عاصفة “روان” اللبنانية في القطب الجنوبي

 

يوم كانت “نورما” تعصف في لبنان، على المقلب الآخر من العالم، كانت عاصفة أخرى لبطلة جنوبية لبنانية، والتي لم تكمل ال 18عاماً، تعصف في القطب الجنوبي. وكان عصفها مقروناً بالتحدي والنجاح والطموح والصعود الى القمم رغم كل الرياح والعواصف والمصاعب.

روان دقيق.. كأنها كل 6 أشهر على موعد مع قمة جديدة، هي الصبية العالمية الطموح، الضاربة عينها وطاقتها وآمالها وأحلامها على أعلى قمم العالم السبع، وكأن أهدافها شارفت على نهايات التحقيق مكللة بالنجاح مع وصولها الى القمة الخامسة.

بعد كاليمانجارو في تنزانيا، البرس في روسيا، كارستنز بيراميد في أندونيسيا، وأكونكاجوا في الأرجنتين.. الى هناك، الى جبل فنسن، الجبل الخامس الذي تطمح إليه” روان”.. الى هناك على ارتفاع 4892 متراً ، أعلى قمة في أنترتيكا، وصلت في 4 /1/ 2019. وهناك رفعت علم لبنان، وعلم السلام الذي تحمله، رسالة من كل شباب العالم ، الى كل العالم.

5 محطات، 5 طائرات، و22 يوماً، تلزم رحلة روان كي تصل الى ذلك الجبل البعيد في القطب الجنوبي. وبدأ المشوار، وفي منتصف الصعود، واجهت عواصف قوية، وكان القرار إما العودة أو المتابعة نحو القمة. وكما في كل مرة، ولأن التحدي أقوى من كل الصعوبات والظروف المناخية، تابعت روان الصعود في درجة حرارة تصل الى ما دون ال 35 تحت الصفر.

ووصلت الى القمة، بعد الإصرار والتحدي، و 10 دقائق فقط هي مدة إقامة روان على تلك القمة.. رفعت فيها علم لبنان وعلم السلام مزهوة بإنجازها، ملتقطة الصور لإنجاز ناجح يضاف الى سجل عمرها الجميل المغامر.

مساء الجمعة هو موعد عودة روان من قمة القطب الجنوبي الى لبنان، بطلة نرفع لها القبعة، صبية لبنانية نفتخر بإنجازاتها وطموحاتها، وفي طريق عودتها يشغلها حلم جديد، والهدف قمة جديدة.

10 أيام فقط، هي فترة راحتها، لتعاود دراستها  والمتفوقة فيها أيضاً، والحاصلة فيها على نتائج مبهرة. ثم الى النادي والتدريبات اليومية لمدة ساعتين، وفي نهاية كل أسبوع ضرورة تسلّق أحد الجبال اللبنانية التي تشهد على بطولاتها، وذلك للتدرّب على حمل وزن 25 كلغ، وجرّ 25 كلغ، هذا الوزن المطلوب للرحلة المقبلة، لرحلة جديدة وقمة جديدة تحلم بها روان وذلك في 14 حزيران، الى جبل دينالي في آلاسكا، وهو أصعب من الجبال الخمسة التي تسلّقتها،  والأصعب ضمن السبعة التي تنوي تسلّقها.. جبل مَن يصل الى قمته يحقق 80% من نسبة نجاح الوصول الى قمة أفرست، الموضوعة على جدول أحلامها.

روان دقيق.. نقف معك 10 دقائق، ومن على أعلى القمم، نكتب رسالتك الى كل الشباب والصبايا، متسلّحين بعزيمتك وقدرتك وعمرك الفتي الجميل، وطموحك المحلّق الى الأعالي.
رسالة السلام والأمان لكل شعوب العالم. رسالة النصح والتحدي والنجاح أن اطمحوا، احلموا، حددوا الهدف، امتلكوا العزيمة والإرادة لتحقيق النجاح والوصول الى القمم.

روان دقيق.. حظيت حتى الآن برعاية وتشجيع عائلتها الساهرة المتابعة لها في كل خطواتها، الداعمة بقوة لتحقيق طموحاتها. هذه الروان بطلة من لبنان تستحق أن تحملها الدولة الى أعالي القمم على بساط من الاهتمام والرعاية والتبنّي، كي يبقى علم لبنان مرفرفاً بمجد وفخر ونجاح. ولعلّ كل القيّمين والمسؤولين يتبنّون أحلام كل الشباب الطامحين لرفع اسم لبنان عالياً في كل المجالات..

ليلى رحيّل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!