الشرق الأوسط يتحوّل: سوريا مهتمة بوزير سعودي.. وحدث هام في بيروت!

نشرت مجلة “الإيكونوميست” البريطانية تقريراً عن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من سوريا، معتبرةً أنّه حمل في طياته تغيرات كبرى، تتمثّل بخروج عسكري أميركي وفوز لإيران وروسيا وعودة لسوريا إلى المشهد السياسي وإعادة تموضع للأطراف الأخرى كلها.

وكشفت المجلة أنّ قرار ترامب فاجأ الأصدقاء والخصوم على السواء، ناقلةً عن وزير عربي قوله: “شكل القرار مفاجأة كبرى، ولا يعود السبب في ذلك إلى كون الولايات المتحدة بدّلت سياستها، فهذه المرة الخامسة أو السادسة التي تغيّر فيها الولايات المتحدة موقفها في سوريا“. 

وفي هذا الإطار، تساءلت المجلة عما إذا سيبدّل ترامب رأيه مجدداً بعد إعلان السيناتور ليندسي غراهام أنّ الانسحاب الأميركي من سوريا سيتباطأ عقب لقائه ترامب، مشيرةً إلى أنّ إسرائيل والأردن كانتا تضغطان لبقاء القوات الأميركية في بعض المناطق، لا سيما في قاعدة التنف. 

وفي تعليق على قرار الانسحاب، لفتت المجلة إلى أنّ كثيرين في واشنطن يعتقدون أنّ ترامب يرمي أوراق الولايات المتحدة سدى، موضحةً أنّ القوات الأميركية تسيطر على آبار النفط التي تنتج 95% من النفط السوري ونسبة كبيرة من الغاز السوري أيضاً، ومياه الفرات، وأرض زراعية أساسية و5 قواعد عسكرية. 

في ما يتعلق بالخاسرين المباشرين نتيجة لقرار ترامب، اعتبرت المجلة أنّهم يتمثلون بالأكراد السوريين، “الذين يبدو حلمهم في إقامة منطقة تتمتع بحكم ذاتي مهدداً”، والذين تبيّن أنّهم حلفاء الولايات المتحدة الأقدر في قتال “داعش”، مبينةً أنّ الوجود الأميركي ساعد على حمايتهم من تركيا. وفي هذا الصدد، لفتت المجلة إلى أنّ قرار ترامب جاء بعد اتصاله بنظيره التركي رجب طيب أردوغان، ملمحةً إلى إمكانية لعب صفقة صواريخ الباتريوت الأميركية دوراً في التوصل إلى اتفاق بينهما. 

في المقابل، صنّفت المجلة الرئيس السوري بشار الأسد بـ”الفائز الأكبر”، قائلةً أنّه يبدو مصمماً أكثر على مواصلة القتال حتى استعادة الأراضي السورية كافة، ومتحدثةً عن التفات الدول العربية إلى مصالحته. 

وفي هذا الإطار، ذكّرت المجلة بزيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى دمشق وإعادة فتح السفارة الإماراتية في العاصمة السورية، قائلةً إنّ القمة الاقتصادية العربية في بيروت ستناقش مسألة دعوة الأسد إلى مؤتمر القمة العربي الذي سيعقد في تونس في آذار المقبل. 

واستناداً إلى هذه المعطيات، كشفت المجلة أنّ المسؤولين السوريين يرون أملاً بعد تعيين إبراهيم العساف وزيراً للخارجية السعودي خلفاً لعادل الجبير، وذلك باعتباره “أكثر اعتدالاً”. 

ختاماً، تناولت المجلة دور روسيا، لافتةً إلى أنّها أنقذت الأسد وجعلت عملية “إعادة تأهيله” ممكنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!