الزميلة ضياء شمس: المرأة التي خرج السرطان من جسدها منكسرا…

 

الزميلة ضياء شمس: المرأة التي خرج السرطان من جسدها منكسرا…

ديانا غسطين

من اذاعة صوت الشعب الى تلفزيون الميادين لمع نجمها، هي المتألقة في حضورها، الراقية في حديثها، في ابتسامتها أمل اخجل مرض السرطان فخرج من جسمها منكسراً مهزوماً. واليوم عادت ضياء شمس، تلك القوية التي نعرفها، لتلون صفحاتنا وتغنيها.

بابتسامة وثقة تتحدث ضياء عن فترة المرض او “الشيء السخيف” كما يحلو لها ان تسميه، فتقول “كنت بمفردي عندما علمت بمرضي، للوهلة الاولى صدمت، لكن سرعان ما سألت عن الخطوة التالية وبدأت رحلة العلاج”. بمعنويات مرتفعة تخبرنا عن المعاناة مع العلاج الكيميائي التي تجاوزتها بمضاعفات صحية اقل من المعتاد.

“اهلي كانوا خط الدفاع الاول الى جانبي”،  وتتابع “اسرة الميادين وعلى رأسها الاستاذ غسان بن جدو اظهروا كامل دعمهم لي وخصوني بتحية عبر برنامج “آخر طبعة” افرحتني وساهمت في رفع معنوياتي”. عن صديقاتها المقربات تتحدث ضياء “فوجودهن اشعرني انني لست وحدي في المواجهة”.

“سرطان الدم مرض سخيف فالشفاء منه اكيد، ولكن علاجه هو الاصعب” هكذا تعرّف ضياء المرض، متوجهة الى كل مصاب به، بالقول: “طالما العلاج موجود اصبروا، فلا خيار لنا سوى المواجهة ولو كل على طريقته”.

ولدى سؤالها عن اهم المراحل في حياتها المهنية، تجيب: “اذاعة صوت الشعب كانت البداية، ساعدتني في تشكيل الوعي السياسي، والوعي السياسي الاجتماعي المرتبط بحقوق الانسان، وفيها قدمت اول نشرة اخبار مباشرة”، “جريدة المستقبل كانت المحطة التي اكسبتني الخبرة في الاعلام المقروء، عبرها ولجت الاعلام السياسي من بابه الواسع اي تغطية الاخبار من باب “المطبخ السياسي” واعني به مجلس النواب”. واليوم “آخر طبعة” تطل منه ضياء عبر شاشة الميادين لتحاور في السياسة المحلية والدولية.

ضياء التي اختبرت الاعلام في كل مجالاته، تفتخر بتغطياتها الاعلامية كلا على حدى. “فاحتفالات عيد العمال وذكرى حرب تموز 2006 والانتخابات النيابية اهم تجارب صوت الشعب”. “الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب اللبناني عام 2000” طبع تجربتها في جريدة المستقبل كيف لا وقد ساهمت احدى الصور التي التقطتها بحصولها على “جائزة افضل صورة في العالم العربي من نادي دبي للصحافة والاعلام عام 2000”. التغطيات المتلفزة التي تفخر بها ضياء عديدة الا ان “احب تغطية الى قلبي كانت عند تشييع الرئيس الراحل عمر كرامي في طرابلس”، وتعتبر “احداث صيدا” من انجح تغطياتها ايضاً.

“الصحافة مهنة غير وفية فهي لا تحفظك ان غبت عنها” تقول ضياء لتستدرك بعد حين “لو عاد بي الزمن الى الوراء لكنت اعدت اختيار الصحافة مهنة بل لكنت بدأتها في سن ابكر”.

تبدي ضياء امتعاضها من بعض اعلاميي اليوم، وتقول “للاسف منذ 3 اجيال ونحن نعاني من غياب المخزون الثقافي لدى الاعلاميين الا في حالات استثنائية”، مؤكدة ان الموضوعية في العمل الاعلامي لا تتحقق دائماً، ويجب أن نأخذ مسافة من المواضيع بالعقل عندها يمكننا ان نكون موضوعيين” وتضيف “الحياد في الصحافة خيانة، ومن يطلب الحياد ليس مهنياً”.

الى شباب اليوم تتوجه ضياء شمس قائلة “اقرأوا قبل ان تدرسوا الصحافة، اقرأوا وافهموا ماذا تقرأون”. معتبرة ان وجهة النظر في ايامنا هذه قد اضحت مرضاً، تشدد ضياء على ضرورة ان يعرف الشباب لغتهم الام اي اللغة العربية وتقول “من بعرف لغته يحترم نفسه، ومن لا يحترم نفسه لا احد يحترمه، لغتنا جميلة جدا وفي الاساس اللغة كرامة”.

تؤكد ضياء انها لا تحب الكلام عن التمييز بين المرأة والرجل، وتتوجه بمعايدة للمرأة في يومها العالمي متمنية ان “تنال المرأة حقوقها التي تستحق”. آملة ان تتمكن المرأة من اكتساب حقها في اعطاء الجنسية لابنائها، مطالبة “بالعدل بين الرجل والمرأة وليس بالمساواة”.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!