بمناسبة ولادة السيدة الزهراء (ع) جمعية كشافة الرسالة الاسلامية، وجمعية مرشدات الرسالة اقامت احتفالاً بعنوان (الزهراء قدوتي)
بمناسبة ولادة السيدة الزهراء (ع) أقامت جمعية كشافة الرسالة الاسلامية، وجمعية مرشدات الرسالة احتفالاً بعنوان (الزهراء قدوتي) في ثانوية الشهيد حسن قصير طريق المطار، بحضور نائب القائد العام الحاج حسين عجمي، وقاضي المحاكم الشرعيه بالوكالة الشيخ محمد كنعان، والسيد صدر الدين الصدر نجل الإمام السيد موسى الصدر، ومسؤولة الأخوات المركزية الحاجة سعاد نصرالله، ومسؤولة مرشدات الرسالة الحاجة سلمى بدوي حمدان ، ومفوض عام كشافة الرسالة، وشخصيات، وفعاليات دينية، وثقافية، وحركية .
بداية اللقاء كانت مع نشيد كشافة الرسالة الإسلامية
من ثم كلمة لمسؤولة المرشدات الحاجة سلمى بدوي حمدان جاء فيها:
“يقول علماء جيولوجيا الأرض، في دراسة مفصّلة، بأن درجة الحرارة على سطح الأرض سترتفع إلى ثلاث مئة درجة مئوية يوماً ما، لكنهم يجهلون حقيقة قرآنيه ستحدث بقدرة خالق الكون ومهندسه ومبرمجه ﴿وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ﴾، أي اشتعلت ولكن متى؟ ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ۖ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾، ﴿يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ﴾، أي تنكشف النوايا، وأسرار القلوب، عندها ستختار سيدتي ومولاتي فاطمة الزهراء (ع) أحبّتها، والعاملين بما أوحى إلى نبي الرحمة مسلمين لله تسليماً، فيا أيتها الفتاة المتطوّعة لقيادة فرقة في مسيرة كشافة الرسالة، هل تأمّلت عظمة هذا الولاء الذي تنتمين إليه؟ وهل تيقّنت هذا المجد الذي ستفوزين به؟ ﴿جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾؟ على هذا الأساس يرتكز تعليمك وتدريبك لكل الفتيات، والاستعداد لهذا الفوز الأكبر، وعززي باستمرار إيمانك بربك. فما أوضح المقارنة بين ما يريد الله لنا، وبين ما يريده المسيطرون على وجه الأرض في الاقتصاد، والسياسة، والأمن، والإعلام، وغيره… يريد الله لنا الإكرام ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾، ويريد أعداؤنا التلهي، والانشغال عن مسيرتنا الحقّة. يريد الله أن نحيا حياة طيبة في الدنيا والآخرة، ويريد المتقوقعون في شرنقة الدنيا المزيد من التيه في الأنانيات، والانقياد السهل للأهواء والرغبات، يقول تعالى: ﴿وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا﴾، لذا من حقّكم أن تسألوا، أي فتاة نريد؟ هل نريد الفتاة التي يريدها الله، أم التي يريدها أعداؤنا؟ هل نريد التي تتطلع إلى الزهراء(ع) في عليائها، أم التي تتخذ المشاهير مثلاً؟ ومن حقكم أن تسألوا، أي فتاة نريد، وأي مجتمع نريد؟ هل ما نراه في بلاد الغرب من تفكّك الأسرة وغياب القيم الإلهية، ما سينعكس علينا، وستنتقل العدوى إلينا بحجّة التحرّر، وحقّ العمل؟ فعلاً نحن في أتون الحرب الناعمة. إنّ ما تشاهدونه من غياب التعاليم الرسالية، والمفاهيم القرآنية في مجتمعنا، ولدى الصغار والجيل الشاب مخيف جداً، لذا علينا جميعاً السعي الجاد لترسيخ الإيمان الحقيقي، والأخلاق في الأجيال الناشئة، لتشكّل لهم مناعة من الانزلاق في المخاطر التي تهدّد مجتمعنا، ونعلمهم أنه علينا أن نترجم كلمة “لا إله إلا الله” أفعالاً في حياتنا اليوميّة، ونرفض كل الأصنام المصطنعة في هذه الجاهلية الجديدة، وأكثر الأصنام تسلطاً على المرأة هو الموضة باسم التجديد، إذ يطاع هذا الصنم طاعة عمياء، ناهيك عن الأصنام التي غيرت نظرة الإنسان إلى الوجود، وصاغت رؤى جديدة للحياة، منغلقة في المادية والإلحاد، وأُطلق عليهما ألقاباً برّاقة، من أدباء، ومفكرين، وفلاسفة، على معظمهم دمغة الماسونية، بناة الهيكل، الفكر الصهيوني عبر التاريخ. إن جاهلية سارتر، وداروين، وفرويد أظلمت بصيرة الإنسان المعاصر وتركت ترسباتها في العالم بأسره، حتى في المناهج التعليمية، ونحن لسنا بمنأى عنها، لهذا علينا اليقظة وغربلة المفاهيم والأفكار، كما نبهنا قائدنا الإمام الصدر، حين تحدث عن الاستفادة من التجارب في أقطار الأرض، مع الاحتفاظ بالأصالة، وهو دليل رغبتنا الأكيدة إلى الكمال والتقدم. محذّراً، من جهة ثانية، أن معركتنا مع العدو ذات وجوه كثيرة؛ فهي معركة حضارية طويلة الأمد، متعدّدة الجهات، إنها معركة الماضي والمستقبل. ويقول لنا أيضاً أننا نشعر اليوم أكثر من أي وقت مضى بالحاجة إلى سرد لحياة فاطمة الزهراء(ع)، لكي نجعلها قائدة لنا، ونقتبس من فيض سيرتها في طريق الصلاح والإصلاح.
