90 دقيقة ستكون الأهم للبنان في مشوار كأس آسيا 2019

 

بعنوان “لبنان يتأهل… لا يتأهل؟”، كتب شربل كريّم في صحيفة “الأخبار”: 90 دقيقة ستكون الأهم للبنان في مشوار كأس آسيا 2019، وذلك عندما يقابل كوريا الشمالية اليوم الساعة 18.00 بتوقيت بيروت، حيث يسعى للتأهل كأحد أفضل المنتخبات التي احتلت المركز الثالث في دور المجموعات، وهو أمر إذا ما تحقق سيكون بمثابة التعويض الكبير بعد السقطتين أمام قطر والسعودية توالياً.

كلّ الأنظار تتجه نحو ملعب الشارقة اليوم. هناك ستكون نهاية المشوار، أو الوقوف بين أفضل الكبار في أكبر قارات العالم. منتخب لبنان أمام مهمة أقل صعوبة على الورق، من تلك التي واجهها في أول جولتين، إذ تبدو الفرصة متاحة للتغلب على المنتخب الكوري الشمالي، ولم لا خطف بطاقة مؤهلة إلى دور الـ 16.
الواقع أن مستوى ونتائج منتخب لبنان تحوّلت إلى قضية رأي عام، إذ خرج الحديث عنها من الدائرة الرياضية حتى وصلت إلى البرامج الاجتماعية والسياسية، بينما بقي أصحاب الاختصاص يشرّحون ويفصّلون ويحللون بحثاً عن أملٍ يمدّد مشوار المنتخب في العرس الآسيوي، وهي مسألة قابلة للتحوّل إلى حقيقة في حال تمّ العمل على تفادي الأخطاء التي وقع فيها منتخب لبنان في أوّل لقاءين، والعمل على مقاربة مختلفة كون الخصم المقبل يختلف كثيراً عن الخصمين الخليجيين.
الواقعية مطلوبة بشكل رئيسي، إذ لا يمكن “النوم على حرير” الفوز الكبير الذي حققه اللبنانيون على الكوريين بخمسة أهداف نظيفة خلال مرحلة التصفيات. ولا يجوز طبعاً التوقف عند الخسارة الكبيرة التي مني بها المنتخب الكوري أمام نظيره القطري بسداسيّة، وهي خسارة بلا شك عرف من خلالها حجمه الفني وحجم أخطائه، ومنها عندما فتح ملعبه أمام “العنابي” فدفع الثمن غالياً، الأمر الذي سيجعله يدخل المواجهة مع “الأحمر” بفكرٍ دفاعي إلى حدٍّ ليس ببسيط (ولو أنه يحتاج إلى الفوز أيضاً)، ما سيصعّب المهمة أكثر على رجال المدرب المونتينغري ميودراغ رادولوفيتش.
اسم الأخير كان الأكثر تداولاً أصلاً منذ المباراة الأولى للبنان في الإمارات، والترقّب كبير لما سيفعله لكي يغيّر من صورة منتخبه الذي لم يظهر بصورة هجومية حتى الآن. وهنا تكمن مهمة “رادو” تحديداً، وهي تتمحور حول كيفية الزجّ باللاعبين أصحاب النَفَس الهجومي في كل المراكز. ففي أوّل مباراتين بدا واضحاً أن المنتخب بحاجةٍ إلى أكبر عددٍ من اللاعبين القادرين على صناعة الهجمات، أي أولئك الذين يمكنهم بناء الهجمة من الخلف أو مشاركتهم فيها عند قطع الكرة. وهذه المسألة تتطلب لاعبين مثل نور منصور على سبيل المثال لا للحصر، وتتطلب ظهيرين لا يكتفيان بواجباتهما الدفاعيّة بل يزيدان من الكثافة العدديّة والضغط على الخصم في الحالة الهجوميّة. والنقطة الأخيرة بالتحديد بدت جليّة وعالجها رادولوفيتش في المباراة الثانية عندما أشرك قاسم الزين على الجهة اليسرى على حساب وليد اسماعيل، متّخذاً القرار ربما من خلال ما شاهده في حالات كثيرة قُطعت خلالها الكرة، لينطلق جوان العمري ليزيد في الهجوم من مركز الظهير الأيسر، في وقتٍ لم يترك فيه أربعة لاعبين مراكزهم، ما أنهى “مشروع الهجمة” اللبنانيّة بشكلٍ سريع.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!