إسرائيل تستعد للتصدي لـ”شهاب”.. لهذه الأسباب نشرت المنظومة الأقوى بالعالم على أراضيها

تفسيرٌ مثير قدّمه خبير أمني إسرائيلي لقيام الولايات المتحدة بنشر منظومة “ثاد” المضادة للصواريخ في “إسرائيل” قبل أيام.

وقال الخبير يوسي ميلمان، في مقاله بصحيفة معاريف، إن نشر المنظومة “يعني أن إسرائيل تستعد للتصدي للتهديد القادم من صواريخ شهاب الإيرانية، رغم أن ذلك لم يعلن صراحة من تل أبيب وواشنطن”.

وأضاف ميلمان أن نشر “ثاد” جاء في أعقاب التدريب الكبير المشترك بين الجيشين الأميركي والإسرائيلي، لمواجهة الصواريخ الباليستية، وهو تعبير جديد عن أهمية العلاقات الاستراتيجية بين الجانبين، مع أن إسرائيل ليست عضوة في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لكنها تحظى بعلاقات جدا خاصة مع واشنطن.

وأوضح الخبير أن “نشر المنظومة الأميركية في هذه الأيام داخل إسرائيل يعتبر المرة الأولى، حيث قامت طائرات أميركية عملاقة بنقلها من الولايات المتحدةلإسرائيل، وتعتبر المنظومة الأقوى والأهم في العالم، وتعني توفير حماية إقليمية بمستوى عال جدا، قادرة على إطلاق صواريخ باليستية في مستويات قصيرة ومتوسطة بالمفهوم الأميركي، ومستويات طويلة بالمفهوم الإسرائيلي، لتدمير أهداف معادية كليا”.
وأكد ميلمان أن “الصاروخ الذي يتم إطلاقه من هذه المنظومة، لا يحمل رأسا حربيا، وإنما يعتمد على طاقة موجودة داخله، ويتم الانفجار نتيجة الاصطدام بين الصاروخ المنطلق والصاروخ المستهدف، وتم تصميم هذه المنظومة الصاروخية الأميركية بعد حرب الخليج الأولى ضد العراق في 1991، حين تم إطلاق صواريخ سكود العراقية ضد أهداف أميركية وإسرائيلية وسعودية، مع أن هذه المنظومة لا تستطيع إطلاق صواريخ عابرة للقارات”.

وأشار إلى أن “الولايات المتحدة ترى أن هدف التدريب المشترك مع إسرائيل فحص مدى القدرة على الانتشار السريع للمنظومات الإقليمية البعيدة حول العالم، أما إسرائيل، فإن هدفها يكمن برؤية كيفية نجاح المنظومة الأميركية للانخراط مع نظيرتها الإسرائيلية، خاصة الدفاعات الجوية ومن أهمها: القبة الحديدية، والمعطف السحري، وحيتس”.

وكشف أنه “في 2008 تم نشر منظومات دفاعية أميركية في قاعدة سلاح الجو الإسرائيلية بصحراء النقب، وهي منظومة مضى على ربطها بنظيرتها الإسرائيلية ما يزيد على عقد كامل، يوفر لها إنذارا مسبقا باثنتي عشرة دقيقة، للصواريخ التي تنطلق من مسافة أكثر من ألفي كيلومتر”.

وأوضح أن “نشر هذه المنظومة، حتى لو كان مؤقتا، فإنه جاء لمواجهة صواريخ شهاب الإيرانية، لأن إيران تحوز قدرات صاروخية بعيدة المدى تصل إلى 1300 كيلومتر قادرة على وصول أي هدف داخل إسرائيل في جميع حدودها، كما أن إيران افتتحت مشروعا لإنتاج صواريخ بعيدة المدى تصل إلى ألفي كيلومتر”.

وأكد أن “توقيت هذا النشر لهذه المنظومة ليس مرتبطا بالانتخابات الإسرائيلية، فقد تم إعداده، والاتفاق عليه قبل شهور طويلة قبل الإعلان عن الانتخابات، لكنه مرتبط بالتطورات الأخيرة في الشرق الأوسط خلال الآونة الأخيرة، خاصة التوتر المتصاعد بين الولايات المتحدة وإيران، والهجمات الجوية لسلاح الطيران الإسرائيلي على الأهداف الإيرانية داخل سوريا”.

وختم بالقول إن “السفارة الأميركية في تل أبيب اعتبرت أن نشر منظومة “ثاد” في إسرائيل، دليل على حجم التنسيق بين المنظومات الجوية الأمريكية والإسرائيلية، والتزام واشنطن بأمن وحماية إسرائيل”.

المصدر: عربي 21

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!