أكثر وأقوى من توقعات!
فلنتذكّر ما كان أكثر من مجرد توقع أو حدس أو وهم، وقد عايشناه كواقع ملموس في لبنان!
ألفٌ: انتخابات نيابية على أساس قانون النسبية
كان يُتوّقع أن تكون الانتخابات النيابية التي جرت في 6 أيار بعد انقطاع قسري منذ العام 2013، “ألف” حياة سياسية جديدة في لبنان، أي بداية تؤسس لمرحلة ذات معالم أخرى أكثر حلاوة! هل تحقق هذا الأمر؟! قد تجيب “ياء” هذه الأبجدية عن السؤال، لكنّ الأكيد أنّ الاستحقاق الانتخابي كان حدثاً بارزاً طبع رزنامة العام 2018، سيّما وأن الانتخابات جرت على أساس قانون انتخابي جديد يعتمد النسبية، وهو ما غيّر في المشهد لناحية حجم الكتل والأحزاب السياسية. وفي “الألف” أيضاً ثلاثة أرقام شبيهة بهذا الحرف: 111. إنه عدد المرشحات اللواتي ترشحن على الانتخابات النيابية. كان الرقم قياسياً وواعداً وجميلاً…أقلّه إلى حين صدور نتائج الانتخابات والتي (أي نتائج الانتخابات) سرعان ما تمّ الطعن بها.
باءٌ: “بلطجة” تشعل الجبهات
لم يعد خافياً على أحد أن العلاقة بين التيار الوطني الحرّ وحركة أمل ليست على ما يُرام، والأسباب عند…الله! إلا أنّه في أواخر كانون الثاني، احتدمت الأمور بين الطرفين بعد تسريب شريط فيديو لوزير الخارجية جبران باسيل يتهم فيه رئيس مجلس النواب نبيه بري بتهديد المغتربين الشيعة لمنعهم من المشاركة في مؤتمر الطاقة الإغترابية في إفريقيا، قائلًا: “هيدا مش رئيس مجلس، هيدا بلطجي”. طبعاً، انطلقت حفلة تراشقات كلامية عنيفة وغير مسبوقة حدّ أن لام وزير المال علي حسن خليل “بي الكلّ” رئيس الجمهورية قائلاً إن “صهره المفضل قليل الأدب ووضيع وكلامه ليس تسريباً، بل هو خطاب الانحطاط ونعيق الطائفيين أقزام السياسة الذين يتصورون أنهم بالتطاول على القادة يحجزون موقعاً بينهم”. باختصار…انطلاقة “بركانية” للعام الجديد!
تاءٌ: تشريع يتذكّر مفقودي الحرب
لأول مرة في تاريخه، يقرّ لبنان قانونا يرمي إلى الكشف عن مصير آلاف المفقودين إبان الحرب الأهلية وملاحقة المتورطين في عمليات الاختفاء القسري. وينص القانون رقم 19 المتعلق بالمفقودين قسرا على إنشاء “هيئة وطنية للمفقودين والمخفيين قسرا” تهدف إلى الكشف عن مصيرهم. ويعطي القانون عائلات المفقودين “الحق في معرفة مصير أفرادها وذويها المفقودين أو المخفيين قسرا وأمكنة وجودهم أو أماكن احتجازهم أو اختطافهم وفي معرفة مكان وجود الرفات واستلامها”.
ثاءٌ:ثورة الفلاحين على التلفزيون وعلى أرض الواقع؟!
على محطة لبنانية (LBCI)، يُعرض مسلسل لبناني يتحدث عن “ثورة الفلاحين” التي سجلّها تاريخ هذا البلد. إنتاجٌ لبناني، ممثلون لبنانيون وإخراج بتوقيع لبناني. إنه الأمل والفرح. هذا على التلفزيون، أما على أرض الواقع، فالثورة لم تندلع بوجه الظلم والاستبداد و”بكوات” الفساد، لكنّ شوارع المدينة تظلّ تحضن بعض ناسها ممن يفترشونها حاملين شعارات الحرية والحقوق. الأكيد، أن لا “سترات صفر” في العام 2018!
جيمٌ : “الجاهلية” وإعادة لبنان إلى العصر الجاهلي!
