المسيحية في خطر بالشرق!

تتزايد يوماً بعد يوم هواجس الغرب من الخطر الذي يتهدد الوجود المسيحي في الشرق وهو ما تعكسه الصحف الصادرة في عواصم القرار الأوروبية لا سيما لندن وباريس. فبعدما أفردت صحيفتي “لاكروا” و”لوفيغارو” الفرنسيتين منذ أيام على صفحاتها ملفات لهذا الموضوع، ها هي صحيفة ديلي تلغراف، تنشر مقالاً لوزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت بعنوان “المسيحية في خطر في منطقة مولدها”.

ويقول هانت إنه وأسرته حضروا قداس عيد الميلاد في بهجة ويسر، ولكن الكثيرين في العالم يواجهون الموت والتعذيب والسجن للحق ذاته الذي يمثل بالنسبة له حقا طبيعيا من المُسلّمات.

ويعرب هانت عن اعتقاده بأنه أمر مؤسف بشدة أن يكون الاضطهاد الذي يواجهه المسيحيون في بعض مناطق العالم يبلغ ذروته في الشرق الأوسط، مهد الديانة المسيحية.

ويضيف أنه منذ قرن كان ما لا يقل عن 20 في المئة من سكان الشرق الأوسط من المسيحيين، والآن انخفضت النسبة إلى أقل من 5 في المئة. ويضيف أنه ليس من الصعب معرفة السبب: ففي أحد السعف عام 2017، على سبيل المثال، هاجم مفجر انتحاري كاتدرائية عتيقة في مصر، وهو ما أدى إلى مقتل 17 شخصا.

ويقول هانت إن هذا مثال صارخ، ولكنه ليس الوحيد، على ما يتعرض له المسيحيون في الشرق الأوسط.

وكانت “لوفيغارو” قد نشرت سلسلة تحقيقات عن أوضاع المسيحيين في عدد من بلدان الشرق الأوسط. بدءا من سوريا التي شهدت هجرة أكثر من نصف مسيحييها اذ يقدر عددهم اليوم ب 750 ألف بعد ان كانوا يتجاوزون المليونين قبل 2011. موفد الصحيفة الخاص “سيريل لوي” جال في حمص وحلب والغوطة والرقة ومعلولا التي مازال أهلها يتحدثون الآرامية والتي “عاد اليها اقل من ثلث سكانها من المسيحيين” منذ استعادتها من “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة” تقول “لوفيغارو”.

ويتهم مسيحيو معلولا عددا من جيرانهم المسلمين بالتعامل مع المجموعة الإرهابية وقد نقلت “لوفيغارو” عن نساء البلدة استحالة العيش مع المسلمين السنة. “لوفيغارو” اشارت بالمقابل الى الجهود التي يقوم بها رجال الدين المسيحيون لرأب الصدع وإعادة الحوار ونقلت عنهم، خلافا لما يروج له، عدم ارتياحهم للنظام السوري. “لاكروا” خصصت أيضا مقالا للوضع في سوريا ونقلت اجواء مماثلة.

شهادات من العراق والجزائر

كذلك نشرت “لوفيغارو” في أعداد سابقة عن معاناة مسيحيي سهل نينوى في العراق وعن مسيحيي الجزائر ونشرت أيضاً تقرير عن “الولادة الجديدة لطائفة الكلدان العراقية في سارسيل في احدى ضواحي باريس” وتقرير آخر عن تجربة الدكتور عادل عبد الملك غالي على خطى الراهبة الفرنسية الأخت ايمانويل مع زبالي القاهرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى