مسلحو ليلة رأس السنة في لبنان.. ” الكديش كديش” والتخلف يراوح مكانه

ضرب كثير من اللبنانيين قرار الدولة بعدم إطلاق النار إبتهاجا بالسنة الجديدة والاستعاضة عنه بالمفرقعات النارية، عرض الحائط، حيث إشتعلت المناطق اللبنانية من الشمال الى الجنوب باطلاق النار بمختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية، ما أصاب المواطنين بالذعر وسارعوا الى إخلاء الشوارع خوفا من الرصاص الطائش الذي تساقط كالمطر، ما أدى الى تسجيل بعض الاصابات، وذلك بالرغم من الانتشار الكثيف للجيش والقوى الأمنية.

 
بدا واضحا أن الدولة في واد ومواطنيها في واد آخر، فعند الساعة الثانية عشرة إلا ربعا، إستخدم اللبنانيون كل أنواع الأسلحة ما عدا المفرقعات النارية، وذلك كردة فعل عكسية على قرار الدولة التي لا توفر لمواطنيها أبسط مقومات الحياة من فرص عمل وطبابة وإستشفاء وما الى ذلك، وتعجز عن تشكيل حكومة لادارة شؤونهم، وبالتالي لا سلطة لها عليهم، وبما أن لبنان تحول بنظر الكثيرين الى سجن كبير، فلا مانع لديهم من مخالفة القانون وإطلاق النار إبتهاجا بالعام الجديد.

على مدار ساعة كاملة نفّس اللبنانيون غضبهم من الدولة بكسر قرارها، فغطى صوت الرصاص على ما كل ما عداه، ونغّص الفرحة على الكثيرين الذين كعادتهم لجأوا الى مواقع التواصل الاجتماعي في تغريدات إنتقدت تفلت السلاح وكشفت عن إصابات وقعت في أكثر من منطقة، كما إنتقدت غياب هيبة الدولة، لافتين الانتباه الى أنها لن تستطيع أن توقف الآلاف ممن أطلقوا الرصاص، وأن الأمر سيقتصر على بعض أصحاب الحظ العاثر ممن قد يقعون في قبضة الأجهزة الأمنية والعسكرية التي كثفت من دورياتها بحثا عن مطلقي النار.

دخل العام 2019، وسقط معه جرحى ضحية غياب الوعي وإنتشار السلاح وعدم قدرة الدولة على ضبط الأمور، ما يشير الى أن عام 2018 وما شهده من حوادث أمنية وإطلاق نار وإستشهاد كثيرين بالرصاص الطائش، قد سلم العام 2019 الفوضى نفسها والتفلت ذاته، في وقت ما يزال فيه الوعي والتغيير الحقيقي بعيد المنال..”.

يشار الى ان ناشطون كانوا قد نشروا قبل يومين بكثافة تحذيرات وقائية للحد من ظاهرة  اطلاق النار ليلة رأس السنة، وفي احدى الصور التي انتشرت وصفت كل من يطلق الرصاص ب ” الكديش” الذي يؤذي من دون ان يشعر ويعيد الكرة الف مرة. 

المصدر: سفير الشمال 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!