محاولة جلب رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب من منزله في الجاهلية الى التحقيق في دعوى قدح وذم وتحقير، ظلّت في خانة “المحاولة” إذ لم تتمكن القوى الأمنية من إحضار الوزير بل إن ما حصل في تلك البلدة الشوفية في خلال ساعات طوال في نهار كانونيّ أعاد شبح الحرب إلى الواجهة وكاد يعيد لبنان إلى العصر الجاهلي. اشتباكات بين القوى الأمنية وحرّاس وهاب أدّت إلى مقتل مرافق الأخير، محمد أبو ذياب. قراءات لأبعاد الحادثة الأمنية والسياسية والحزبية والقضائية سجلّتها الأيام، ولا تزال.
حاءٌ: حوادث الموت ليست قضاء وقدر!
الموت المجاني، للأسف، يتجوّل على طرقات لبنان. أحدٌ لا يكبّل يديه ويسوقه إلى السجن أو إلى حبل الإعدام. أبناء هذا البلد يقضون في سياراتهم في ظلّ التراخي في تطبيق قانون السير وبسبب سوء الطرقات وغياب الإنارة في بعض الأماكن، وبالأحرى وبالمختصر، بسبب غياب استراتيجية شاملة ومستدامة لقطاع السير. الأرقام مخيفة. فحتى منتصف الشهر الجاري سُجّل أكثر من 4 آلاف و270 حادثاً، أوقعت 5 آلاف و570 جريحاً، و464 قتيلاً، فيما سُطّر أكثر من 341 ألفاً و748 محضرَ ضبط سرعة زائدة وفق إحصاءات لقوى الأمن الداخلي. إنها حرب خبيثة، غير مرئية. إنها حرب عنيفة.
خاءٌ : خبث السرطان ليس أقوى منا
لا تزال البشرية تخوض حربها ضدّ مرض السرطان المشهور بخبثه، فيكون فوزٌ في أحيان وخسارة في أحيان أخرى. في لبنان، برز هذا العام كشف الفنانة إليسا عن إصابتها بالمرض وتغلبها عليه. بدورها، انتصرت المشتركة في مسابقة ملكات الجمال ميشال الحجل على ما حاول محو بسمتها من الوجود. وتستمرّ هذه الحرب، ربما في كلّ بيت لبناني، والسلاح اثنان: العلم والإيمان.
دالٌ: درع الشمال بحثاً عن الأنفاق!
في 4 كانون الأول أطلق الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية سميت بـ “الدرع الشمالي” من أجل البحث عن أنفاق عابرة للحدود شمالي البلاد قد يستخدمها “حزب الله” في مواجهته المستقبلية ضد إسرائيل.
ذالٌ: ذهب الثقافة دائماً يلمع
بعد أكثر من 30 عاماً على إقفالها، افتتح لبنان المكتبة الوطنية التي تُعدّ حافظة للتراث الفكري الوطني وشاهدة على تاريخ لبنان المعاصر والقديم.
راءٌ: روسيا توجد حلاً للاجئين؟!
لا يزال ملف اللاجئين في لبنان على حاله. لا جديد إلا القليل. محطات عودة طوعية لأعداد قليلة سُجلّت بين الحين والآخر فيما حاولت روسيا إيجاد حلّ يقضي بعودة اللاجئين إلى مراكز إيواء موقتة قبل العودة النهائية إلى المناطق التي غادروا منها.
زايٌ: زحمة السير تدوم وتدوم وتدوم
زحمة السير مأساة حقيقية في لبنان. وبخلاف المنطق والمبدأ، فإنها تتفاقم عاماً بعد عام عوض أن تضمحل بحلول علمية. بحسب الدراسات، تُقدّر كلفة الزحمة بنحو 2 مليار دولار سنوياً. وكأنه ينقص لبنان غرقاً في الديون والعجز! وكأنه ينقص اللبنانيون هموماً وعقوبات! بالمناسبة، جسر جل الديب ارتفع، وقد تسبب بازدحام إضافي خلال عملية بنائه. كلّ الأمل أن تنتهي الأعمال فيه في العام 2019!
سينٌ: سيدر ينقذ لبنان ويحاصره!
