“قطار سيكبّد لبنان خسائر فادحة”: العثمانيون بنوه.. وإنعاشه بدأ “تحت الطاولة”!
ونقلت الوكالة أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية الدكتور هلال خشانقوله: “فقدت بيروت الكثير من دورها كمركز اقتصادي ومصرفي إقليمي، وعندما تنتهي أعمال هذه السكة، سيختفي دور بيروت كمرفأ أيضاً”، باعتبار أنّ نقل البضائع عبر سكة الحديد أسهل وأسرع بالمقارنة مع نقلها براً عبر الشاحنات.
وفي هذا السياق، ذكّرت الوكالة بتصريحات وزير الاستخبارات والنقل الإسرائيلييسرائيل كاتس التي أكّد فيها مساعي إسرائيل إلى إحياء سكة حديد الحجاز عبر مبادرة “مسارات السلام الإقليمي” التي تهدف إلى شق طريق تجاري يربط أوروبابالخليج وإسرائيل.
وعليه، نقلت الوكالة عن العميد المتقاعد خليل الحلو تنبيهه من أنّ خط حديد من هذا النوع من شأنه أن يكبّد لبنان خسائر اقتصادية فادحة، نظراً إلى أنّ ميناء حيفاأقرب إلى خليج بالمقارنة مع مرفأ بيروت، وإلى “استقرار إسرائيل أكثر بشكل عام بالمقارنة مع لبنان“.
وفيما تحدّث الحلو عن قدرة ميناء حيفا على توفير “منشآت أكثر جاذبية” بالمقارنة مع التي يوفرها مرفأ بيروت، حذّر من أنّ ميناء حيفا قادر على منافسة مرفأ بيروت، وذلك بسبب عدم قدرة الأخير على تسهيل عملية نقل البضائع إلى الخليج عبر معبر نصيب.
وأوضح الحلو أنّ هذا المعبر، الواقع على الحدود السورية-الأردنية والحيوي لنقل البضائع من لبنان وسوريا إلى الأردن ومن ثم الخليج، فتح مؤخراً أمام “الشاحنات الأردنية فحسب”، أي أنّ لبنان ما زال عاجزاً عن الاستفادة وإرسال الشاحنات عبره.
وفي هذا الإطار، بيّنت الوكالة أنّ الخبراء يعتقدون أنّ مشروع سكة الحديد سيبدأ بشكل مؤكد، ناقلةً عن خشان اعتباره أنّ تصريحات كاتس تحقق طموحات المسؤولين الإسرائيليين السابقين، إذ ذكّر بإعراب رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين عن رغبته في أن تصبح إسرائيل مركزاً تجارياً ومالياً مقابل أن يصبح لبنانوجهة سياحية فحسب. وفي ما يتعلّق بالحلو، نقلت الوكالة عنه تحذيره من أنّ هذا المشروع سيبصر النور “عاجلاً أم آجلاً”، نظراً إلى اهتمام إسرائيل الكبير في إحيائه.
في المقابل، لفتت الوكالة إلى أنّ الخبراء يربطون بين هذا المشروع وحصول سلام بين إسرائيل والدول الخليجية، ناقلةً عن الحلو قوله: “لا بد من دخول اتفاق سلام بين الدول الخليجية وإسرائيل حيز التنفيذ قبل تنفيذ مشروع سكة الحديد”.
على مستوى احتمالات إبصار السكة النور، نقلت الوكالة عن الحلو قوله: “لا أعلم مدى استعداد السعودية إلى توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل، ولكنها إذا فعلت، سيبصر المشروع النور وسيتأثر لبنان كثيراً”.
يُشار إلى أنّ العثمانيين بنوا سكة حديد الحجاز الممتدة على طول 1300 كيلومتر في العام 1908 لنقل البضائع من البحر المتوسط إلى دمشق والمدينة.