بعد إطلالة السيد نصرالله.. جرعة زائدة من القلق والرعب في اسرائيل!
كتب محمود زيات في صحيفة “الديار”: بكثير من التألق وسط جمهور المقاومة ، وبكثير من “التشوُّق” والترقب لدى المجتمع الصهيوني، لـ “كشف المصير” والتنوُّر مما يجري في اوساط القيادات السياسية والعسكرية الخائبة، اعاد امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في مقابلته التلفزيونية لقناة “الميادين” ، الكيان الصهيوني برموزه وباركانه وبمستوطنيه، الى المربع الاول من التشكيك بقدرة القيادة الصهيونية على خوض حرب جديدة ضد لبنان ، لا تكون وخيمة كسابقتها في تموز العام 2006.
قلقٌ إسرائيلي من توغّل “حزب الله” داخل الجليل!
إسرائيل تمرّ بالفترات الأمنية الأكثر خطورة منذ وجودها: “لا حل امامنا لـصواريخ حزب الله”
فقد تابع جنرالات الكيان الاسرائيلي واجهزته الامنية والاستخبارية، ومعهم جمهور المستوطنات لحظة بلحظة ، اطلالة السيد حسن نصرالله ، مساء السبت، لـ “يستخلصوا” ما يمكن من عِبَر ، او لقراءة ما بين السطور، وهم بالتأكيد ، اخضعوا التسجيل الكامل للمقابلة، للتفحص والتحليل، بعد صمت مدروس كان مُقلِقا للاسرائيليين على مدى الاشهر الماضية ، انشغلوا خلالها بالبحث عن انفاق عند خط الحدود الدولية بين لبنان وفلسطين المحتلة، ليستفيقوا من حلم بنوه على حصان ابيض يُدخل ملف الانفاق امن الباب العريض الى مجلس الامن الدولي، ولتحريك الداخل اللبناني ضد حزب الله و”انفاقه”!، ليجدوا السيد ..المُمسك بملف ادارة الصراع جيدا ، يرسم معادلات مزعجة للعدو ، ويضع صورة قاتمة لكل حساباته التي بناها.. وخططه التي اعدها.
الحقيقة المُرَّة التي لن يغفلها قادة الاحتلال وجنرالات حربه.. الحقيقة هذه ، ترجمها محلل “القناة العاشرة” في تلفزيون العدو الذي قال “ان لبنان والشرق الأوسط كله وفي الأراضي المحتلة أيضًا، انتظروا ما سينطق به الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الذي كسر الصمت بعد شهرين لم يظهر فيهما إلى العلن، وإن نصر الله اراد تخويف الإسرائيليين حين يقول “لدينا صواريخ دقيقة، وأنفاق إضافية، وقدرة لاحتلال الشمال ولقصف كل إسرائيل، ولمنع الحياة العادية عن سكان تل أبيب، حتى إنه قال “مُمازِحا ومُهدِّدا..” من الأفضل للإسرائيليين أن يكون لحزب الله صواريخ دقيقة لاصابة المناطق العسكرية ..وتجنب المدنيين، ولهم مصلحة في ذلك”، ويرى المحلل الاسرائىلي إن حزب الله يبقى منظمة خطيرة صاحبة قدرة لإلحاق ضرر هائل بـ “إسرائيل”، لكنه لا يشكّل خطرًا وجوديًا عليها، ويعطي الفضل في ذلك للسيد نصرالله الذي عُيِّن امينا عام لحزب الله قبل 27 عاما ، ليصبح الحزب خلال هذه السنوات المنظمة الاقوى في العالم.. تمتلك اكبر ترسانة صواريخ”..يرسم قائدها خارطة حرب مقبلة، تمتد من طول فلسطين المحتلة ..الى عرضها.
وبرأي اوساط متابعة ، فان جرعة زائدة من القلق والرعب، تلقاها المجتمع الصهيوني الذي لم يجد في مواقف السيد نصرالله ، ما يخفف عنه وطأة التخبط الاسرائيلي من حسابات اي حرب مقبلة ضد لبنان، وبالاستناد الى ما عكسه محللون صهاينة مختصون بالشؤون العربية ، فان مستوى المخاوف الاسرائيلية بعد اطلالة السيد بلغ حد القلق على المصير، وسيجد الاسرائيليون مجددا ، انهم امام رجل مُلم بكل شيء ، من الصواريخ الدقيقة الى لغز الانفاق .. وصولا الى مسافة الرمي لصاروخ الكاتيوشا، الى اسماء جنرالات جيشهم وخارطة انتشار الاولوية والوحدات العسكرية وما يُسمى بـ “فرق النخبة”!، التي اختُبِرَت في عدوان تموز قبل اثنتي عشرة سنة.