استضافت العاصمة الفرنسية في نيسان 2018 مؤتمر “سيدر 1″، وقد حصل لبنانبموجبه على تعهدات بقروض 10.2 مليار دولار، وهبات بقيمة 860 مليونا. لكنّ فرحة دعم اقتصاد لبنان قد تتعرّض في أي لحظة لوعكة صحية بل لضربة قاضية في حال بقي بلدنا قابعاً في مستنقع الفساد والفوضى وتغييب السياسات الاقتصادية!
شينٌ: شركة ماكينزي تشغل اللبنانيين: الحشيشة لدعم الاقتصاد!
ما إن أصدرت شركة ماكينزي الاقتصادية العالمية توصياتها المتعلقة بدعم الاقتصاد اللبناني والتي لحظت أهمية تشريع الحشيش للاستخدام الطبي وفوائده على القطاع الاقتصادي، حتى انهمك الرأي العام بهذه القضية وراحت وسائل التواصل الاجتماعي تنفث دخان التأييد والشجب في آن. الأمر لم يقتصر عند هذا الحدّ، بل نوقش موضوع تشريع الحشيشة من قبل السياسيين والمشرعين.
صادٌ: صمود الذل
الذلّ يصاحب اللبنانيين. بات يجالسهم في منازلهم وأماكن عملهم من دون أي رحمة. الذلّ يأتي من مياه مقطوعة يقابلها تسديد المواطن ثلاث فواتير: واحدة لمياه الشرب، وثانية لمياه الاستعمال، وثالثة سنوية للدولة مقابل مياه لا “تشرّف” إلا في المناسبات. والذلّ في التقنين الذي يصل في بعض المناطق والأوقات إلى 16 ساعة يومياً، وقد وصلت قيمة إجمالي عجز الكهرباء المتراكم خلال 26 عاما (1992-2017) إلى 36 مليار دولار أميركي، وهو في ازدياد سنويّ بما يفوق ملياري دولار. الذلّ في فواتير الموتورات المرتفعة والتي حاولت وزارة الاقتصاد “تنظيمها” فأمرت بتركيب عدادات. قرار أثار سخط أصحاب المولدات فتجرأوا، ذات مساء، على إغراق منازل اللبنانيين بالعتمة والقهر.
ضادٌ: ضدّ حقوق المرأة ومع التجنيس!
وقع رئيس الجمهورية مرسوماً يقضي بمنح الجنسية لأكثر من 350 شخصاً وهي خطوة أثارت ردود فعل عنيفة سيما في ظلّ تساؤلات مختلفة تتعلق بهوية الأشخاص المجنسين والأسباب الحقيقية وراء هذا الإجراء. في السياق، لا تزال المرأة اللبنانية المتزوجة من أجنبي عاجزة عن منح أولادها الجنسية، خوفاً من “التوطين”، على حدّ ما يقرّ البعض.
طاءٌ: طوفان المجارير وروائح الفساد تتفشّى
في بلد تطوف فيه المجارير في وجه الأهالي وتغمر منطقة بأكملها بسبب متعمد ولا من يُزجّ في السجن أو يحاسب أمام العلن، هو بلد لا يعوّل عليه. مؤسف أن يمعن البعض في جعل هذا “اللبنان” بلداً يضيق بناسه ويتمدد بمجاريره، لكن للأسف طافت مياه الصرف الصحي في الرملة البيضاء، والأنكى أن منتجعاً سياحياً هو المسؤول!
ظاءٌ: ظلم ينجلي: زياد عيتاني حرّاً
المسرحي زياد عيتاني حرّاً. القضاء يقول كلمته بعد توقيفه 100 يوم بتهمة التعامل مع العدو الإسرائيلي، وهو يتقدّم بدعوى قضائية ضدّ المقدّم سوزان الحاج، والمقرصن إيلي غبش، وفريق التحقيق التابع لـ “أمن الدولة”، في قضية فبركة تهمة العمالة. عيتاني عاد إلى المسرح بعمل مسرحي يحاكي ما عاشه تحت عنوان “وما طلّت كوليت”.
