“فورين بوليسي”: ما بعد جبق ليس كما قبله.. أدوية ستُمنع ووزير “مراقب”!

حذّرت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية من أنّ لبنان يواجه كارثة على المستوييْن الاقتصادي والبيئي، داعيةً الولايات المتحدة إلى تعزيز دعمها للحكومة الجديدة للحؤول دون انهيار الدولة، وذلك بدلاً من “المسارعة إلى معاقبة حزب الله”. 

وفي تقريرها، ألمحت المجلة إلى أنّ الحكومة الجديدة لن تحدث تغييرات في المشهد اللبناني، متحدّثةً عن الانقسامات ووجهات النظر المتناقضة غالباً بين الوزراء الثلاثين في ما يتعلق بالسياسة الخارجية. 

المجلة التي تطرّقت إلى أزمة النفايات وتلوث المياه، وضعت سوء الإدارة والديون والنازحين في خانة الأسباب الكامنة وراء تعثّر الاقتصاد اللبناني، داعيةً صناع السياسة الغربيين إلى أخذ هذه العوامل بالاعتبار “إذا كانوا مهتمين بالحفاظ على السلم الأهلي في البلاد”. 

في ما يتعلق بتأليف الحكومة، اعتبرت المجلة أنّ تأثير حسن مراد، وزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية، في المشهد العام سيكون محدوداً: فعلى الرغم من أنّ حصة “الوفاء للمقاومة” تضم 3 وزراء، تتمتّع بقدرة فاعلة على التحكّم بالقرار بشكل غير مباشر، نظراً إلى أن “حزب الله” يمثّل، إلى جانب حلفائه، الأغلبية في المجلس النيابي.  

توازياً، شدّدت المجلة على أنّ تولي “حزب الله” وزارة الصحة يضطلع بأهمية كبرى، لأن الميزانية المرصودة لها هي رابع أكبر ميزانية في الدولة (338 مليون دولار سنوياً)، ولأنّها المرة الأولى التي يتولى فيها الحزب حقيبة بهذا الحجم. 

ورأت المجلة أنّ هذه الحقيبة ستتيح للحزب الإيفاء بوعوده أمام أبناء الطائفة الشيعية عبر تحسين الخدمات الصحية للفئات المتدنية الدخل، والعمل لحصول عناصره العائدين من سوريا على رعاية صحية مجانية وترسيخ وجوده أكثر في مؤسسات الدولة. في المقابل، حذّرت المجلة من تعرّض الحزب للانتقاد في حال فشل في الإيفاء بوعوده. 

 

وعلى مستوى العلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية، نبّهت المجلة من أنّ “حزب الله” سيصبح هدفاً أكبر وأصعب بالنسبة إليها، عبر تعزيز نفوذه في قلب الدولة. 

 

وفيما ذكّرت المجلة بالعقوبات الأخيرة على “حزب الله” وبتهديد واشنطنباستهداف لبنان إذا ما تولى “حزب الله” وزارة “كبرى”، قالت إنّ واشنطن ستعتبر تعيين جميل جبق، “القريب جداً من “حزب الله” والطبيب الخاص للأمين العام السيد حسن نصرالله”، إهانة لها مضيفةً: “وقد تعتبر الرعاية الصحية المجانية لعناصر “حزب الله”، في حال وفّرتها الوزارة، مثالاً على “دعم مالي كبير”- وهو خط أحمر يمكن أن يُستعمل لتبرير خفض تمويل الولايات المتحدة لوزارة الصحة تزامناً مع الضغط على مانحين دوليين للقيام بالمثل”. 

 

وعليه، طرحت المجلة إمكانية اتجاه واشنطن إلى فرض عقوبات على المستشفيات، أو منع صادرات الدواء الأميركية من الدخول إلى لبنان أو قطع المساعدة العسكرية. ونظراً إلى قدرة هاتين الخطوتين على إلحاق الضرر بالمدنيين والمخاطرة بتهديد البلد الذي تريد الولايات المتحدة إلى جانب الاتحاد الأوروبيحمايته من الانهيار، رجحت المجلة أن تمنح واشنطن الرئيس سعد الحريري فرصة لإظهار قدرته على لجم نفوذ الحزب، على حدّ قولها.  

 

المصدر: ترجمة “لبنان 24” – FP – فاطمة معطي 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!