اكثر ما سيحرك هواجس الدوائر الامنية والاستخبارية الصهيونية ، ومعهم فرق المحللين الاستراتجيين و”جيش” من قارئي تعابير الوجوه وتفسير حركات الجسد، لضبط اي دلالة عن مناورة ما بين سطور المواقف ، او البحث عن معلومة ما ، ولو صغيرة، علَّها تكون المدخل لفك الغاز ما اوحى به السيد ، هو الحديث عن الانفاق وحجم الامكانيات القتالية وتنامي الترسانة الصاروخية للمقاومة التي يمكن لها ان تسخرها في اي حرب مقبلة، اضيفت اليها الانجازات العسكرية التي حققها حزب الله في الساحة السورية ، كلهاك عوامل قلق لدى قادة الاحتلال الذين يدركون ان مقاتلي حزب الله باتوا عند تخوم الجولان السوري المحتل، وكلها عناصر بات ينظر اليها الاسرائيليون على انها تشكل عوامل مساعدة للحزب في خوض المواجهة المقبلة في جبهتين يُشكلان الجبهة الشمالية للعدو، وتعزز قدرته على السيطرة على الجليل الفلسطيني المحتل، “الخطة المكتوبة على الورق ومدروسة في الميدان” وفق ما قال نصرالله، لتشكل المسألة الاكثر سخونة التي تقض مضاجع العدو .
وتلفت الاوساط ، الى ان المفارقة في كل ما اطلقه السيد نصرالله من مواقف “مفخخة” ، ان الدوائر الامنية والاستخبارية الصهيونية ستجد نفسها امام قراءة من نوع آخر ، لمواقف امين عام حزب الله ، ماذا عن النكات و”النهفات” ذات الطابع العسكري والاستراتيجي التي اطلقها السيد نصرالله ، كالحديث عن مصلحة المستوطنين الصهاينة في امتلاك حزب الله صواريخ دقيقة تمكنه من استهداف مراكز وثكن عسكرية صهيونية لا مدنيين، او التأكيد على خطة حزب الله العسكرية للسيطرة على الجليل اذا فرض ذلك مسار اي حرب مقبلة، كلها نكات ونهفات كانت مصدر قلق عام في الكيان الاسرائيلي ، في مقابل دلالات ارتياح وجدية ظهرت في ملامح السيد ..لجهة المرحلة المتقدمة التي وصلت اليها المقاومة التي تستند الى قدرات قتالية وتسليحية وصواريخ دقيقة وغير دقيقة ، فالاسرائيليون سمعوه جيدا يقول “لا استطيع ان اهدد بشيء لا يكون المقاومون قادرين على القيام به”.
وتشير الاوساط الى انه بعد سقوط “حلم الانفاق” الذي توقع السيد نصرالله ان يكتشف الاسرائيليون “شي 30 او 40 نفقا!، هيدا اللي طلع معهم.. ثلاثة او اربعة انفاق!”، ، والعجز الفاضح للقيادة الصهيونية في طمأنة جمهورها من المستوطنين ، في الحد من القدرات الصاروخية لحزب الله الذي يتصدر “لائحة اعداء اسرائيل” ، فان الامر عند الاسرائيليين بات يحتاج الى الكثير من اعادة النظر بكل ما بني قبل اطلالة السيد نصرالله، من خطط عسكرية وسيناريوهات قديمة ـ جديدة، لرفع مستوى الحصار الدولي على حزب الله..او لتعديل هنا او تغيير من هناك ..في قواعد الاشتباك المرسومة منذ تحرير معظم مناطق الجنوب في العام 2000 ، وتكرست اكثر بعد عدوان العام 2006.
الابتسامة الساخرة للسيد نصرالله ..على نظرية “عملية الجليل انتهت مع كشف الانفاق”!
وتخلص الى ان جنرالات الحرب في الكيان الصهيوني، لن ينسوا الابتسامة الساخرة التي اطلقها السيد نصرالله حين سمعهم يقولون “ان عملية الجليل..والسيطرة عليه من قبل حزب الله في اي حرب مقبلة، انتهت بمجرد كشف الانفاق!”، طالما انهم باتوا على قناعة لم تزعزعها “هيصة” الانفاق المفتعلة ، التي ستُقلق الاسرائيليين من الان وصاعدا من “ضربة شاكوش” يسمعها مستوطن في هذه المستوطنة او تلك ، بان تل ابيب باتت تحت رحمة صواريخ حزب الله ، ولم “يبخل” السيد نصرالله على الاسرائيليين في فك بعض “الطلاسم” العسكرية التي سُمِعَت خلال عدوان تموز 2006 ، ليزيد من رعبهم واقلاقهم، حين كشف ان المقاومة تمتلك الصواريخ المخصصة لسماء ما بعد ما بعد حيفا، “مُدَغدِغا” الجمهور الصهيوني بـ “مزحة” ممزوجة بتهديد مُقلِق ..” تصوروا عددا من الصواريخ تسقط في وقت واحد في تل ابيب ، ليُسأل الذين يسكنون تل ابيب.