عينٌ: العدادات تشعل غضب أصحاب المولدات وتطفئ أنوار لبنان
لا يمكن أن تكون خطوة أصحاب المولدات المتمثلة بقطع الكهرباء عن المنازل احتجاجاً على قرارات وزارة الاقتصاد إلا محطة بارزة في رزنامة العام نظراً لأبعادها ومدلولاتها وما يمكن أن تكشفه عن اهتراء هذه الدولة واختطافها من قبل فلان وعلتان!
غينٌ: غضب الطبيعة عندما ينفجر
قد يكون من الصعب أو المستحيل الوقوف في وجه طبيعة غاضبة، فكيف إذا ما كانت ثائرة لأسباب يُرجّح أن تكون متعلقة بإهمال الإنسان ولامسؤوليته؟ في حزيران من العام 2018، أدت سيول جارفة اجتاحت منطقة رأس بعلبك إلى وفاة امرأة بعد دخول سيل من المياه إلى منزلها، واستحالت المنطقة منكوبة. ويبدو أنّه في لبنان، دائماً ما تتحوّل خيرات الطبيعة نقمات تثير غضب المواطنين، ولعلّ المثال الأصدق هو غرق الشوارع بمياه الأمطار عند كلّ “شتوة”.
فاءٌ: فاجعة الحالة الاقتصادية
تسأل مطلق أي مواطن في لبنان عن “حاله” فيجيب بكلمة واحدة: “تعتير”. ثمة من يقول إن لبنان لم يشهد منذ فترة طويلة هذه الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وكأن لعنة حلّت عليه وعلى أبنائه هذه الأيام. الأرقام تشير إلى أن حوالى 2500 مؤسسة أقفلت أبوابها. قد يكون الرقم أكبر، لكنّ الأكيد أن الفقراء باتوا في لبنانكثراً. الأكيد أيضاً أن أحلام الشباب تتبخر مع كل فجر وكلّ رسالة استغناء عن جهوده في العمل. الفواتير كثيرة والخيارات ضئيلة، والعيون شاخصة نحو حقيبة هجرة، علّ في بلاد الله الواسعة تغيب كوابيس الأقساط المدرسية والكمبيالات الشهرية….
قافٌ: قروض الإسكان تتوقف والسوق العقاري في انهيار
صدم اللبنانيون بقرار “مؤسسة الإسكان” وقف منح القروض السكنية، لكن ما باليد حيلة. إجراءٌ من شأنه أن يفاقم معاناتهم الاقتصادية والاجتماعية، مع أنّ السوق العقاري في لبنان في حال انهيار وقد انخفضت أسعار الشقق السكنية بمعدل لامس الـ 40% بحسب بعض الخبراء.
كافٌ: كارثة النفايات هل تعود؟
في أول جلسة تشريعية له بعد انتخابه، أقرّ المجلس النيابي مشروع قانون الإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة المثير للجدل بعد نقاش طويل، وانفرد نواب حزب الكتائب بمعارضة المشروع والتصويت ضده، وفشلت محاولات لرده الى اللجان لاعادة صوغ بعض المواد وخصوصا تلك المتعلقة بالهيئة الوطنية لادارة ملف النفايات ولمن تعود الوصاية عليه، بحيث سقط اقتراح أن تتبع لرئيس الوزراء وبقي وزير البيئة هو الوصي على الهيئة. ملف النفايات، وعلى حدّ علم الجميع، لم يتمّ إيصاله إلى خواتيم سعيدة ومستدامة. قد تعود الزبالة إلى الطرقات في أي لحظة، والمحارق تتربص كقنابل موقوتة، ومطمر كوستابرافا بين الإقفال والفتح رغم القرارات القضائية، والأهمّ أنه في العام 2019 لن تكون ثقافة فرز النفايات من المصدر قد سادت بيوت اللبنانيين بعد! للأسف الشديد!
لامٌ: لبنان الآمن 2: الإرهاب المتسلل من سطل الجبنة!
