الخليل خلال تكريم الدكتورة تمرز في حاصبيا : دعا رئيس الجمهورية لاحترام قسمه و كف يد الفاسدين.
كرّم عضو كتلة التنمية و التحرير النيابية النائب انور الخليل الدكتورة سالي تمرز في دارته في زغله – حاصبيا.
في احتفال حضره النائب قاسم هاشم، و ممثل عن وزير المال علي حسن خليل، لبيب سليقا ممثلاً النائب اسعد حردان رئيس اتحاد بلديات الحاصباني سامي الصفدي رئيس بلدية حاصبيا لبيب الحمرا و رؤساء بلديات القضاء رئيس مستشفى حاصبيا الحكومي سليم ابو ابراهيم وفعاليات اختيارية و اجتماعية وحشد من الاطباء .
بداية النشيد الوطني اللبناني وكلمة ترحيب من المربية رانيا ابو غيدا.
و تحدث الخليل في الاحتفال داعياً رئيس الجمهورية لقول كلمة كفى لاقرب المقربين اليه : كفى فساداً و إفساداً و التهاماً لاموال هي حق للبلاد و العباد و ليست لتكديسها في إثراء غير مشروع”
كلمة النائب الخليل :
أيها الحفل الكريم
يومٌ مشرقٌ في حاصبيا، هو اليوم الذي يطل به على منطقتنا وجنوبنا العزيز وجهٌ من وجوه التميّز العلمي والأكاديمي.
هي منطقة حاصبيا ومرجعيون، بأطبائها وفاعلياتها وأهلها يستقبلون اليوم الدكتورة سالي تمرز، وقد فتحوا لكِ قلوبهم وعقولهم يرحبون بإبنة المنطقة، ويأملون أن تشكل هذه الإطلالة فرصة لإعادة الوصل مع الجذور فتسعد بك المنطقة.
سالي تمرز، الطبيبة المتخصصة في أمراض الدم والأورام، صاحبة أكثر من خمسين بحث علمي منشور في أعلى المراجع الطبية العالمية، هي، قبل أن تكون طبيبة متميزة في عملها العيادي أو الأكاديمي بصفتها إستاذة
محاضرة في كلية الطب في الجامعة الأميركية؛ هي إنسانة رقيقة تعتبر أن الطب أكثر من رسالة، بل هو مجموعة قيم من العلاقات الإنسانية التي تساهم بصورة فعّالة بالعلاج وزيادة عنصر المناعة بالمحبة والحس الإنساني.
أهلا بك في البعض الذي يخصك من بلدتك ومنطقتك وبين أهلك.
أهلا بك علما من أعلام العلم في لبنان، تشقين طريق الإبداع بالتعب والعطاء والبحث العلمي ومداواة الناس بكل ما عندك من مشاعر إنسانية خلوقة فهي لا تفيدك بما هو ما تشكو منه من مرض أو حالة صحيَة ، بل تذهب الى أبعد ما يمكن في الشرح والتفسير عن هذه الحالة وطريقة المعالجة دون ملل أو كلل .
أيها الحفل الكريم
نكرَم اليوم الدكتورة سالي المتخصصة في الأمراض الخبيثة، وكم نحن في لبنان وعلى مستوى مؤسسات الحكم والإدارة بحاجة إلى أمثال الدكتورة سالي، بعد أن إستفحل في بلدنا مرض خبيث إسمه الفساد عشش واستشرى في كل مؤسسات الدولة دون إستثناء إذ احتل لبنان المرتبة 143 في مؤشر مدركات الفساد للعام الماضي من أصل 180 دولة، مسجلاً بذلك تراجعاً سيئاً مقارنة مع العام الذي سبقه (2016 ) إذ كان يحتل المرتبة 136 وتتصدر مكافحة الفساد في لبنان قائمة الاصلاحات التي التزمت الحكومة الموعودة تنفيذها لتحصل من الدول المانحة على تمويل المشاريع التي قدمتها الدول المانحة في إطار مؤتمر سيدر .
وأقولها بألم وحزن شديدين : أن هذا الفساد يبدأ من أكثر المقربين الى الى قمة الهرم السياسي، بل هرم الحكم حتى أصبح يمارس علناً ودون حياء كامل الجسم اللبناني ، وآن الآوان للقيام بعمل جراحي نوعي قبل فوات الآوان.
فخامة الرئيس : نخاطبك بكل محبة واحترام إذ أنك حسب الدستور رمز وحدة الوطن وتقسم اليمين على إحترام دستور الأمة اللبنانية وقوانينها ، فهل وقفت مرة واحدة تحت هذا الواجب لتقول لأقرب المقربين اليك: كفى فساداً وإفساداً والتهاماً لأموال هي حق للبلاد والعباد وليست لتكديسها في إثراء غير مشروع ؟
متى سنسمع هذه الصرخة المدوية منك يا فخامة الرئيس توجهها له ولكل وزير ومسؤول فاسد ؟ متى سترى هؤلاء الذين حرموا لبنان ما يقارب خمس مليارات دولار في العام الماضي، حسب ما أوضحته وزيرة التنمية الإدارية في محاضرة لها منذ أشهر قليلة ، في خطاب القسم امام المجلس النيابي بتاريخ 31/10/2016 قلت ما حرفيته : إن هذا الاصلاح الاجتماعي الاقتصادي لا يمكن له أن ينجح الا بإرساء نظام الشفافية عبر إقرار منظومة القوانين التي تساعد على الوقاية من الفساد وتعيين هيئة لمكافحته”.
