بالصور: اطلاق محمية الشقيف الثالثة – في وادي الكفور برعاية السيدة رندة بري

 

رعت رئيسة الجمعية اللبنانية للحفاظ على اثار وتراث الجنوب اللبناني ( اثار جل) السيدة رندة عاصي بري الاحتفال الذي نظمه اتحاد بلديات الشقيف – النبطية وبلدية الكفور ، لاطلاق ” محمية الشقيف الثالثة- في وادي الكفور، وذلك باحتفال حاشد اقيم في مطعم قصر الملوك – النبطية وحضره الى السيدة بري النائبين ياسين جابر وهاني قبيسي، وممثل رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الحاج علي قانصو، وشخصيات وفاعليات ورؤوساء بلديات الاتحاد .

وبعد النشدي الوطني اللبناني وعرض فيلم عن اتجازات الاتحاد، القى عضو بلدية الكفور كلمة باسم رئيس البلدية خضر سعد قال  فيها: لقد جاء “عيسى” المسيح بإنجيل مقدس وصدح “محمد” صلى الله عليه وآله بقرآن الحق، فكانا دستوران سماويان لنا، وبتنا في أرض عاملة مصداقاً لمحبة المسيح وأخلاق الرسول الأكرم، فتجاورنا وتآلفنا وتعاونا على البر بما فيه الخير لنا جميعاً.

بداية وفي أجواء الولادة المباركة لرُسُل الرحمة نهنئ أهلنا الكرام مسلمين ومسيحيين، ونسأل الله دوام التوفيق في خدمة لبنان الوطن الطيب بما فيه خيرٌ للإنسان.

كل التحايا أبثها لكم من أرض العزة والإباء، أرض الشموخ والتحدي، من بلدة الكفور الجنوبية المجاهدة، المعروفة بوحدة أهلها وصمود أبنائها في وجه المستعلي، فلطالما كانت المقاومة ونهجها وسياستها هي الحامية لأرضنا الأبية، وما التحالف الإستراتيجي بين حزب الله وحركة أمل والتوافق في النسيج الإجتماعي إلا صورةً خلابتةً للعيشِ المشترك في وطننا لبنان وبلدتنا الكفور.

يقول الله جل وعلا في كتابه المجيد

بسم الله الرحمن الرحيم

وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون.

صدق الله العلي العظيم

راعية الحفل الحضور الكريم، يتجلى اليوم مفهوم حماية الأرض في بلدتنا الكفور بوجه آخر، فهذا المفهوم لا ينفك عما سواه، فحماية خيرات الأرض الطبيعية وإزدهارِها بيئياً هو إستكمال لنهج المقاومة الذي لطالما دأِبنا على السير فيه، فمن بؤرة للجراثيم ومنبع للأوبئة الى منظر حضاريٍ صديقٍ للبيئة، هي جهود بلديتكم التي أينعت ثمارُها وإستطاعت أن تُحافظ على صحة أبنائها وصالح تربتها وتقيها من خطرٍ كان يتربص بها شراً.

كان مكباً للنفايات واليوم يُصبح بفضل وحدة موقفنا ودعم دولة الرئيس نبيه بري الدائم لنا وبرعاية السيدة رندة عاصي بري محميةً للأشجار نزرع أولى شتلاتها لتُثمر الكفور صحة وسلامةً ومحبة، هي قريتنا الوافرة الخَضِرة إلا أن هذه الغرسات ستزيدها منعة بعدم السماح لأي يدٍ أن تمس تربتها الخصبة فتلوثها.

سيدتنا الفاضلة، الحضور الكريم، إن العمل البلدي يكمن في وضوح الهدف وإمكانية تحققه عبر إتاحة الوسائل وتزييل العوائق، ويتجلى ذلك في التوافق بين خطة العمل والبرنامج المقرر والأعمال المنجزة على أرض الواقع، وما يعزز تحقق الأهداف رغم صعوبتها، وحدة الروح وتعاون أعضاء المجلس البلدي مع رئيسه، فالروح الواحد تنعكس إيجاباً وتخفف من قساوة المطبات التي من الممكن أن تُصادفها، فبين طيات برنامجنا السنوي الكثير مما أنجز بعون الله وتوفيقه، والكثير مما نعمل جاهدين على إنجازه.

إلا أن ما نغص علينا صفو عملنا، ذاك المكب المشؤوم الذي هدد مستقبل بلدتنا الموصوفة بهوائها العذب وفضائها الرحب، وهنا عمدنا الى تحويل التهديد الى فرصة فكان مشروعنا الأخضر رداً على ذاك المشروع المدمر، وحيث أن خدمة الناس محطٌ لفخرنا ومدعاةٌ لفرحنا، وبعد إنجازات بلديتنا العديدة وخطواتنا الحثيثة نحو التقدم نزرع اليوم بذور الأمل في تلال قريتنا علها تكون بارقةً للجيل الصاعد بعدم الإستسلام والتسليم للأمر الواقع، للتمييز بين الخطأ والصواب وترجيح الخير وإعطائه الأولوية المطلقة، فلنسجل موقفنا ونبين حقنا وندافع عنه بكل جرأة وشجاعة، وفي سبيل خدمة أبناء منطقتنا نضع بين أيديكم المزيد من النجاحات عبر إقفال هذا المكب وتحويله الى محمية طبيعية بفضل دعم دولة الرئيس نبيه بري وعقيلته السيدة رندة.

سيدتنا الموقرة، الحضور الكريم، نحن نعلم الحاجة المُلحة لوجود مكب لنفايات قرى الجنوب، ولا شك أن هذا الأمر يعود بالفائدة على كل مدننا وقرانا، إلا أنه لا يجوز أن يكون على حساب صحة أهالي الكفور وبيئة قريتهم، لذا فإننا نعلن من على هذا المنبر استعدادنا التام والكامل للعمل مع كل المعنيين في القرى والبلدات الواقعة تحت نطاق إتحاد بلديات الشقيف لتأمين مكب للنفايات يكون وفق معايير صحيحة وصحية تمنعه من إلحاق الضرر ببيئة القرى الجنوبية وصحة أهلها.

راعية الحفل الحضور الكريم، لقد ألقينا من على منبر البلدية كلمة قبل الإنتخابات النيابية وكانت بمناسبة إفتتاح القصر البلدي، أكدنا فيها صوابية خيار التحالف الإستراتيجي بين حزب الله وحركة أمل لأنه يعزز إستقرار لبنان وأمنه ويحفظ تضحيات أهله ولا سيما هنا في قرانا الجنوبية وهذا ما أثبتته الإنتخابات النيابية حيث كان إنتصار هذا التحالف مصداقاً لمفهوم التحالف القوي والمتين وكانت آثاره مدوية في كل لبنان فالذي يزيد من غيظ الحاقدين على هذا التحالف هو ما حققه ويحققه من إنتصارات سياسية تنعكس خيراً على المطالب التنموية التي لم يبخل دولة الرئيس نبيه بري على تلبيتها لمناطق الجنوب عامةً ولبلدة الكفور خاصةً. كل ذلك يؤكد صوابية الخيار وأهمية موقعية السيد حسن نصرالله ودولة الرئيس نبيه بري اللذان يعملان من أجل حماية الإستقرار وتلبية حاجات الناس.

اليوم يظهر جلياً الدور الذي يقوم به دولة الرئيس نبيه بري وأهميته في حماية المقاومة، هذا بالإضافة الى ما يقوم به من تأطير المشكلات السياسية العالقة وتدوير الزوايا بشكل دائم لحل كل الأزمات التي يمر بها لبنان دون أن تؤدي الى حصول خلافات بين الأطراف السياسية المعنية والمكونات الأساسية في هذه البلد.

فالرئيس بري هو الذي يشكل حاضنة وطنية لكل أبناء لبنان ولا شك أننا بحاجة دائمة لهذه الهامة اللبنانية الكبيرة ودورها العظيم، حيث تُجمِع الأطراف السياسية في لبنان وكل الطوائف على دوره الوطني الكبير وعلى الحكمة التي يتمتع بها فحفظه الله لهذا الوطن الى جانب سماحة السيد حسن نصرالله الذي حول بفضل جهاده معادلة قوة لبنان في ضعفه الى قوة لبنان في مقاومته.

هذا ونتمنى من خلال وجود هاتين الهامتين الوطنيتين تشكيل الحكومة من أجل تفعيل دور المؤسسات وعلى رأسها البلديات لكي تتمكن من العمل بشكل أفضل بما يخص الإنماء وتلبية حاجات الناس.

ختاماً ومن عمق الجنوب الصامد صمود البواسل، الصارخ صرخة الأحرار نعاهد أهلنا الكرام في الكفور بأننا سوف نبقى كما عهدتمونا السباقين لخدمتكم والمسارعين الى تلبية إحتياجاتكم.

ونوجه الشكر الكبير للسيدة رندة بري على حضورها ورعايتها الكريمة لهذا المشروع ونشكرها على الدعم الذي تقدمه لنا ونشكر أيضاً جميع الشخصيات والفعاليات ونتمنى أن نجتمع دائماً في مناسبات ومشاريع ترسم الغد الأفضل لنا ولأبنائنا وتزرع فيهم الأمل لمستقبل مشرق مستقبل خالٍ من الأوبئة والجراثيم.

ثم القى رئيس اتحاد بلديات الشقيف الدكتور محمد جميل جابر كلمة قال فيها:

اقف اليوم في هذه البلدة الوادعة المجاهدة  والمجسدة للعيش المشترك لا بل للعيش الواحد, لاقول لكم باننا في اتحاد بلديات الشقيف- النبطية آلينا على انفسنا منذ ان تسلمنا  هذه المسؤولية ان نكون صادقين واوفياء لاهلنا ولأي بلدة انتموا.

وبعد:

ان الاهتمام بالبيئة ضرورة وتنظيمها يسمح في زيادة المساحات الخضراء بهدف المحافظة على نظافتها  وخاصة اننا نعاني من مشاكل كثيرة  على مستوى الوطن من ازمة النفايات وتلوث الهواء والمياه وزيادة مناطق التصحر وانقراض العديد من انواع الاشجار والنباتات الموسمية مما انعكس سلبا على الثروة الحيوانية ولاسيما الطيور منها ناهيك عن اخطار التلوث على صحة المواطن.

ايها السادة:  

وانطلاقا مما تقدم فقد احتلت البيئة مركزا طليعيا في اولويات الاتحاد وهذا ما استحق منا الجهد الكبير والاهتمام الاكبر من حملات تشجير وانشاء محميات وحدائق وخلافه , ونعاهدكم بالمضي قدما دون كلل او ملل وسنستمر بالتمدد ومساعدة البلديات في انشاء واستكمال الحدائق والمحميات وبشكل خاص تحويل المكبات العشوائية بعد معالجتها الى محميات طبيعية.

احبائي:

في العام 2012 وفي مناسبة عيد المقاومة والتحرير وقفت في ارنون  بالقرب من قلعة الشموخ التي استمد الاتحاد اسمه منها واطلقت سنة البيئة الخضراء برعاية كريمة من ملاك الاتحاد  الحارس السيدة الفاضلة رندة عاصي بري والتي تواكب مشكورة معظم انشطة الاتحاد البيئية الاجتماعية والانسانية والسياحية والتراثية في قلعة الشقيف  وفي مختلف قرى وبلدات الاتحاد فزرعنا سويا اول شجرة في محمية الشقيف الاولى والتي تم انجازها في عيد التحرير 2017, وساهمنا انذاك بزراعة محمية عبا ومحمية بريقع  التي افتتحناها سويا في نيسان 2018  اضافة الى بعض الحدائق الصغيرة  في بلدات الاتحاد وعلى سبيل المثال لا الحصر القاقعية, وانصار, وسيناي, وزبدين وزوطر الغربية وقمنا بتشجير جوانب العديد من الطرقات الموصلة والجزر الخضراء في نطاق الاتحاد الجغرافي.

اخوتي:

يسرني ايضا ان اعلن من هنا بأننا على ابواب توقيع مذكرة التعاون بين الاتحاد ومنظمة الفاو وجمعية امواج البيئة ووزارة الزراعة للقيام بحملات تحريج واسعة في مناطق الاتحاد كافة وسنباشر في العام 2019 بتحريج 4 مناطق هي زوطر الغربية, والشرقية, وحبوش, وانصار بعد تأمين التمويل اللازم  من منظمة الفاو وبمساهمة الاتحاد والبلديات  وبإشراف فني من قبل وزارة الزراعة.

ايها السادة:

يسرني ويشرفني ان اعلن من هنا من الكفور عن اطلاق سنة البيئة النظيفة في العام 2019 , وهنا لا بد من كلمة من القلب لاهلنا في الكفور والجوار كونوا على ثقة بأنني وزملائي في مجلس الاتحاد لن نقف مكتوفي الايدي ولن نسمح بأي ضرر يأتيكم من مطمر للنفايات او من معمل الفرز والمعالجة بل على العكس سنعمل على تحسين وتطوير المعمل وتعزيز قدراته ومعالجة شوائبه وتخفيف الحمل عنكم كما وسوف نعمل على تأمين الحوافز لتحسين منطقتكم من باب الشكر ورد الجميل.

كما واعلن بأن الاتحاد يتابع مع المعنيين كل الجهود المطلوبة لاعادة تشغيل المعمل بعد ادخال التحسينات عليه  وذلك بجهود ومتابعة مباشرة من الاخ دولة الرئيس نبيه بري ومؤازرة الوزرات المعنية وخاصة وزارة الدولة لشؤون التنمية الادارية بشخص الوزيرة الاخت الدكتورة عنايا عز الدين ومن مكتب الشؤون البلدية والاختيارية المركزي في حركة امل  برئاسة الاخ الحاج بسام طليس  ومكتب البلديات في اقليم الجنوب والاخوة في مكتب العمل البلدي في حزب الله والاخوة رؤساء البلديات في مجلس الاتحاد .

واخيرا لا بد من كلمة شكر خاصة من القلب لمجلس بلدية الكفور وعلى رأسه الحاج خضر سعد الذي عمل بصمت  وواكبنا سويا وفي الظل مجريات الامور من كل النواحي القانونية والادارية واللوجستية والاخلاقية لمعالجة موضوع المكب السيء الذكر واستبداله بمحمية طبيعية وذلك ضمن افضل الشروط المتوفرة والممكنة وبإذنه تعالى سوف ننتقل من الكفور الى كل مكان نستطيع  الوصول اليه ضمن نطاق الاتحاد وسوف نسعى في الفترة المقبلة لمعالجة واستبدال كل بؤر التلوث بالحدائق والمحميات.

وكانت كلمة راعية الاحتفال السيد بري وقالت فيها:

عشية الميلاد و من هذه الحاضرة العاملية التي تختصر صورة لبنان الرسالة،  لبنان الوحدة و العيش المشترك ، أتوجه لأبناء بلدة الكفور و لكل عائلاتها الروحية باسم رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري بأحر التهاني و أطيب الأمنيات بالأعياد المجيدة ، متمنياً أن يكون الميلاد هذا العام ميلاداً لخلاص لبنان و مناسبة نستخلص منها قيم المحبة  و الرحمة والتلاقي على الكلمة السواء .

واسمحوا لي و من موقعي كرئيسة فخرية و مؤسسة لواحدة من أوائل الجمعيات البيئية في لبنان جمعية أمواج البيئة، أن أتوجه بالتحية و التقدير لفعاليات الكفور مجلساً بلدياً ومخاتير و نشطاء بيئيين و قوى سياسية و أهلية ، على إنحيازهم الدائم لمصلحة المحافظة على البيئة و الدفاع عنها ونجاحهم في تصويب البوصلة البيئية نحو الإتجاه الصحيح بالتعاون مع كل المخلصين و منع تحويل إحدى المساحات الجغرافية في البلدة إلى مكب للنفايات أو مطمر لها.

و الشكر أيضاً موصول لإتحاد بلديات الشقيف بشخص رئيسه وأعضائه لتجاوبهم الفوري مع مبادرة دول الرئيس نبيه بري و تمنيه بإنشاء حديقة عامة مكان المكب السيء الذكر والذي طويت صفحته السوداء إلى غير رجعة ، تمهيداً لتحويل هذه الحديقة إلى محمية طبيعية في المستقبل القريب، على أن تتلاقى في أدوارها  و وظائفها مع المحميات الطبيعية التي أطلق إتحاد البلديات العمل بها في الشقيف العام الماضي و في بلدة بريقع في نيسان من العام الجاري .