لا يزال الإرهاب خطراً وحشياً يتجوّل في بلدان الجوار، وإن بوتيرة أخفّ من أعوام الجنون السابقة. لبنان كان في مأمن، لكن محاولات ضربه كانت على ما يبدو تتكرر. فقد عقد وزير الداخلية نهاد المشنوق مؤتمراً صحافياً، أعقب أحداث الجاهلية، ليكشف عن عملية إحترافية عالية المستوى نفذتها “شعبة المعلومات” تحت مسمّى “لبنان الآمن 2″، بحيث كان مخطط الإرهابيين يقضي بإدخال متفجرات عبر «سطول» جبنة وشَنكليش لتفجيرها في دور العبادة والتجمعات وخلال العملية الإنتخابية.
ميمٌ: مونديال 2018: لبنان بلا حماسة
“تلفزيون الدولة”، أي “تلفزيون لبنان” نقل للبنانيين مباريات كأس العالم التي أقيمت هذا العام في روسيا، مجنباً إياهم سطوة التكاليف والمستغلين. لكنّ الأجواء في هذا البلد الذي يشجع أبناؤه المنتخبات العريقة، وبالأخص “الألماني” و”البرازيلي”، لم تكن حماسية كعادتها! إنه “مونديال المفاجآت”. “المانشافت” و”السيليساو” خارج اللعبة، تماماً كحال المنتخبات العربية المشاركة (مصر،السعودية،تونس والمغرب)، والكأس لفرنسا!
نونٌ: نهر الليطاني وسموم الضمائر الغائبة
مأساة التلوث البيئي في لبنان تتوارث، على ما يبدو، من عام إلى آخر، وأفق الحل ليس مرئياً للأسف، تماماً كبعض الضمائر. نهر الليطاني مليء بالسموم الآتية من مصادر مختلفة والقضاء يتحرّك بعد إخبار وادعاء تقدمت بهما المصلحة الوطنية لنهر الليطاني ضدّ مؤسسات صناعية بجرم تلويثه.
هاءٌ: هروب إسراء… وترحيل “البواخر”
أتت “إسراء” التركية إلى لبنان لتعطيه بعض الكهرباء، فتقاتلوا بسببها وهشلت. المهم، أنّ البواخر التركية الأخرى لا تزال صامدة في لبنان، مع أنها يجب أن ترحل أيضاً! وعلى ما يبدو، فإن مناقصة شراء الطاقة بقدرة نحو 850 ميغاواط طارئة ومستعجلة في موقعي دير عمار والزهراني لن تسلك طريق التنفيذ قبل تشكيل الحكومة الجديدة!
واوٌ: وداعا للخصومة: “القوات” و”المردة” في مصالحة تاريخية
تحت مظلة بكركي وأمام العدسات وفي نقل مباشر، تصافح الرجلان. إنهما رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ينهيان 40 عاماً من الخلاف والعداوة. مصالحة تاريخية تبعث بالأمل.
ياءٌ: يا حكام…ارحمونا
في “ياء” 2018، أكثر من حدث ومعنى ومطلب. لعلّ ما يردده اللبنانيون صبحاً ومساء بقولهم “يا حكام ارحمونا” تختصر كل الأحداث. في نهاية العام، وبعد أكثر من 6 أشهر على تكليف رئيس الحكومة سعد الحريري تشكيل الحكومة، لا “سانتا” يحمل هذه “العيدية” الطبيعية! ولعلّ في هذه النقطة إجابة على ما طُرح من أسئلة في “الف” السنة. هل سيحبو لبنان نحو الأفضل في كلّ القطاعات وعلى مختلف الأصعدة، أم ستظلّ رزنامات أيامه مجبولة بحروف من تعاسة وقهر؟! لبنان، “يا قطعة سما”، أغنية كان يمكن أن تستحيل واقعاً، لكن يبدو أن ليس في السماء إلا أحلاماً وتمنيات علّ 2019 يشهد، بدلالة رقمه “التاسع”، مخاضاً سريعاً وسهلاً… فولادة!
ولأن الوداع منافقاً يكون إن لم يحمل في رحمه أملاً، ستقول “ياء” هذا العام وكلّ الأعوام: يحيا لبنان… يحيا هذا الوطن الذي منه انطلق الحرف. الوطن الذي يتحمّل، يفرح، يحزن، يثور، وييأس. يحيا وطن حيّ في قلوب الأحرار، عابرٌ لرزنامة التاريخ وأبجديات الكون.