الحزب الشيوعي وراشيا الفخار تشيع الرفيق خليل زغيب

 

شيّع الحزب الشيوعي اللبناني الرفيق خليل زغيب في راشيا الفخار، بحضور الأمين العام للحزب حنا غريب، والأمناء العامين السابقين، فاروق دحروج، د.خالد حدادة، وسكرتير قيادة مرجعيون – حاصبيا، وأعضاء القيادة، وحشد من القيادات والفعاليات ورجال الدين؛ على رأسهم المطران إلياس كفوري للروم الأرثوذكس في منطقة حاصبيا وصيدا وصور، إضافة إلى النائب أسعد حردان، وممثل النائب أنور الخليل، وأعضاء من المكتب السياسي واللجنة المركزية بالحزب.
كما شاركت بمراسم التشييع وفود من رؤساء بلديات ومخاتير المنطقة، ووفود حزبية من مناطق البقاع والجنوب إضافة إلى أهالي بلدة راشيا الفخار والعائلة.

وللمناسبة ألقى الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب وفيما يلي نصها الكامل:

جئناك يا خليل

جئناك أيها الراحل الكبير
يا كبير المقاومين
من جذور السنديانة الحمراء ولدت
ومن صلابة جذعها امتشقت قامتك المديدة
وتحت فيء اغصانها تظللت
فرميت وشاحها الأحمر على راشيا الفخار وقرى العرقوب من الجنوب والى كل لبنان
من روحك النضالية اسست للعمل المقاوم منذ بداية مسيرتك الكفاحية، يوم تعرف عليك شعبنا في تلك الصورة التاريخية وانت ترقص فرحا فوق الطائرة الإسرائيلية التي اسقطتها المقاومة في وادي الحجير وتدوس على العلم الصهيوني
كنت من الأوائل في نشر وعيك السياسي المقاوم ضد الكيان الصهيوني يوم كانت السلطة تعتبر ان العين لا تقاوم المخرز، وان إسرائيل ليست عدو
كنت الأول مع الأوائل في دعم العمل العسكري المقاوم ضد العدو الصهيوني مع الأخطل العربي والفدائيين الاوائل في راشيا الفخار والعرقوب..
مَن في الجنوب لا يعرف خليل زغيب ؟ مِن مرجعيون الى حاصبيا ومنطقتها الى الاف المقاومين الآتون من حزبه من كل لبنان،
وتحررت الأرض بمقاومة خليل بالحرس الشعبي بقوات الأنصار وجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية “جمول”، الى المقاومة الإسلامية في حزب الله. وجنبا الى جنب مع كل المقاومين من مختلف القوى السياسية الوطنية المقاومة.
لكن مقاومة خليل لا تكتفي بتحرير الأرض بل تتجاوزه الى تغيير النظام الطائفي .
حزبك اليوم أيها الرفيق في الشارع
فلا تحريرا حقيقيا بدون تغيير . فالتحرير لا يقتصر على الأرض بل يتعداه الى تحرير القرار السياسي من التبعية للأوصياء في الخارج والى تحرير القرار الاقتصادي – الاجتماعي من شبكة العلاقات الرأسمالية ونمط الاقتصاد الريعي غير المنتج الذي يلفظ أنفاسه بعد ان وضع اللبنانيين امام خطر الانهيار المالي الوشيك كما يحصل في العديد من البلدان.
فكما نحن في لبنان في الشارع ، كذلك في السودان وتونس وفلسطين حيث رفاقك في الساحات يواجهون العدو الصهيوني والأنظمة القمعية ومعهم المشروع الأميركي الذي يرعاهم ويقدمون الشهيد تلوة الشهيد.
نفتقدك اليوم في الشارع أيها الرفيق
لكننا نقول امام جثمانك الطاهر باننا سنبقى على خطاك عهدا ووفاء لمسيرتك ولتضحياتك وحتى تحقيق احلامك
سنبقى في الشارع كي لا تتحمل الفئات الشعبية وزر الأزمة الاقتصادية – الاجتماعية
سيبقى حزبك في الشارع من اجل تحميل اطراف السلطة السياسية مسؤولية فشل سياساتهم الاقتصادية الاجتماعية التي افقرت اللبنانيين
يفرضون الضرائب على شعبهم وسرعان ما ينهبونها ولا يقدمون لهم شيئا في المقابل لا كهرباء ولا مياه ولا فرص عمل ولا أجور ورواتب ولا سكن ولا تغطية صحية شاملة ولا تعليم رسمي نوعي، بل هجرة وبطالة وافقار وتلوث وامراض
نحن ندفع الضرائب وندفع والديون تتزايد وفوائدها ترتفع .نصف الموازنة تذهب خدمة دين عام لصالح حيتان المال.

باسمك أيها الرفيق
باسم صمودك واخلاصك وصدق التزامك نقول لهم نحن أيضا لن ندفع
فلم يعد لدينا ما ندفعه،
هم يرفضون ان يدفعوا من ارباحهم الخيالية وان يعيدوا المال العام المنهوب الى الخزينة، ويطالبون المتعطلين عن العمل والفقراء بان يدفعوا من اجورهم التي لا تكفي اعالة عائلاتهم الا لأيام معدودات،
فما العمل؟
نقول : لا خيار امام اللبنانيين الا النزول الى الشارع والدفاع عن حقوقهم
لا خيار لهم في مواجهة هذه المخاطر التي تتهددهم بلقمة عيشهم، الا السير في الخط المتصاعد للحراك الشعبي الذي يشكّل الردّ الاستباقي للحؤول دون تفجّر الأزمة أو لمنع إلقاء تبعاتها – اذا ما تفجّرت – على عاتقهم.
لاخيار لهم الا المضيّ قدما في عملية بناء وتحصين الكتلة الشعبية الجامعة التي تضمّ أوسع الفئات الاجتماعية المتضرّرة من نظام التحاصص السياسي الطائفي المتخلّف،
لا خيار لهم الا تشكيل اللجان الشعبية في كل قرية ومدينة وقضاء لتغيير السياسات الاقتصادية – الاجتماعية.
هذه هي المعركة الحقيقية المفروضة عليهم للدفاع عن انفسهم والا ستستمر اطراف السلطة الفاسدة في فسادها
هي معركة وهي ايضا فعل مقاومة بامتياز
هي معركة واقعة لا محال
معركة فيها رابح وخاسر ، فلا شيء لدينا لنخسره
نعاهدك أيها الرفيق الراحل
بأننا لن نألوا جهدا في كسب هذه المعركة بروح الكفاح والتضحية التي تمتعت بها
فنحقق حلمك بالتحرير والتغيير، حلم كل الشهداء :
وطن حر وشعب سعيد
خسارتنا كبيرة برحيلك فانت صفحة مشرقة في تاريخ حزبنا
والعزاء مشترك لأهلك واهالي راشيا الفخار والى محبيك ورفاقك
فارقد بسلام أيها الرفيق،
يا أحب الرفاق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى