الساحة الدرزية بين تيمور ووهاب؟
لا شكّ في أن الحيوية السياسية بدأت تأخذ مكانها بشكل جدي في البيت الدرزي الداخلي، وهذا ما أظهرته نتائج الإنتخابات النيابية، حيث حصلت لوائح المجتمع المدني على نسبة عالية من الأصوات وقد تكون الأعلى مقابل ما حصلت عليه في الدوائر ذات الأغلبيات الطائفية المختلفة.
دفع المشهد المستجد في الساحة السياسية الدرزية جنبلاط إلى الإستمرار في العمل السياسي المباشر على رغم إعلانه مراراً أنه قاب قوسين من التنحي كلياً لصالح نجله تيمور.
لكن العارفين بشأن الحزب “التقدمي” يؤكدون أن تيمور يعمل في السياسة إستجابة لمطالب والده، لكنه في الحقيقة لا يرغب بالإستمرار بهذه المهمة، وهذا ما يتحدث به أمام المقربين منه.
يعرف خصوم جنبلاط أن نقطة ضعفه الحالية تتلخص بعدم رغبة نجله الإستمرار بالعمل السياسي، الأمر الذي قد يؤدي إلى تراجع الحالة الجنبلاطية، من هنا بدأ خصوم “الإشتراكي” التقليديين التأسيس لعمل سياسي مشترك، وهذا ما أسس له لقاء خلدة بين الوزير السابق وئام وهاب والنائب طلال إرسلان.
المشهد السياسي الدرزي يتجه إلى المزيد من التعقيد، في ظل خلاف جنبلاط مع قوى سياسية أساسية مثل “حزب الله” و”التيار الوطني الحرّ” وتحالف خصومه معهم.
بدوره يأخد النائب طلال ارسلان دوراً كبيراً بوصفه الضامن لامن الطائفة وهذا ما يحاول ترويجه بعد احداث الجاهلية، عبر تكريس دارة خلدة مرجعية درزية جامعة.
بدأ الوضع السياسي الدرزي يتجه ولو تدريجياً بعكس ما كان سائداً في التاريخ الحديث، حيث أن سقوط الثنائية الدرزية التقليدية في السنوات العشرة الماضية لصالح الاحادية الجنبلاطية، سينتج على ما يبدو تنوعاً شاملاً يضمن وجود قوى سياسية عدة بتوجهاتها السياسية والاقتصادية المختلفة.
أما على مستوى الشكوى من الواقع الإقتصادي فلا يختلف الدروز عن باقي اللبنانيين من حيث الضائقة المالية والإجتماعية، لكنهم في الوقت نفسه يتوجسون من محاولة مصادرة دورهم السياسي الذي بلغ ذروته مع كمال جنبلاطنتيجة الوضع الإقليمي للحركة الوطنية أنذاك، وبالتالي فإن التراجع الذي تسبب به انحسار القومية، إدى إلى تفوق الطوائف الكبرى تتريجياً بدورها على باقي الطوائف..