سدّ بسري “قنبلة موقوتة”.. وزلزالٌ مدمّر بعد بنائه؟!

تحت عنوان: “خبراء البيئة يصفون سدّ بسري بالقنبلة الموقوتة”، كتبت صونيا رزق في صحيفة “الديار”: على الرغم من حركة الاعتراضات التي أطلقها خبراء البيئة والاهالي ضد تنفيذ مشروع سدّ بسري، لجرّ مياهه الى بيروت الكبرى، وآخرها تقديم “الحركة البيئية اللبنانية” طلباً الى وزير الثقافة الجديد محمد داوود، تساندها في ذلك جمعيات بيئية عدة لتصنيف مرج بسري محميّة أثرية، بهدف الحفاظ على جمال البلدة الخلاّب. كما ان رفض أهالي المنطقة والجوار لبناء السدّ ، ساهم كثيراً في حركة الاعتراض. بحيث يصف خبراء البيئة المشروع بالتدميري، لانه سيقضي على ثروة حرجية وأثار رومانية وثقافية ودينية، من ضمنها نقل حجارة كنيسة مار موسى ودير القديسة صوفيا. فضلاً عن ان المشروع مخالف للقوانين اللبنانية المرعية الإجراء، لما يُسببّه من مخاطر على السلامة العامة، وعلى تغيّير المناخ المحلي، وتهجير قسري للسكان المحليّين في قضاءي جزين والشوف. كما سيؤدّي الى تدمير ملايين الامتار المربّعة من الغابات والأراضي الزراعيّة الخصبة، وسيزيد الدين العام عبر استدانة ما يفوق 600 مليون دولار مع فوائد من البنوك الدولية. والاخطر من كل هذا انه سيُبنى على فالق زلزالي ناشط، ما سيشكّل كارثة على سلامة القرى المجاورة بحسب الخبراء الجيولوجيّين.

خبراء البيئة الذين زاروا البلدة والمحيط، أكدوا بأن منطقة إنشاء السد تقع مباشرةً فوق فالق روم، الذي إن إستيقظ سوف يُرعب كل لبنان، لانه ضمن منطقة مهدّدة بهزات أرضية. مع الإشارة الى ان مرج بسري، يشكل نقطة إلتقاء بين محافظتيّ جبل لبنان والجنوب، أي بين المسيحيّين والدروز الذين توحّدوا على رفض المشروع، الذي سيؤدي الى خراب المنطقة وجوارها.

الى ذلك يشير رئيس “الحركة البيئية اللبنانية” بول ابي راشد خلال حديث لـ”الديار” الى آخر تطورات المشروع ويقول: “لقد تبيّن بأن الشركة المقاولة تركية والمتعهد لبناني، وهو مَن نفذ سدّ بقعاتا ومطمر برج حمود، والشركة المذكورة طالبت مصلحة الزراعة بقطع 10 الاف شجرة في المنطقة، أي تدمير وتشويه البيئة الى اقصى درجة”.

وسأل: “هل يجوز بناء السدّ والحفر والقطع، قبل وضع دراسة عن مواقع الآثارات العديدة الموجودة هناك؟ لافتاً الى وجود خمسين موقعاً اثرياً هناك تحوي كنوزاً هائلة. وأشار أبي راشد الى وجود خرائط تؤكد بأن السيّد المسيح قد سلك طريق مرج بسري، في رحلته من فلسطين الى سوريا، مروراً بالساحل اللبناني ومعبد اشمون، ما يعني وجود أثر ديني مميّز لا يمكن التضحية به. خصوصاً انّ البابا فرنسيس أعلن عام 2019 سنة الحجّ الى لبنان، فيما المسؤولون عندنا يسعون الى تدمير درب السيّد المسيح المقدسة، لذا نرجو من الفاتيكان الضغط لوقف بناء هذا السدّ المدمّر، ونطالب بجعل بسري محمية ثقافية ودينية على لائحة التراث العالمي”.

وعن المخاطر، لفت ابي راشد الى تقرير قدّمه الدكتور طوني نمر، يفيد بأنه من الوارد جداً حدوث زلزال بعد بناء السدّ، لانه سيُبنى على ملتقى فالقين ناشطين، يمتدّ أحدهما من بلدة روم ويلتف حول بيروت، وإذا تحرّك فالق روم فقد يؤدّي ذلك الى تدمير مساحات كبرى من لبنان، لان وزن المياه على فالق ناشط يمكن ان يحرّكه مما يُحدث هزة أرضية قد يصل مداها الى بيروت وطرابلس، ولا أحد يعلم مدى انعكاساتها على البلد. واصفاً المشروع بالقنبلة الموقوتة خصوصاً انه يلاقي حركة اعتراضات كثيرة عليه، من ضمنها عريضة حوت اكثر من 13000 توقيع. ورأى بأن مَن دمّر وادي “بقعاتا كنعان” الذي إعترض عليه حزب الكتائب بشخص نائبه الياس حنكش، فلا عجب ان يقوم بتدمير واد ثان مقدس، سائلاً ماذا يوجد وراء هذه المخططات؟ فهل يريدون القضاء على الاراضي المقدسة في لبنان؟.

وعن هوية المسؤول الأول عن هذا التدمير، قال ابي راشد: “مجلس الانماء والاعمار هو المسوؤل الأول، واليوم دخل البنك الدولي على الخط، وتبدو حماسته زائدة عن اللزوم مما يطرح أسئلة؟ فهل يوجد مَن يشجعه على تدمير درب المسيحاو القضاء على الآثارات؟”.

الى ذلك تحدث عدد من الأهالي لـ”الديار”، مناشدين المسؤولين إلغاء مشروع سدّ بسري لأسباب عديدة منها: عدم جدوى تجميع المياه بسبب طبيعة الأرض المتشققة والمتكسّرة، مع تلوّث مياه بحيرة السدّ بالمياه المبتذلة وغيرها من الملوّثات، التي تسمّم الإنسان والمزروعات. على ان تحمل الامطار والسيول جميع أنواع الملوثات من القرى المحاذية للسدّ وبحيرته.

كما اشار الاهالي الى خسارتهم للأراضي الزراعية والتربة الخصبة التي لا تعوّض، اذ تنمو فيها أشجار الصنوبر والزيتون المعمّرة، وفيها عشرات المشاريع الزراعية، حيث يقدّر مردود السهل سنوياً بعشرات ملايين الدولارات، فضلاً عن قطع مئات الآف الأشجار وإزدياد نسبة الرطوبة بسبب التبخّر. وختموا بعتب شديد على نواب المنطقة الذين زاروهم من دون أي فائدة.

وعلى خط آخر، لفتت مصادر مقرّبة من مجلس الانماء والاعمار الى انها ستحافظ على الآثار الموجودة في موقع السدّ، من خلال نقلها الى أماكن أخرى تحت إشراف المديرية العامة للآثار، وبواسطة فريق متخصّص وبموافقة الجهات المعنية. ورأت بأن سدّ بسري سيستفيد منه اللبنانيون، لانه سيحلّ مشكلة نقص المياه في بيروت وجبل لبنان.

المصدر: صونيا رزق – الديار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى