سياسة القيصر لـ”سوريا 2019″: الخليج يموّل ودور للبنان.. وعملاء CIA” باقون!

نشر موقع “المونيتور” مقالاً للخبير في السياسة الخارجية الروسية في الشرق الأوسط، مكسيم سوخوف، تحدّث فيه عن سياسة موسكو في الشرق الأوسط خلال العام 2019، لا سيما مع إنسحاب القوات الأميركية من سوريا.

وأشار الكاتب الى أنّ  الأخبار التي انتشرت في 11 كانون الثاني، أفادت أنّ القوات الأميركية انسحبت من قاعدة الرميلان العسكريّة في الحسكة، شمال سوريا، إلا أنّ مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية أوضحوا أنّ ما جرى هو سحب للمعدّات وليس للجنود.  

ولفت الكاتب الى أنّ مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين جابري أنصاري زار موسكو في العاشر من الشهر الجاري، من أجل إجراء محادثات مع مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا ألسكندر لافرنتيف، ونائب وزير الدفاع ألكسندر فومين، ونائبي وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف وسيرغي فيرشينين.

 ويرى الكاتب أنّ الوضع في سوريا في مرحلة ما بعد أميركا، سيُسيطر عليه الحوار، لكنّ مسؤولين تبادلوا الآراء مؤخرًا حول التطورات في العراق و ليبيا و السودان واليمن، مشيرًا الى أنّ موسكو انتظرت لكي ترى كيف ستنفذ واشنطن القرار المفاجئ بانسحابها من سوريا على الأرض. من جانبه، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إنّ الوضع في سوريا سيتأثّر بعوامل عدّة، غداة الإعلان الأميركي عن الإنسحاب.

وتابع الكاتب أنّ كثيرين في موسكو لا يزالون يعتقدون أنّ قوات أميركية، على شكل “قوات خاصّة”، “عملاء CIA” أو مستشارين عسكريين سيبقون في سوريا خلال مرحلة ما بعد الإنسحاب من أجل إبقاء إيران تحت أنظارهم على الحدود السورية – العراقية. كذلك يجري النظر الى قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب على أنّه “حقيقة جديدة على الأرض”.  

ومن المتوقع أن تتابع موسكو خطواتها العملية في المبادرات التي أطلقتها في العام 2018، وأبرزها 3 ملفات مثل لجنة تشكيل الدستور وعودة اللاجئين الى ديارهم والعمل على إعادة الشرعيّة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، مع السعي إلى تأمين التمويل اللازم لإعمار سوريا.

إضافةً الى ما تقدّم، تحتاج موسكو الى التنسيق مع المبعوث الأممي الجديد إلى سوريا غير بيدرسون، إضافةً إلى زيادة التواصل مع المجموعات المعارضة المناسبة والمجالس المحلية، ومن أجل ذلك، ستسعى إلى تعاون مثمر أكبر مع دول تستضيف الأعداد الأكبر من النازحين السوريين، أي تركيا ولبنان والأردن، وبالنسبة إلى تحقيق هدف التمويل، فيبدو أنّها ستلجأ إلى دول الخليج.  إضافةً الى ما تقدّم، تستمرّ محادثات أستانة مع إيران وتركيا حول مرحلة ما بعد أميركا في سوريا.

 لكنّ بعض المشاكل المفاجئة قد تعترض مسار الأمور مثل ظهور تنظيم “داعش” ثانٍ خلال السنوات القليلة المقبلة، إلا أنّ المؤكد هو أنّ روسيا تشعر أنّها جاهزة لتحويل سياستها للشرق الأوسط من “مبنيّة على تهديدات” إلى “مستندة على فرص”. فالصورة التي كوّنتها على أنّها وسيط  يتمتّع بنفوذ في المنطقة سيمكنها من تحقيق عائدات في المنطقة، إن كان في مجال الإدارة الأمنيّة، أو في قطاعات الطاقة أو بيع الأسلحة أو تصدير المزروعات. هذا على مستوى المنطقة، أمّا على المستوى الدولي فقد حققت موسكو شوطًا كبيرًا بين القوى العظمى.

المصدر: المونيتور – ترجمة لبنان 24

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!