لقد مضى ، فخامة الرئيس على خطاب قسمك سنتان وثلاثة أشهر ، وبدلاً من ان يتحقق ما أقسمت عليه فها هو لبنان اليوم يعيش أكثر عهد فساد واستهتار بالقوانين منذ تاريخ إنشائه.
الحضور الكريم
ونحن أمام هذه الكوكبة من أهل النخبة، لا بد من الإطلالة سريعا على آخر التطورات التي تحصل على الساحة السياسية، ودون أن أطيل، أقول أن لبنان أمام فرصة جديدة لولادة حكومة “الوحدة الوطنية”، وهذا ما أوحت به الاتصالات واللقاءات التي جرت الإسبوع الماضي. لكن التجربة علمتنا بألا نسقط من حساباتنا وجود شياطين كُثر في تفاصيل كثيرة، (وأغلب الظنّ أنه شيطان واحد)، فنردد ما قاله ويردده دائما دولة الرئيس نبيه بري:” ما تقول فول ليصير بالمكيول”.
نأمل أن يبقى الرئيس المكلف على ما أعلنه في لقاءاته الخاصة الإسبوع الماضي من نية حاسمة بالسعي لولادة الحكومة خلال إسبوعين، وقد مضى منها إسبوع تقريبا ولم نلحظ تبدلا كبيرا في المناخات والمؤشرات.
لقد إرتضى اللبنانيون لأنفسهم “وثيقة الوفاق الوطني” المعروفة باسم “الطائف” كمجموعة تعديلات دستورية لوقف الحرب وبناء الدولة. إن أي مسّ بهذه القواعد من شأنه أن يعيدنا دورات إلى الوراء، فكيف، مثلا، ببدعة كبدعة الثلث الضامن أو الثلث المعطل.
من يتمسك بمثل هذه البدع وينسبها إلى “الطائف” هو حكما لم يقرأ الطائف ولا يريد أن يقرأه.
أما فيما يتعلق بالوضع المالي والنقدي الذي يتعرض اليوم لكثير من المؤامرات التي تحاك له ، فإن ما نؤكده في هذه المناسبة بأن الوضع النقدي والمصرفي ممسوك وآمن حتى اللحظة، ولدى لبنان كل المؤهلات التي تجعله موضع ثقة المؤسسات المالية العالمية، لأنه بكل بساطة لم يخل يوما في إستحقاق دين أو إلتزام.
كل ذلك يدعونا للإسراع في تشكيل الحكومة، كحكومة طوارىء سيكون أمامها العديد من المهام الوطنية والإصلاحية التي تُعتبر من المقدمات الضرورية للإصلاح السياسي والمالي في البلاد، ولإيجاد أرضية صالحة لتنفيذ قرارات مؤتمر “سيدر” وغيره من المؤتمرات الدولية الداعمة للبنان في محاكاته لملفات كبيرة كملفيّ النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين.
أيها الحفل الكريم
أعود إلى الدكتورة سالي، لنؤكد أن لها في حاصبيا منازل كثيرة وأهل وأحباء، وأنهم جميعا يتمنون لها النجاح والتفوق والمزيد من التميز والتألق كما أنهم يطمعون بالقليل من علمها وعطائها، وأنا على بمحبتها لهذه البلدة وأهلها بكرمها لن ترفض لكم طلباً.
لكل ما ذكرت عنك دكتورة سالي: لعلمك وعطاءك ولمحبتك للناس ولمرضاك ولوطنك لبنان، أتشرف بأن أقدم لك درعا تقديرية بإسمي وإسم الحاضرين.
و في كلمة للمكرمة الدكتورة تمرز
شكرت للنائب الخليل مبادرته و تحدثت عن اخر التطورات في مجال امراض الدم و السرطانات و الاورام الحميدة و الخبيثة، و دعت الى وجوب الخضوع الى فحصات وقائية بسيطة تساهم في اكتشاف المرض و معالجته في وقت مبكر.ووجهت كلامها الى زملائها الاطباء بالقول : يضع الطبيب الناجح التزاماً على نفسه بالاستمرار في التعلم مدى الحياه فهو يحاول ان يحسن من مهاراته ومعرفته وتعزيز ثقته بالنفس ، فالطب ليس مجرد مهنة بل هو مجموعة من القيم والمعاني السامية ، ودعت الاطباء الى ان يلفتوا نظر مرضاهم واقربائهم واصدقائهم الى ضرورة الوقاية من السرطان عبر اتباع الارشادات المهمة التي يوصي بها الاطباء .