ما يحصل في السماء خطير: جيش يتحضّر والعالم مكشوف.. وهذا سرّ “قرد إيران”!
ولفتت المجلة إلى أنّ إيران حاولت في منتصف كانون الثاني ومطلع شباط 2019، إطلاق قمرين صناعيين لأغراض الرصد البيئي، وخلال المحاولتين لإطلاق “بيام” أي رسالة و”دوستي” أي الصداقة، فشلت إيران في وضع أي منهما في المدار بعد إطلاقهما.
وفي التفاصيل، فقد قطع الصاروخ التي حمل بيام المرحلتين الأولى والثانية لكنه لم يتمكن من الإستقرار في المدار،كذلك “بيام” فلم يُنقل بالسرعة المطلوبة، ففشل في المرحلة الثالثة أيضًا.
من جانبها، تخشى واشنطن أن يكون برنامج إيران الفضائي هو غطاء للعمل على تطوير صواريخ بالستية بعيدة المدى، تحمل رؤوسًا نووية. ومن هنا حذّر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو من أنّ واشنطن لن تقف مكتوفة الأيدي أمام تطوير إيران برنامجها الصاروخي، حيثُ قال: “إيران تتحدى مجلس الأمن الدولي بزيادة إمكاناتها في مجال الصواريخ الباليستية. فلذلك يجب علينا اتخاذ المزيد من الإجراءات التقييدية”.
وتابعت المجلة أنّ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أحيت وتيرة العمل ببرنامج سري يتصدى للصواريخ الإيرانية، كان قد بدأ خلال ولاية الرئيس الأسبق جورج بوش، وتراجع التركيز عليه عندما كان الرئيس السابق باراك أوباما في المكتب البيضاوي. وأضافت المجلّة أنّ إهتمام واشنطن ببرنامج الفضاء الإيراني يفوق بكثير التركيز على الصواريخ العابرة للقارات، باعتبار أنّ وجود إيران المتنامي في الفضاء الخارجي، يعزّز قوتها من جهات عدّة.
برنامج الفضاء.. بالتفاصيل
والجدير ذكره أنّ إيران تطوّر برنامج الفضاء الذي بدأ في أواخر الثمانينيات بمساعدة من كوريا الشمالية والصين وليبيا والاتحاد السوفيتي. وفي عام 2003، عندما كان محمد خاتمي رئيسًا، وافق البرلمان الإيراني على إنشاء المجلس الأعلى للفضاء ووكالة الفضاء الإيرانية، على أن يكون المجلس والوكالة مرتبطين بدورهما بوزارة الإعلام وتكنولوجيا الاتصالات.
وفي هذا السياق، أضافت المجلّة أنّ هذا البرنامج لقيَ دفعًا كبيرًا في ظلّ رئاسة محمود أحمدي نجاد ابتداءً من عام 2005، لا سيما مع زيادة حدّة المواجهة النووية بين إيران والغرب، وفي شباط 2009، وخلال الذكرى السنوية الـ30 للثورة الإيرانية، أطلقت إيران بنجاح أول قمر صناعي لها وأطلقت عليه إسم “أوميد” أي الأمل، وذلك باستخدام صاروخ “السفير”، ما وضع إيران بين عشرات الدول التي ترتاد الفضاء بشكلٍ مستقل، وحتى الآن تمكّنت إيران من وضع أربعة أقمار صناعية تحمل معدات إتصالات وتجهيزات لتصوير الأرض والمراقبة البيئية، في مداراتها، فيما فشلت ثماني عمليات إطلاق صواريخ أخرى.
وكشفت المجلّة أنّ إيران حققت نجاحات على مدار الأرض المنخفض المعروف بـ”LEO”، وهو أعلى نطاق في الفضاء، والذي يقع على بعد 1200 كيلومتر من الأرض، وتُستخدم هذه المنطقة عمومًا لمراقبة الأرض، وتهدف إيران الآن إلى إطلاق مجموعة من الأقمار الصناعية إلى نطاقي الفضاء المعروفين باسم مدار الأرض المتوسط “MEO” والمدار الاستوائي “GEO”، وتُستخدم هذه المنطقة لأنظمة الملاحة مثل GPS، بالإضافة إلى أنظمة الإنترنت والتلفزيون والراديو.
وأشارت المجلّة إلى أنّ ترامب طلب من البنتاغون رصد ميزانية لتأسيس قوة عسكرية للفضاء، في إطار خطته للسيطرة على الفضاء، وتكون بذلك الفرقة السادسة في الجيش الأميركي، وقد اعترضت الصين وروسيا على هذه الخطوة، إذ تصرّان على إبقاء الفضاء مكانًا للأعمال السلميّة.
وكانت إيران قد أعلنت إيران في العام 2013 أنّها أرسلت قردًا ثانيًا اسمه “فرغام” إلى الفضاء وأعادته سالمًا، وهنأ الرئيس حسن روحاني آنذاك العلماء والخبراء الإيرانيين لنجاحهم في إرسال كائن حي ثان إلى الفضاء، مشيرًا الى أنّ القدرة الصاروخية وطموحات إيران النووية ستُسبب قلقًا في الغرب وبين بعض الدول الخليجية.