تابعت الحاجة بدوي: نعم سماحة الإمام إننا نعلن أن يوم مولد سيدتنا فاطمة (ع) هو يوم القائدة الرسالية، فلقد علمتنا أن فاطمة الزهراء(ع) مثال المرأة التي يريدها الله، وقدوة في حياتها للمرأة المسلمة، وللإنسان المؤمن في كل زمان ومكان. فيا أيتها القائدة إصغِ إلى مسامع قلبك وقولي بكل فخر “الزهراء قدوتي”، ونحن عندما نتلمس المعرفة عنها؛ البنت الجادّة المتحصّنة بالعقيدة، الراسخة بالطاعة والولاء، نرنوا إلى سموّها، وعندما نفتش عن المرأة القدوة المجاهدة لدرجة الإيثار، نراها هناك، وعندما نبحث عن طيب الأمومة نعثر على الرونق المثالي، فما أحوجنا لنعرفها بنتاً، وزوجة، وربة منزل، وأمّاً، ومجاهدة، وعالمة، وعابدة، وصابرة، ومضحّية. نتلهف لمعرفتها معرفة اقتداء وولاء.
وختمت: حب فاطمة (ع) في قلوبنا، فلنجعله نابضاً في حياتنا وسلوكنا. وفقنا الله وإياكم.
تلى الكلمة مشهدية بعنوان (قبس من نور الزهراء) للمخرجة الاخت زينب علويه تتحدّث عن صدى قول الزهراء(ع)، في السراء والضراء
ثم كانت كلمة لقاضي المحاكم الشرعية بالوكالة الشيخ محمد كنعان تحدّث فيها عن معاني دور السيدة الزهراء (ع) والدور الفاعل في مجتمعنا وكيف كرمها الله بسورة الكوثر وأن نتمثل بها
وتحدّث عن معنى الآية ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾، ولماذا نهانا الله عن ضرب الأمثال، وضرب لنا من كل شئء مثلاً، واحتفظ لنفسه بالمثل الأعلى ﴿وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَىٰ﴾، وهو في الآية: ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾؛ فالمشكاة هي الرسول (ص)، والمصباح علي (ع)، والزجاجة فاطمة الزهراء(ع)، هنا تصبح محاولات كسر الزجاجة حتمية، لأنه لا يمكن بلوغ المصباح بدون كسر الزجاجة، لذلك لا أحد يعرف قبرها، فأين هو قبرها؟
أضاف: طبيعي أن تكون الشهيدة المظلومة المسحوقة المقهورة، لأنها مارست دوراً تقدمت به عن الجميع؛ كونها أول من دافع عن مثل نور الله في الأرض، عن الإمام، وأول من دافع عنا، أن يتحكم في أمورنا من لا يفقه تفسير آية في كتاب الله، وقد دفعت من أجل ذلك أثماناً باهظة.
وشرح بعدها الآية الثانية، ﴿مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا ۖ وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ ۖ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾، وقال: نحن نؤسس بيوتاً قوامها ليس الدين فحسب، وربما يرتد الدين على بعض أصحابه، فهو ليس عدّة عمل، ولا طقوس فحسب، بل الدين المروءة، ومكارم الأخلاق، هنا يصبح للبيت مدخلية.
وفصّل في التفريق بين معنى الدار والمسكن والبيت الذي هو الاستمرارية ودوان النسل والنسب، لذلك لفظ أهل البيت لفظ مخصوص إذ يوجد فيه أهلية ويوجد بيت، ولا يطال إلا من ذكرتهم الآية، لماذا بيت العنكبوت أوهن البيوت؟ ولماذا التحدّي لو كانوا يعلمون؟ إن الله هنا لا يتكلم عن النسيج، بل عن استمرارية البيت، لان العنكبوت هي المخلوق الأصغر الذي لا يرى فيه الجيل اللاحق الجيل السابق.
أما بيت الزهراء فهو البيت الوحيد، ” كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي” ، هذا هو النور، اربط هذه بتلك في بيوت أذن الله أن ترفع، ويذكر فيها اسمه، شكلت مثل الله
أضاف: كل المسلمين يروون عن رسول الله أنه قال فاطمة روحي التي بين جنبي، أعز ما في المرء روحه، والروح غير النفس، الذي يموت الجسد والنفس، أما الروح فهي الومضة الملكوتية التي أودعها الله في صدورنا وعي التي تجعلنا قابلين للترقي، وفرق كبير بين النفس والروح، فالنفس ذكر ها الله دوماً بالمؤنث، والروح وردت بالمذكر، والذي يموت فينا هي النفس فقط، أما الروح فهي النفحة الملكوتية التي أودعها الله في آدم حين تسويته، وخرج منها فخر الخلائق، وحين يقول روحي التي بين جنبي، وقد صححها الذهبي، “إن أول من يدخل الجنة ابنتي فاطمة”، هنا فهمنا معنى الروح؛ إن أشرف ما يدخل من رسول الى الجنة هي روحه التي هي فاطمة
وختم: هل تعلمون بمن تحتفلون اليوم، نحتفل بامرأة تستطيع عباءتها أن تشفقع للكون كلّه وليس نحن فحسب، أخرجوا الزهراء (ع) من صناديق الشيعة، واجعلومها خلاقة للجميع في الأرض وربما عند قوم يأجوج ومأجوج أيضاً، النبي محمد (ص) كان رحمة للعالمين، وهي كانت روحه التي بين جنبيه فهي كذلك للعالمين. والحمدلله رب العالمين”
وفي الختام كانت أنشودة من وحي المناسبة.
هلا الحج حسن – بيروت