لبنانية أهانها موظفو الضمان.. فأوقفت علاج السرطان( فيديو )

لبنانية أهانها موظفو الضمان.. فأوقفت علاج السرطان

قررت مواطنة لبنانية التوقف عن متابعة إجراء الفحوصات الطبية المتعلقة بإصابتها بسرطان الثدي بعد إشكال مع موظفي مؤسسة “الضمان الاجتماعي”.

وقرارها هذا أعلنته تالين ارسلانيان على صفحتها الخاصة في “فيسبوك”، وقد بدت متأثرةً بما اعتبرته “إهانة” من الموظفين.

وفي حديث مع “العربية.نت”، أكدت تالين أن مشكلتها مع الضمان الاجتماعي” ليست شخصية”، حيث إن “اللبنانيين جميعهم يتحملون المعاناة ذاتها”، مستغربةً التمادي بـ”قلة الاحترام” من قبل موظفي هذه المؤسسة.

قصة تالين مع الضمان بدأت قبل ستة أعوام، عندما أصيب زوجها “فاهيه” بنوع من سرطان الدم الذي لا يمكن علاجه، لكن يمكن السيطرة عليه.

وفي عام 2012 خضع فاهيه لزراعة نخاع شوكي. بعدها بعام استؤصل ثدي تالين بعد أن باغتها هي الأخرى المرض.

ومنذ ستة أعوام يخضع الزوجان لشتى الفحوصات ويتناولان أدوية كلفتهما كل ما يملكان. ولولا مساعدة بعض الأصدقاء لما تمكنا من الصمود حتى اليوم.

وأوضحت تالين: “أذهب أحيانا للضمان الاجتماعي فأرى وجوها عابسة، وأضطر أن أتعامل معهم رغم أن أفكاري تتمحور حول الموت والتابوت. في إحدى المرات تعرضت للتحرش عندما كان زوجي على فراش الموت، حيث قال لي أحدهم: منيح بتخلص منه.. اجلسي بجانبي كي أنجز ملفك”.

وعبّرت تالين عن غضبها من كل المؤسسات والمستشفيات ومن كل موقف لا إنساني صادفته خلال رحلة معاناتها مع المرض.

ولا تعلم تالين المبلغ الإجمالي لعلاجها وزوجها. فكلفة زراعة النخاع الشوكي وحدها وصلت لـ50 ألف دولار. وخلال العامين الماضيين كان زوجها يتناول دواء تصل كلفة العلبة الواحدة منه لـ10 آلاف دولار. إلا أن هذا الدواء لا يمكن تناوله لأكثر من عامين. لذلك على زوج تالين أن يجري فحوصات شهرية ليتأكد أن المرض لن ينتشر من جديد، لكنه بدلا من إجراء الفحوصات كل شهر، يخضع لها كل ثلاثة أشهر نظرا لوضع العائلة المادي بعد أن أفقرهم السرطان.

والإشكال الأخير مع الضمان وقع عندما أكد الموظفون لتالين أن الضمان يغطي أحد العلاجات بشكل كامل، لكن تالين فوجئت بأنها لم تسترد سوى 30% من قيمة العلاج.

وترى تالين أن على الدولة اللبنانية أن تتحمل كلفة علاج السرطان بشكل كامل نظرا لارتفاعها.

وأوضحت تالين أنها صبت جام غضبها على موظفي الضمان الاجتماعي، لأنها في وضع حساس، قائلة: “أكيد أنا حساسة. لا يمكنكم أن تتصوروا الضعف الذي يشعر به مريض السرطان. أي كلمة ممكن أن تؤثر به وتبكيه. كنت قوية وكنت دائما أصلي خلال زياراتي للضمان ولكن هناك حدود لقلة الاحترام”، حسب قولها.

ورغم مرضها، إلا أن السرطان ليس أكبر هموم تالين، فهي أم لطفلين تشعر معهما بالذنب نظراً لمرض الأم والأب سويا. وبرأي تالين، فإن طفليها “ليسا كباقي الأطفال”، فهما لا يخرجان كثيرا، لأن والديهما يحاولان توفير المال للعلاج.

وتضيف: “ابني وابنتي لا يطلبان الكثير رغم صغر سنهما، ولكني أتخيل أنهما يبكيان في السرير لأنهما لم يولدا في عائلة عادية، رغم أنهما يؤكدان لنا أنه لا ينقصهما شيء. أحاول أنا وزوجي أن نكونا دائما قويين أمامهما، وأن نخفي ألمنا، ورغم كل هذا يشعران بأوجاعنا. بالتأكيد لديهما هاجس أن يخسرا الأم والأب في يوم ما”.

ولم تترك تالين بابا إلا وطرقته من أجل تأمين المساعدات، إلا أن المسؤولين لم يحركوا ساكنا.

وختمت تالين قائلةً: “أنا ابنة عائلة لست معتادة على طلب الأموال لكننا خسرنا ما خسرناه ولم نعد نملك مالا إضافيا لاستكمال العلاج”.

وقررت تالين مؤخراً التوقف عن تناول بعض العقاقير بسبب معاملة موظفي الضمان الاجتماعي لها ووضعها المادي الصعب.

وقررت أيضا الإضراب عن الطعام مكتفيةً بالخبز والماء لعل الدولة اللبنانية تستجيب وتؤمن العلاج الكامل لمرضى السرطان.
العربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى