد يكون واردا بحسابات العدو، من اجل طرح «الصفقة» في ظل ضعف «المقاومة» والمحور المقاوم، مشددة على أن حسابات العدو ستخيب لأن «الجيش الاسرائيلي سيندم على أي عمل عسكري طائش يستهدف لبنان».
تمكّنت غزة المحاصرة من انهاء خطة اسرائيلية كانت تنوي تحطيم البنى التحتية للمقاومة في فلسطين، فكيف سيكون الأمر إذا وصلت المواجهة الى لبنان بين حزب الله واسرائيل، هل ستتحمل تل ابيب تبعات هكذا مواجهة؟الديار