الحرب بين إسرائيل و”حزب الله” مسألة وقت.. إقرأوا العلامات جيداً!
التوجّه الاميركي برئاسة ترامب يهدف الى احراق الشرق الاوسط من جديد على غرار ما فعله جورج بوش الابن وقد اضحى ذلك واضحا منذ ان اعلن ترامب القدس عاصمة اسرائيل تلاه اعلان انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع ايران ثم تلاه ابقاء قوات اميركية في جزء من سوريا والان بتكثيف العقوبات على ايران وحزب الله…. والاتي اعظم!
نعم، تأتي اميركا مرة جديدة بقيادة ترامب لاشعال الشرق الاوسط، فبعد ان عززت وضع اسرائيل الشاذ في المنطقة باعطائها القدس عاصمة لها، اختارت ان تصب الزيت على النار وتداعيات ذلك ستظهر في المدى المنظور ذلك ان خيار اقامة دولتين نسفته واشنطن والحلول المتبقية غير منصفة للفلسطينيين لا بل ظالمة ومهينة. وفي وجه ايران، اعادت واشنطن التوتر الى المنطقة بعد انسحابها من الاتفاق واللجوء الى التصعيد والوعيد والتهديد بدلا من السبل الديبلوماسية. والان تريد اميركا عبر حليفتها اسرائيل ان تضرب حزب الله حيث لا تل ابيب ولا واشنطن “راضيتان” عن تدفق الاسلحة الى المقاومة، وبالتالي ستعمل الى تحجيم قوة حزب الله .
المواجهة بين حزب الله واسرائيل قد تحصل في اي وقت، ذلك ان الادارة الاميركية الحالية تعطي الضوء الاخضر لاسرائيل بشكل لم يسبق له مثيل على استخدام قوتها العسكرية لتدمير اي جهة تشكل لها تهديدا ولردع النفوذ الايراني. انما الاشتباك العسكري الاخير الذي حصل بين الجيش الاسرائيلي و”حركة حماس” اعطى بصيص امل لمحور المقاومة فـ”حماس” فاجأت تل ابيب بصواريخها وبقوة ردعها، الامر الذي لجم التطاول الاسرائيلي لمدة زمنية معينة، فلو سحقت اسرائيل “حماس” في الاشتباك الاخير لكانت تل ابيب اليوم لا تتورع لدقيقة واحدة عن الهجوم على حزب الله، انما قوة “حماس” جعلت الدولة العبرية تعيد النظر بحساباتها الخاطئة. فاذا حصلت المواجهة بين “حزب الله” والجيش الاسرائيلي فبالطبع سيقوم حزب الله ايضا بمفاجأة اسرائيل وعلى نطاق اوسع من ذلك الذي اظهرته “حماس“.
من هنا اي حرب تقع بين اسرائيل و”حزب الله” سيكون الاخير مستعدا لها وقادرا على تحطيم القوى الاسرائيلية برا وبحرا. ولكن السؤال هو حجم الضرر على لبنانمن جراء حرب ان نشبت بين الدولة العبرية و”حزب الله“؟ اليوم لبنان دون حكومة، اقتصاده منهك، مجتمعه مفكك فاي حرب ستعيده الف سنة الى الوراء.
خطير ما يحصل مؤخرا، اسرائيل تصعد لهجتها تجاه حزب الله وتهدد بشن حرب عنيفة على مراكزه ومواقع ايرانية داخل لبنان، فيما الساحة اللبنانية تبدو مشرذمة اكثر من اي وقت مضى خاصة على الصعيد الرسمي، فلا حكومة بعد ولا مفاوضات حقيقية تشير الى حلحلة في الافق. الدولة غير محصنة لردع اي تدهور امني داخلي او خارجي، الى جانب تردي الاوضاع الاقتصادية، فاذا وقعت الحرب عندها ستحل كارثة كبيرة على لبنان واقتصاده”.