الحرب المقبلة.. في الربيع؟
وبعيداً عن أن إحتمالات الحرب تتضاعف تلقائياً مع كل إنتخابات في إسرائيل، يبدو أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو المحرج بعد إيقافه الحرب على غزّة قبل أشهر، بحاجة إلى تسخين جبهة ما لتحصين وضعه الداخلي، وهذا ما تعتبره مصادر مطلعة السبب وراء عملية الأنفاق والقصف الإسرائيلي الأخير لسوريا.
وتشير المصادر إلى أن تل أبيب تخسر تدريجياً قدرتها على المبادرة الإستراتيجية، أو الأصح قدرتها على فتح حرب شاملة مع لبنان أو مع سوريا، وذلك لأن “حزب الله” إستطاع ربط جميع الجبهات ببعضها البعض وفرض إمكانية حصول حرب كبرى على إسرائيل في حال إعلانها الحرب على أي من دول أو المنظمات المتحالفة في المنطقة.
وتعتبر المصادر أن تحذير الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في مقابلته الأخيرة، من تكرار الهجوم على سوريا بالشكل الذي حصل فيه، لأنه قد يجر إلى حرب شاملة، كان مبنياً على معطيات تقول بأن إسرائيل حاولت في غاراتها الأخيرة تجربة أسلوب جديد في المعارك الجوية.
وتلفت المصادر إلى أن هناك معطيات بأن الأسلوب العسكري الجديد الذي قد تعتمده إسرائيل في الحرب المقبلة، يعتمد على الكثافة الهائلة في الغارات الجوية، وذلك لكسر قدرة الخصم على المقاومة أو الخروج سالماً من الضربة الأولى.
وترى المصادر أن هناك لوبي يعمل في واشنطن بشكل جدّي من أجل تفعيل الخيار العسكري ضدّ إيران، وبالرغم من أن الحدّ الذي وضعه ترامب في تصعيده هو عدم الوصول إلى حرب عسكرية مباشرة، غير أن التطورات قد تدحرج الأمور إلى معارك صغيرة بين الحين والآخر، الأمر الذي سيترافق مع ضغوط كبيرة من جماعات ضغط إسرائيلية في الولايات المتحدة الأميركية من أجل تصعيد الموقف في المنطقة.
وتضيف المصادر أن الضغوط الإسرائيلية قد تنتج ضوءاً أخضر أميركياً لمهاجمة “حزب الله” مثلاً أو سوريا بدعم أميركي مطلق تجنباً لحرب مباشرة أميركية على إيران.
وتقول المصادر أن كل الخيارات موضوعة على الطاولة في الأشهر المقبلة، غير أنه هناك نوع من التوازن بين من يريد الحرب الشاملة ومن لا يريدها.