تحدّ جديد يجتاح “السوشيل ميديا”… اللبنانيون: Oh No!!؟
أما رقصة “كيكي” التي “جننت” الناس فبدأت مع إطلاق حساب “شيغي” وسم #DoTheShiggy مرفقاً برقصة محددة الخطوات على وقع أغنية In My Feelings للفنان الكندي، دريك. طبعاً، سارع الـ “إنفلوينسرز” والـ “فاشينيستاز” وعدد كبير من المستخدمين في لبنان إلى القفز رقصاً بجانب السيارة المشغلّة، أسوة بالناس من حول العالم. ظاهرةٌ دفعت بقوى الأمن الداخلي إلى الطلب من السائقين “عدم ارتكاب هذه المخالفة التي تشكل خطراً على حياتهم وعلى السلامة العامة”، وأحاطتهم علماً أنها لن تتوانى عن اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المخالفين!
واللبنانيون الذين لا يفوّتون عليهم أي “صرعة” أو ظاهرة جديدة شاركوا أيضاً بتحدي المانيكان، فراحوا يتجمدون في أمكنتهم، غالباً على وقع أنغام “بلاك بيتلز”.
ومن أبرز التحديات التي خاضها الشعب اللبناني على منابره الافتراضية أيضاً، تحدي 10 years challenge فلم يكتفوا بمقارنة صورهم الشخصية مع فارق عشر سنوات، بل أبدعوا في استخدام هذا التحدي للتصويب على فساد دولتهم وإهمالها، فصوّروا الشاطئ والأحراج وعواميد الزوق وباخرة “أورهان بي” وسيتيرنات المياه…
تحديات أخرى خاضها اللبنانيون مع تفاوت في مدى الانتشار والشعبية. شعبٌ يحب التفاعل. على الأغلب، افتراضياً. شاشة صغيرة وبضعة جيغابايت يدفع ثمنها غالياً، باتت سلاحه. قد يحصل أن يُطلق هذا الشعب، ثورة على الانترنت. وأن ينهيها هناك. اتضح، في مرّات كثيرة وعديدة، أنّ المطلوب بات تفاعلاً من نوع آخر. تفاعلٌ يعطي نتائج ملموسة ويحقق أهدافاً. حتى وإن بدأ، وحصل، وطُبّق…على “السوشيل ميديا”.
اليوم، “يواجه” اللبنانيون تحدياً جديداً. هم مدعوون إلى المشاركة به، فهل يكونون “على قد التحدي”؟!
فمنذ أيام قليلة، بدأ تحدي “جمع القمامة” بالانتشار عالمياً. السمة هي: Trashtag، والهدف: تنظيف البيئة ورفع الوعي حول كمية النفايات البلاستيكية التي ينتجها البشر. جلّ ما على المستخدم القيام به هو اختيار مكان مليء بالنفايات وتنظيفه ونشر صوره قبل التنظيف وبعده.
حتى الساعة، حرّك هذا التحدي الآلاف من حول العالم، فتفاعل الناشطون بطرق متعددة، فمنهم من اختار الأماكن العامة لتنظيفها ومنهم من ذهب إلى الغابات والشواطئ والمساحات الخضراء لرفع القمامة عنها.
وبحسب المعلومات، فإن الوسم #trashtag قد ظهر عام 2015 كجزء من حملة أطلقتها علامة تُدعى UCO، لكنّ شعبيتها لم تدم طويلاً. لكن مؤخراً، قام شابٌ يدعى بايرون رومان بوضع منشور على فيسبوك توّجه فيه إلى المستخدمين قائلاً:”إلى المراهقين الذين يشعرون بالملل، إليكم هذا التحدي الجديد. التقطوا صورة لمنطقة تحتاج إلى بعض التنظيف أو الصيانة ، ثم التقطوا صورة بعد الانتهاء من ذلك”.
محلياً، لا يبدو أن هذا التحدي قد وصل بعد إلى مسامع اللبنانيين والمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي. عادة ما تقتصر حملات تنظيف الشواطئ على عدد من الجمعيات والناشطين الذين يقومون بتنظيف الشاطئ بين الحين والآخر.
اللافت أنّ هذا التحدي الجديد الهادف إلى جعل “العالم أفضل” هو أكثر ما يحتاجه لبنان اليوم. أزمة النفايات التي اندلعت في العام 2015 لم تنته، رغم خلوّ الشوارع من أطنان النفايات. أزمةٌ قد تتكرر في أي لحظة بسبب غياب خطّة استراتيجية لإدارة قطاع النفايات. وفيما يعاند اللبنانيون رفضاً لاتباع منهاج حياة يقتضي بفرز القمامة في المنزل، وكأن هذه التقنية تحتاج إلى “مخّ أنشتاين”، ما زال لبنان يرزح تحت القذارات: على الشاطئ، وفي الأنهر والبحيرات والسهول والجبال…
فهل سنرى مشاهير لبنان ومجموعات البلوغرز والفاشينيستاز والمستخدمين الذين جرّبوا معظم تحديات مواقع التواصل الاجتماعي ينكبّون على المشاركة بهذا التحدي، أم أن “البريستيج” لا يسمح بذلك؟ هل سيتمّ التغاضي عن تحدي “جمع القمامة” وإزالته كفيروس ضارّ في وقت ما زال البعض يرقص “الكيكي” ويسهر في الليالي لابتداع نكات تحاكي كل شاردة وواردة ومصيبة وعرس في لبنان؟!
فلننتظر. ومن يعش ير!
لبنان 24