الحضور الكريم

و بالاذن من رئيس إتحاد بلديات الشقيف و رئيس بلدية الكفور، ما نحن بصدده اليوم ربما هو في الشكل و حسب ما هو مدون في بطاقات الدعوة هو حفل إطلاق لمحمية الشقيف الثالثة (الكفور) ،  لكن في الأساس و بالنسبة لي إكتشفت أثناء التحضير لهذه الكلمة و خلال بحثي عن تاريخ بلدة الكفور،  ترسخت لدي القناعة و كلي ثقة بأنها أيضاً هي قناعة راسخة لدى أبناء هذه البلدة و أبناء محافظة النبطية ، بأن الكفور محمية و طنية بما تجسد من تعايش حي بين الرسالات السماوية و من تآخي بين أبناء المذاهب الإسلامية .

نعم الكفور تفرض نفسها بأن تكون محمية تاريخية ، وإرثاً ثقافيا يستدعي من كل الجهات و السلطات في محافظة النبطية، التوقف عند المكتشفات الأثرية التي تحتويها جغرافيتها ومحيطها، لا سيما في وادي فخر الدين حيث يوجد المشروع المائي الذي يغذي عشرات القرى بمياه الشفة و هو واحد من إنجازات قائد مسيرة التنمية و التحرير دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري .

ففي هذا المكان أكتشف طريق مرصوف يعتقد أنه جزء من الطريق الروماني المقدس الذي سار عليه السيد المسيح(ع) من الجليل إلى صيدون ، و أيضا تشير التقارير التاريخية  إلى أنه بين بلدتي الكفور و حبوش، و تحديدا على تلة تسمى “تلة يانوح”،  تم العثور على بقايا لأرضية كنيسة من العهد البيزنطي و هي عبارة عن لوحة فسيفساء ، هذه اللوحة قد بيعت من قبل تجار الآثار، فهذه معلومات نضعها بين أيدي أبناء البلدة أولاً للتأكد من مدى صدقيتها و ثانياً هي برسم مصلحة الآثار في وزارة الثقافة .

فاذا كانت هذه المعطيات التاريخية مؤكدة و حقيقية فنحن أمام بلدة بما تمثل من تاريخ و إرث و من رسالية،  و بما تختزن أوديتها من إحتياط مائي عذب يتم إستثمارها بمشروع آبار فخر الدين الحيوي .

و ازاء كل تلك الحيثيات المتجسدة حيوية و نبضاً في الكفور ،  المطلوب من أي جهة تريد أن تقارب الملف البيئي سواء في النبطية أو في أي منطقة لبنانية أخرى أن تقاربه مقاربة تراعي القواعد التي تحفظ للإنسان صحته و سلامة حياته ، و تصون تاريخه و تراثه من التدمير ،  و تحمي العنصر الذي خلق الله منه كل شيء حي ، و هو المياه ، من التلويث وخاصة المياه الجوفية . فاذا لم يكن هذا التحصين إنطلاقاً من وعي شخصي و إجتماعي و قانوني ، فليكن إمتثالا لدعوة إلهية نص عليها القرآن الكريم : “لا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ” . 

و ها أنتم اليوم و من خلال  هذا المشروع الإنساني البيئي الذي يطلقه إتحاد بلديات الشقيف بالتعاون مع بلدية الكفور تخطون خطوة بالإتجاه الصحيح في مقاربة الملف البيئي بغرس هذه الأشجار ، و التي نأمل أن تنمو و تكبر و يكبر معها الأمل باقفال الملف البيئي في هذه المنطقة و كل المناطق من دون خطأ أو خطيئة و على نحو يحفظ صحة الإنسان وسلامة غذائه و كل العناوين المتصلة بحياته و بتاريخه وتراثه و حاضره و مستقبله.

الحضور الكريم

مبارك لكم الميلاد و لتكن هذه الغرسات التي نستودعها اليوم في هذه الأرض المقدسة هي غرسات الأمل بغد أكثر إشراقا للإنسان و للبنان  …

بعد ذلك زارت السيدة بري والحضور بلدية الكفور وعقدت لقاء موسع مع رئيسها المهندس خضر سعد، ثم انتقلوا جميعا الى المحمية حيث زرعت شجرة ايذانا بانطلاق حملة التشجير فيها.

مصطفى الحمود

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!