إسرائيل تنسحب رسمياً من الـ«يونيسكو» بعد فشلها في إقناع واشنطن بالتراجع
مع بدء سنة 2019 سارت حكومة الاحتلال الإسرائيلية وراء الولايات المتحدة وسجلت أمس الثلاثاء، انسحابها رسميا من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو)، رافضة جهود المديرة العامة اليهودية أودري أزولاي، لثنيها عن ذلك.
وصرح سفير إسرائيل في الأمم المتحدة داني دانون، بأن حكومته تصر على موقفها وهو الانسحاب من الـ«يونيسكو»: «لأن هذه المنظمة لم تتخل عن رغبتها في إعادة كتابة التاريخ، من خلال محاولات محو صلة اليهود بالقدس». وأضاف دانون أن «إسرائيل لن تكون عضوا في منظمة هدفها العمل ضدها وتحولت إلى أداة استغلالية يتلاعب بها أعداء إسرائيل».
وقد أكدت المديرة العامة للـ«يونيسكو» أزولاي، أنها تلقت تبليغا رسميا من الحكومة الإسرائيلية بشأن انسحابها من المنظمة اعتبارا من يوم أمس، وفقا للقرار الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية في 12 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وعبرت أزولاي عن أسفها لهذا القرار، وأضافت أنها بذلت جهودا كبيرة لمنع الانسحاب الإسرائيلي والأميركي من الـ«يونيسكو»، وقالت إنها منذ تسلمها منصبها في قيادة هذه المنظمة «حصلت تغييرات كثيرة بفضلها صارت الدول فيه تتحرك بشكل أفضل في كنف اليونيسكو للمساهمة في تسوية الخلافات التي تتعلق بمجالات اختصاص المنظمة».
يذكر أن الانتقاد الإسرائيلي للـ«يونيسكو» جاء في أعقاب قراراتها بشأن مكانة القدس الشرقية كمدينة محتلة ورفضها قبول الموقف الإسرائيلي حول يهودية المدينة. وتصدرت الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس دونالد ترمب المعركة ضد الـ«يونيسكو» حينها. وأعلنت قرارها الانسحاب من المنظمة ووقف دفع حصتها في تمويلها. وترددت حكومة إسرائيل في السير وراء واشنطن، فمن جهة كانت سعيدة بالموقف الأميركي المناصر، ومن جهة ثانية لم تكن معنية بقطع العلاقات تماما معها. وحسمت موقفها في السير وراء الولايات المتحدة. لكن، في هذه الأثناء تم انتخاب أزولاي لقيادة المنظمة، وهي يهودية فرنسية من أصل مغربي، ووالدها أندريه أزولاي يعتبر شخصية يهودية عالمية وفضلا عن كونه مستشارا رفيعا للعاهل المغربي يقيم علاقات جيدة مع القيادات اليهودية في العالم، بما في ذلك إسرائيل.
وقال مسؤول إسرائيلي إنه «في الوضع الجديد حاولت الحكومة الإسرائيلية إقناع الإدارة الأميركية بالتراجع خطوة إلى الوراء وتأجيل الانسحاب من المنظمة ومنحها فرصة أطول لتغيير قراراتها بشأن القدس. لكن واشنطن حسمت أمرها، خصوصا في الجانب المالي، أي قطع المساعدات لليونيسكو. فسارت إسرائيل وراءها وطبقت قرارها بالانسحاب».