15 مليار دولار كلفة 10 أيام حرب على حزب الله !
كتب محمود الزيات في صحيفة الديار : دغدغت الصواريخ التي اطلقتها المقاومة الفلسطينية في غزة باتجاه تل ابيب، مشاعر انصار الفلسطينيين الذين اعتبروها خيط امل رفيع في عصر ما سُمي بـ«صفقة القرن»، فيما تحول «يوم الصواريخ على تل ابيب» عند المستوطنين الاسرائيليين الى كابوس، وسط مخاوف من ان يكون «بروفة» للمشهد الذي سينام عليه المستوطنون في الرقعة الجغرافية الاكثر ايلاما للاحتلال، وقد تعزز الكابوس الاسرائيلي امس، مع العملية الفدائية البطولية التي نفذها مقاوم فلسطيني ضد قوات الاحتلال في الضفة الغربية.
الاشتباك الصاروخي الحاصل على جبهة قطاع غزة ـ تل ابيب، دفع بالقيادات العسكرية الصهيونية الى طمأنة الجمهور الاسرائيلي، وبخاصة في المستوطنات الواقعة على تماس مع قطاع غزة، بعبارة رددتها اوساط صهيونية على مسامع الاسرائيليين… «الجولة انتهت… واصبحت وراءنا والامور تسير نحو التهدئة»!، فيما بقي المستوطنون الذين صُدِموا بوصول الصواريخ الفلسطينية الى الساحة التي لطالما صنفها الاحتلال بانها الساحة البعيدة عن مرمى صواريخ المقاومة، وبحسب الاعلام الصهيوني، فان نسبة لم تتجاوز الـ 20 بالمئة فقط من المستوطنين ارسلوا اولادهم الى المدارس.
«عندما يطلقون علينا حوالى 470 صاروخ ونحن لا نرد، من هنا تبدأ الكارثة»… هو ما قاله وزير الامن الصهيوني السابق افيغدور ليبرمان الذي يرى في ما يجري في جبهة قطاع غزة، بانه خضوع لما يسميه «الارهاب»، متخوفا من خطر لا يقل عن الخطر من الجبهة الشمالية ( مع لبنان)، واخطر من عشية حرب يوم الغفران ( حرب تشرين 1973)، ويمكن ملاحظة ذلك من عدد الصواريخ التي تملكها حركة «حماس» وحركة «الجهاد الاسلامي»، والتي تصل الى العمق الاسرائيلي، ومن خلال مستوى تصنيع الصواريخ الدقيقة في قطاع غزة، اكثر من ما يُرعِب قادة الاحتلال، التنسيق بين حركة «حماس» و«حزب الله»، وهو التنسيق المتزايد الذي سيؤدي بعد عامين الى وضع اكثر تعقيدا بالنسبة للاسرائيليين.
1.3 مليار دولار.. كلفة يوم حرب ضد «حزب الله»
وتُجمع مراكز الابحاث المرتبطة بالاجهزة الامنية الصهيونية، ومعها وسائل الاعلام، على انه وعلى الرغم من ان قطاع غزة يشكل المكان الاكثر قابلية للاشتعال، لكن المنطقة الاخطر بالنسبة الى الاسرائيليين هي جبهة الشمال (مع لبنان)، حيث ينتظر تل ابيب ومناطق اخرى في العمق الاسرائيلي، مئات الالاف من الصواريخ والقذائف الثقيلة والذكية التي سيطلقها «حزب الله» في الساعات الاولى في اي حرب مقبلة.
واللافت ما جاء في تقرير اعده المحلل الامني في موقع «news 1» الصهيوني، والذي شكك فيه بالفكرة التي يتوارثها الاسرائيليون، والتي تقوم على نظرية ان «لاسرائيل القدرة الدفاعية الكافية، لاسقاط آلاف الصواريخ التي يطلقها اعداؤها في الحرب المقبلة»، وينقل التقريرعن المؤسسة الامنية الصهيونية تأكيدها ان الكيان الاسرائيلي لا يملك صواريخ كافية لاعتراض كمية كبيرة من الصواريخ التي سيطلقها العدو يوميا، عبر صليات صاروخية، بوتيرة سريعة ومن مديات متنوعة، ويعزز قناعته هذه بمثال يعطيه لاثبات ما يقول… «كل يوم سيطلق العدو أكثر من 2000 صاروخ وقذيفة صاروخية من مديات مختلفة، جزء كبير منها سيسقط في منطقة مفتوحة، لكن سيتحتم إعتراض بضع مئات منها. وإعتراض معناه إطلاق صاروخين من منصات الإعتراض المختلفة لدينا، وفي الموضوع المالي، وهو ما تقشعر له الأبدان، في يوم قتال واحد حوالي 1400 صاروخ إعتراض، ثمنها 1.3 مليار دولار. بعبارة أخرى، ستكلّفنا فقط 10 أيام قتال تقريبًا 15 مليار دولار. وعليه، ماذا سيحصل إذا ما إستمرت الحرب 20 أو 30 يومًا؟.
ثمة من يرى من الاسرائيليين، ان رئيس حكومة العدو يتلهَّى باستنساخ «الانتصارات» الوهمية على «حزب الله»، فبعد سيناريو الانفاق في جنوب لبنان!، يأتي «الانتصار» على خلية تعمل للحزب داخل مناطق الجولان السوري، «كانت تخطط للقيام باعمال امنية وعسكرية على الحدود السورية ـ الاسرائيلية ( الفلسطينية المحتلة)»، في محاولة لتجميع نقاط انتخابية واستثمارها في جذب اصوات المستوطنين، دون الاقتراب من حرب قد تتسببها الصواريخ المتساقطة على العمق الحيوي الاسرائيلي، لكن التشكيك المتصاعد من جمهور المستوطنين ما زال يشكل ارباكا في اداء قادة الاحتلال، وبخاصة في ما خص الجبهة الشمالية المتاخمة للحدود مع لبنان، بعد سلسلة من الهزائم والاخفافات واجهتها، ما تزال الجبهة الاكثر خطرا، بنظر الاسرائيليين، بفعل تنامي القدرات الصاروخية وتعزيز الامكانات القتالية لدى «حزب الله».